في التأويل والتهويل !..

منى أبو زيد

«مصيبة كبرى أن تلقي بنفسك طوعاً عبر بوابة نظريات المؤامرة باعتبارها مدخلاً سهلاً لتفسير الأمور» .. يسري فودة!
التفكير الرغائبي والتأويل والتهويل من أخطر آفات الممارسة السياسية في السودان.. مشكلة هذه العادة السيئة أنها تصدر عن بعض ساستنا على نحو مكشوف، ومن خلال مواقف متواترة في فترات زمنية محددة .. الأمر الذي يسهل معه النظر إليها بعين المؤامرة التي تروج لها.. هل تريد مثالاً..؟!
السيد وزير الصحة الإتحادي تحدث – قبل فترة – في محفل مهم بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الذي تفاقمت نسبة الإصابة به في السودان (تم تصنيفه في المرتبة الثانية من حيث الإصابة بالإيدز بعد جيبوتي في إقليم شرق المتوسط وشمال أفريقيا)، وعوضاً عن التركيز على استراتيجية وزارته لمحاربة استشراء هذا الداء الخطير أعلن سيادته – بكل اطمئنان – أنه لا يستبعد وجود مخطط لنشر الإيدز في السودان..!
مثال آخر؟!.. السيدة سامية أحمد محمد نائب رئيس البرلمان اتهمت – قبل فترة – جهات خارجية بمحاولة تنفيذ أجندة اغتيالات داخل البلاد لزعزعة الاستقرار، وطالبت من ينفذون هذه الأجندة باتقاء الله في السودان وأهله، وهذا يعني بالضرورة أنهم قوم يعرفون الله ويفهمون معنى الوعيد بمصير من لا يتقي الله.. الأمر الذي يحصر دائرة الاتهام في معسكر المعارضة اليمينية.. كما ترى..!
مهلاً، هنالك المزيد!.. في ذات التوقيت تقريباً – ومع تفاقم حمى الحديث عن المؤامرات – وجه الدكتور محمد الحسن الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم بإجراء تحقيق عاجل حول دخول عقار إسرائيلي منتهي الصلاحية لمرضى (الهموفيليا بمستشفى الخرطوم، مستبعداً – وبكل ثقة واطمئنان – إمكانية دخول أي عقار ممنوع إلى السودان دون الطرق الرسمية، لوجود الضوابط والإجراءات المشددة، ومؤكداً شروع إدارته في التحقيق حول التسريب المقصود للعقار الإسرائيلي..!
لحظة من فضلك.. هنالك حكاية الصقر الإسرائيلي!.. في ذات التوقيت تقريباً كانت صحيفة» الانتباهة» تزين جبهتها بأحمر عريض مفاده أن السلطات بمحلية كرينك بولاية غرب دارفور قد ألقت القبض على صقر يحمل على جناحيه أجهزة إسرائيلية صغيرة الحجم تعمل بالطاقة الشمسية، وحرصت الصحيفة على استيضاح الدكتور حسن الغالي معتمد كرينك الذي طالب جهات الاختصاص بتحديد ماهية الأجهزة التي يحملها شقي الحال الصقر الذي كتب عليه بالعبرية «الهيئة الإسرائيلية للطبيعة» الجامعة العربية جورسليم..!
يا سلام!.. بالله عليك!.. هل تحتاج إسرائيل إلى صقور للتجسس على السودان بطريقة الحمام الزاجل، وهي التي تقصف كيف شاءت وتفجر أنى شاءت؟!.. إلى أي مدرسة سياسية ينتمي هذا الفشل الذريع في التقييم والتبرير والتأويل والتهويل؟!.. إلى أي نهج فوضوي تنتمي مثل هذه التصريحات التي تذكرنا بشائعات الاتحاد الاشتراكي إبان هزيمة يوليو 65 في مصر..؟!
إلى أي واقع سياسي ينتمي كثل هذا الاستسهال والقعود عن الفعل؟!.. أين هؤلاء القوم من البحث وبذل الجهد والاستقصاء؟!.. أين هم من أرتال المعالجات وأطنان الحلول؟!.. ليس أسهل من الحديث عن ضلوع جهات خفية عند كل مصيبة، وهذا نهج يكثر استخدامه عندما تشعر أي حكومة بتململ شعبها.. فهل تفعل ذلك لا سمح الله..؟!
دعك من «حركات» الحكومات واستعذ معي من «بركات» أدلجة الفتاوى.. صحف الأمس حملت إلينا خبر مطالبة الشيخ عبد الحي يوسف بإيقاف ابتعاث الشباب لأوروبا وأمريكا) لغرض العلم الذي أمرنا بطلبه ولو في الصين)!.. فالهجرة بغرض الدراسة – بحسب الشيخ الدكتور – هي إحدى مسببات تعاطي المخدرات الذي يتم وفقاً لمخططات غربية الهدف منها كسر شوكة الأمة الإسلامية.. اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا..!

