مقالات وآراء

دريم لاند (أرض الأحلام) الجزيرة: ما هو مصيرها؟

ب/ نبيل حامد حسن بشير

رحم الله الدكتور / أحمد بهجت الذي توفي اليوم (21 /5 /2021)، وهو علم من أعلام الاقتصاد المصري صناعيا ومعماريا وصاحب قنوات دريم التلقزيونية. ساعد الاقتصاد المصري في نقل التقانات الصناعية، وساهم في تسهيل حياة المواطن المصري ورفاهيته وتملكه لكل احتياجاته من أجهزة حديثة مثل الثلاجات والغسالات والتلفزيونات والبوتاجازات..الخ بأسعر في متناول يد الجميع، اضافة الي انشاء مدن من أحدث الطرز والأنماط متكاملة أطلق عليها دريم لاند (أرض الأحلام) والعديد من السودانين الذين قاموا بزيارة مصر اتيحت لهم الفرصة للسكن بتلك المدن ومنهم من تملك شقق أو فيلل بدريم لاند القاهرة.
منذ سنوات قاربت العشر قام المرحوم أحمد بهجت بمشروع انشاء نسخة دريم لاند السودانية التي تقع جنوب الخرطوم في طريق الخرطوم مدني الغربي جوار نقطة عبور الخرطوم- مدني قبل الوصول الى الجديد الثورة في مساحة ضخمة تساعد في تأسيس مدينة متكاملة تضم كل احتياجات السكان من شقق وفيلل وأسواق ومستشفيات ومدارس ومسارح وسينمات وحدائق، وطرق داخلية معبدة ومرصوفة وأمن ومصارف وخدمات متكاملة…الخ.
بدأت شركته بانشاء بوابة فخمة وأسوار وتشجير بالنخيل وقامت أيضا بعمل حوالي 12 نموذج للفيلل والعمارات بطوابق متعددة في تقديري لا تقل تكلفة ما قامت به عن 25 مليون دولار أميريكي وهي موجودة حتى الأن دون اكمال أو استغلال أو خطة للاستفادة منها. كلما انتقلت من مدني الى الخرطوم والعكس تصيبني الحسرة ويعتصر قلبي ألم حقيقي على ما أل اليه هذا المشروع الضخم الذي كان ضحية فساد وطمع في فترة الحكم البائد الظالم الفاسد، وما نتج عنه من هروب كل المستثمرين عرب كانوا أو أوروبيين.

أمر تأسيس المدينة تم بموافقة جهات الاستثمار القومية والولائية وحكومة الولاية وبشروط واضحة وموثقة، وكان من ضمن حقوق الشركة بيع أراضي وحيازات داخل المنطقة الممنوحة لها لانشاء المدينة، وبالفعل قامت بعرض قطع ومباني ومساكن وفلل..الخ داخليا وخارجيا لتكملة رأس المال المطلوب، طبقا لخطتها التي لم تكن خافية على الجهات المسؤولة، والتنفيذ طبقا للبرنامج المتفق عليه، فحدثت كما سمعنا خلافات بين الولاية والشركة التي قامت بالبيع بأسعار بالدولارتختلف قيمتها كثيرا عن ما قامت بالشراء به من الولاية ، وهو حق من حقوقها وليس للجهات الأخري الحق في التدخل في سياسات الشركة, نشبت خلافات بين الطرفين أغلبها أطماع شخصية من اشخاص تتداولها أسماؤها المجتمعات بمدينة ود مدني للمطالبة بنصيب شخصي من هذه المبيعات لأشخاص بعينها ومن أشخاص تتبع لجهات الاستثمار والولاية و نافذين من داخل الولاية للسكوت عن ماتقوم به الشركة وتشويه صورتها مقابل عدم الشوشرة و العرقلة بطريقة أو أخري. عندما رفضت الشركة الامتثال للابتزاز المشين هذا وضعوا العراقيل أمامها رغما عن ما قامت به من جهد وصرف بالعملات الصعبة، فتوقفت عن التنفيذ لسنوات ، وتوالت حكومات الولاية حكومة تلو الأخري ولم تحاول ايجاد حلول لهذه الاشكاليات أو حتى دراسة الأمر أو التقصي عن أسباب توقفه رغما عن أنهم يمرون بشكل شبه يومي به.

قام صاحب الشركة المرحوم أحمد بهجت بطلب مقابلة مع المخلوع شخصيا قبل اندلاع الثورة بعام على وجه التقريب، وحضر بطائرة خاصة، وتمت المقابلة وعاد الي بلاده في ذات اليوم ولم يفصح حتى اليوم عن نتائج هذه المقابلة من رئاسة الجمهورية أو الأستثمار أو حكومة الولاية، لكن يبدو أنه لم يحرز تقدما، والأسباب بالنسبة لي أكثر من واضحة!!!
ما هو الحل الأن؟ لدي عدة مقترحات أرجو أن تجد الاهتمام انقاذا لما يمكن انقاذه ولاحياء المنطقة واستغلال ماتم انجازه حتى الأن، كما ذكرنا أعلاه لا يقل عن 25 مليون دولار. المقترحات هي:
التفاهم مع الشركة للعودة لتكملة المشروع. أو
عرض المشروع على عدة شركات أخري سودانية أو أجنبية للتنفيذ منفردة أو كمجموعة تفسم بينها المساحة المحددة للمدينة.
أو أن تطرح للجمهور كمدينة جديدة (خطة اسكانية استثمارية) على نمط القاهرة الجديدة وتنتقل اليها الوزارات (كعاصمة ادارية) وتفريغ العاصمة منها، مصحوبا انشاء طريق جديد خاص بتلك المدينة حتى لا تتفاقم مشكلة المرور بالطريق القومي الحالي.
أو تحويلها الى مدينة طبية متكاملة والاستفادة من ما هو موجود من هياكل خراسانية وتحويرها الى ما يناسب الخدمات الصحية، أو
أخيرا تحويلها الي مدينة جامعية قومية تكنولوجية، لتوفير الكوادر الفنية التي تساعدنا على الولوج الى متطلبات الألفية الثالثة واللحاق بركب التكنولوجيا العالمية بشرط أن تكون مرتبطة بجامعات أميريكية وكندية والمانية وفرنسية وبلجيكية ونرويجية وهولندية تكنولوجية مرموقة.
نتمني أن تهتم الحكومة الانتقالية بهذا الأمر، خاصة المهندس خالد عمر يوسف ، وزير شؤون الرئاسة، وتأخذه مأخذ الجد قبل أن تفقد الهياكل الخرسانية الحالية صلاحيتها. اللهم نسألك اللطف (أمين).

‫2 تعليقات

  1. مقترحات ممتازة،سبق أن قدمت مثلها،تجدونها علي الميت.
    ايضا اري أن تصمم كمعرض للولايات..و تمنح كل ولاية عمارة او عمارتين ،طبعا بعد الاتفاق مع اصحاب الحق..لتعرض الولاية فرص الاستثمار،و منتجاتها،واي معلومات اخري،وان تثمم حديقة بالاشجار الموجوده لديها…
    كما تستخدم البناية كمقر لمكتب التنسيق واستراحة لضيوفها…
    ولتصبح منتجعا العاصمة…مع بناء فنادق اضافية…

  2. الحكومة الانتقالية ما قادرة توفر لقمة عيش ترمم بيه هياكل المواطنين عايزها تهتم بهياكل خرسانية عفى عنها الزمن .
    ستظل ارض الاحلام حلما و يظل التردي الاقتصادي و المعيشي واقعا طالما المصالح الشخصية هي شعارا لحكامنا …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..