مقالات وآراء

فرش البساط الأحمر لحمدوك وسير البرهان على الاسفلت.. رسائل مؤتمر باريس للعسكر

محمود سراج

اقيم مؤتمر باريس تحت شعار دعم الانتقال الديمقراطي في السودان، من اجل دعم الاقتصاد السوداني والغاء الديون التي تثقل كاهل السودان و المساعدة في عودته للمنصات الدولية و تحريك الجهات الاستثمارية لاستغلال الامكانيات التي يتميز بها السودان.
بلا شك ان التحول الديمقراطي في السودان يمر بفترة مخاض عسير جراء تحكم العسكر وانفرادهم بالمشهد السياسي في ظل تشرذم الكيانات السياسية والقصور المعيب الذي شاب الوثيقة الدستورية بالاضافة لعجز واضح في المكون المدني في المجلسين السيادي والوزاري.
في هذا المناخ اتي مؤتمر باريس المدعوم من الدول الغربية كاول محفل عالمي محضور يحتفي بالسودان وثورته، وكانت الرسائل التي لا تحتاج لترجمة في صندوق العسكر وحلفائهم.
اولي تلك الرسائل: الاستقبال الذي قوبل به كل من البرهان وحمدوك لدي وصولهم لمطار باريس، برتكوليا يعتبر( للاسف) البرهان هو رأس الدولة في السودان، ولكن ما حدث في باريس مرغ انوف العساكر المتغطرسين في مدرج المطار، فرنسا فرشت البساط الاحمر علي امتداد الطريق من سلم الطائرة حتي صالة كبار الزوار ليسير عليه حمدوك يحيط به جنود التشريف الفرنسي بحفاوة  وتبجيل.
بينما في الجانب الاخر هبط البرهان من سلم الطائرة علي بساط احمر لا يتجاوز الخمسة امتار ومن ثم سار علي (زلط) المطار كأي مسافر عادي وظهر في الصورة فردين من حرس الشرف علي طرفي الاسفلت الاسود، وكأن حكومة فرنسا تذكره بالدماء التي لم تجف في ساحة القيادة العامة.
لم تكتفي فرنسا بتلك الرسالة، استقبل ماكرون الرئيس المصري الذي حل ضيفا علي المؤتمر في قصر الاليزيه بينما كان البرهان في مقر اقامته يبلع ريقه في انتظار جلسات المؤتمر في اليوم التالي.
في المؤتمر كان الود باديا للعيان والاحتفاء لا تخطئه عين عندما تلقي ماكرون حمدوك بالاحضان، بينما كان لقاءه بالبرهان رسميا.
واتت اللطمة الكبري في منصة الخطابة، برتكوليا يجب ان يتحدث البرهان بعد حمدوك، الا ان برنامج المنصة الفرنسية قدم البرهان اولا ومن ثم ختم حمدوك كلمات الوفد السوداني، وكانت اللطمات الكبيرة علي البرهان من كلمات ممثلي الثورة خاصة الكنداكة آلاء صلاح.
هذه رسائل المجتمع الدولي الواضحة للعيان، يعلنون فيها دعمهم للحكم المدني، ويقولون فيها للعسكر نقبل بكم كامر واقع ونرجو منكم عدم تجاوز الخطوط الحمراء، وربما كان حديث ما وراء الابواب اوضح ومباشر.
كل تلك الرسائل تٌقرأ مع  التوجه الامريكي ومطالبة ادارتها بتوحيد الجيش السوداني، وادراك حميدتي ان شمسه قد غربت فاصبح يبحث عن حلفاء آخرين كتركيا وقطر، وربما كانت الزيارة السرية لدولة الامارات خلال الايام الماضية اعلانا لنهاية فترات العسل بين بن زايد ومليشيات الدعم السريع.

‫5 تعليقات

  1. للاسف الشديد والله العظيم المدنيين في السيادي ومجلس الوزراء كلهم سجمانين ورمادنيين وليسو بحجم طموح الثورة

  2. محمود سراج؟ هل انت ابو قبورة واللا اسم على اسم وهل انت زول قنيط واللا بتدعي القنططة ساكت ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..