الرأي العام

تعليق واحد

  1. المؤامرة موجودة، وهي فعل وحراك أثبته الله في محكم تنزيله (ولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض). هناك طرفان طرف معتدي ينظر إليه الطرف الآخر كمتأمر وطرف يرد العدوان. المؤامرة موجودة منذ بدء الخليقة وقد تكون في شكل عدوان وحرب وقد تكون في شكل غواية مثل إغواء أبليس لآدم وإخراجه من الجنة، التي سمعت بالأمس القريب فقط من شيخ سوداني على التلفاز أنها لم تكن جنة في السماء وانما كانت جنة- جنينة- عادية بأرض العراق. وحسب زعمه جنة السماء هي دار جزاء وليست دار تكليف وقد كان سيدنا أدم في الجنة التي وصفها القرآن مكلفاً. المؤامر موجودة، موجودة، بل على العكس إيحاء الغرب لمثقفي العالم بدحضها هي مؤامرة تؤكد وجود المؤامرة. قد تكون هناك مبالغة في محاولة إلباس المؤامرة ثوب مشاكلنا الكثيرة والمعقدة وربما يضيق جسد المؤامرة بهذا الثوب أو قد يتسع أحياناً لكنها على كل حال موجودة موجودة موجودة. أقول ليك كلام، حاولي تفسير كلمة المؤامر بعاميتنا السودانية فهي تعني (الغتاتة والمضرة والعياقة) وحاولي تفصيل هذا الثوب على كل من أمريكا والغرب عموما وإسرائيل وكل دولة وكل شخص. سوف تجدين أن أمريكا تحمل من الغتاتة والمضرة والعياقة مايكسر ظهر الجمال، وأن أوروباالغربية تحمل من هذه الصفات الموغلة في التوحش وعدم الإنسانية ما يكفي لإبادة البشرية جميعاً وهلمجرا. هل تصدقين أن هناك رأي لدى كبير من الناس في العالم من أن مرض الأيدز ما هو فيروسات قامت بتطوريها أكبر منظمة مِعيقة في العالم وهي المخابرات المركزية الأمريكية عبر برنامج الحرب البيولوجية. وقد ذهب نظرية الغتاتة والمضرة إلى أن الهدف من وراء ذلك لم يكن روسيا بل كان الهدف هو وسط وشرق أفريقيا التي يسكنها عدد كبير من المسلمين وهي منطقة تتوافر على ثروات هائلة، فقد كان الهدف هو استئصال مسلمي تلك المنطقة. أي مضرة تلك أو عقوق ذلك. أقول ليك حاجة: أنت ذاتك مضرة، وأنا ذاتي مضر ومعيق فكل منا بشرا ودولاً يحمل بعض المضرة والتي ما هي إلا نموذج قديم لمصطلح المؤامرة الحديث.

  2. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من الحكام والمسئولين من لا يخدمنا ولا يتقي الله فينا

    آآآآآآآآآآآآآآآآمين

    طرحتي مشاكل !
    أها الحل شنو

    إلا نقول يحلنا الحلّ بلة من القيد والذلة

  3. يسألني رب العالمين لو قلت أني ما قاعد استمعت بمقالاتك حتى الثمالة. إنت حاجة تاااانية. وعلى قولك اسرائيل بتمرح وتعربد فوق أجوائنا بمقاتلاتها وهليكوبتراتها فما حاجتها لصقور قد تنفذ مهمة ما وقد لا. يعني زمن الاستهتار بعقول الناس ولي والناس مننننن ثورة مايو اتفتحت “خلاس” ومايو هي اللي فتحت عقولنالما كشفتنا ليناحقيقة الاسياد – مع احترامي ليهم – وتاني خلاس مافي زول بقدر يلعب بعقل ابسط واحد فينا. بس يا ليت بعض المسئولين يعوا الحقيقة دي ويحترموا عقولهم قبل عقولنا.

  4. والله يا مني بس الله يديك العافية ويسكنك معانا حلة كوكو تشخص ليكم اكتر من كدا الحكومة لو بتعمل بي كل ما يخطه يراع الاستاذة مني يوم الليلة كان بقينا زي الامارات آآآآآآي زي الامارات مالكم؟؟انتو فاكرين العقل دا بوزعوه في دار الحزب العقل والحكمةوالمنطق السليم والفهم يديك ليه ربنا سبحانه وتعالي .اللهم احفظ مناولا تحفظ احد من الكتاب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..