مقالات وآراء سياسية

السودان – النفق المظلم !!

م/ التجاني محمد صالح

لقد دخل السودان فعليا الجولة الثالثة من الإستعمار. الجولة الأولى كانت للأتراك و المتوركين و فيها تم إستنزاف موارد السودان الطبيعية و البشرية. تم الإستيلاء عل المعادن و في مقدمتها الذهب كما تم الإستيلاء على المنتوج الزراعي و الغابي و في مقدمته الصمغ العربي. كما تم أخذ المواطنين عنوة و سخروا خدما بيعوا في الأسواق و صدروا إلى جميع العواصم المعروفة آنذاك عبيدا.

الجولة الثانية كانت للإنجليز و المتفرنجين و فيها تم إستنزاف موارد البلاد و سرقتها لتبنى بها الحضارة في بريطانيا و القاهرة. و قد تم بيع المواطنين في بداية الفترة الإستعمارية الثانية في أسواق النخاسة و سخروا لخدمة المحتل و لأعوان المحتل في الداخل.

و تجيئ الموجة الثالثة الآن و موارد السودان هي هدفها الرئيسيي. و تختلف عن سابقاتها في كونها تستخدم الوسائل المتطورة في التخفي و الظهور بمظهر إنساني حداثوي ناعم الملمس و لكنها من اللؤم بمكان بحيث يصعب نسبتها لجهة أو كيان أو أمة مستعمرة معينة لقدرتها على إخفاء حقيقتها. هذه الموجه يقف على رأسها كبار مرابي العالم الذين يوظفون لخدمتهم كبار متعلمي السودان ممن حصلوا على تعليم و ثقافة تؤهلهم للعب دور خدم المنازل تماما كما كان في الماضي. خدم المنازل في الماضي كانوا من المستضعفين المقهورين بقوة السلاح و لذلك لم يكونوا خدما بطوع إرادتهم. أما الآن فيلعب هذا الدور الكثير ممن نالوا حظا من التعليم الموجة حازوا من خلاله على الدرجات العلمية و رضوا أن يضعوا أنفسهم تحت خدمة السيد الجديد.

الموجة الحالية لا يحتاج تبين ملامحها الإستعمارية لعبقرية لإكتشافها فما على المرء إلا الإستماع لمتنفذ محلي ليدرك كم هو مشغول بزيادة شد وثاق الوطن المنهك جراء تكالب أؤلئك الأكلة.

‫2 تعليقات

    1. “الصمغ السوداني” هو الاسم الصحيح. ورد في هذا المقال باسم الصمغ العربي مجاراة للخطأ الشائع و لكم العتبى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..