انقلاب مايو 1969 انجزته مجموعة الستة باشراف مصري

إعداد/ محمد علي خوجلي
(1) انقلاب 25 مايو 1969 في السودان، انجزته مجموعة الستة أو التيار الناصري في تنظيم الضباط الأحرار.
(2) انقلاب مايو 69 هو المحاولة الثالثة للناصريين بعد فشل محاولتي يونيو 1957 ونوفمبر 1964، لإقامة حكم عسكري شبيه لنظام حكم الضباط الأحرار المصريين، تحت اشراف الاجهزة المصرية.
(3) سعى الناصريون في المرات الثلاث لاشراك الشيوعيين السودانيين أو التحالف معهم. ونجح مسعاهم فى مايو 69
وتعرضت الحقائق المذكورة للتشويه المتعمد أو الصمت عنها، والصمت هنا من أنواع الكذب، وقدمت في عرض مستقل التحالف الناصري/الشيوعي في مايو 1969 وأعرض الآن ما جاء في (1) و(2) أعلاه:
تنظيم الضباط الاحرار يرفض الانقلاب
“في الأسبوع الثالث من شهر أبريل 1969، وبمنزل الرائد/ عبد المنعم الهاموش بحي السجانة، انعقد اجتماع لتنظيم الضباط الأحرار حضره، اربعة وعشرين ضابطاً، وكان موضوعه، تحديد ساعة الصفر، وعارض الضباط الشيوعيين الانقلاب بحجة عدم نضوج الازمة الثورية، وعدم كفاية القوات، بينما كان نميري يرى أن الفرصة لن تتكرر إلا في العام المقبل، وعند التصويت كان مع التأجيل ثمانية عشر ضابطاً، ومع التنفيذ العاجل ستة ضباط، ونفذ الستة الانقلاب مع إخطار التنظيم باستقالاتهم”.
هذا ماسجله زين العابدين محمد احمد عبد القادر لصحيفة (آخر لحظة) ونشر يوم 26 مايو 2012
اجتماع الثلاثة عشر يرفض
وافادت شهادة اللواء ركن/م الشيخ مصطفى، وتوثيقات اخرى بالاتي:
سعت مجموعة الستة لكسب ضباط من التنظيم والضغط على الضباط الشيوعيين لدعم انقلاب مايو، فكان اجتماع الثلاثة عشر وكان حضوره:
العقيد/ جعفر نميري المقدم/بابكر النور
المقدم/ابوالقاسم هاشم المقدم/عبدالمنعم الهاموش
الرائد/محجوب إبراهيم الرائد/خالد حسن عباس
الرائد/فاروق حمدالله الرائد/الرشيد ابوشامه
الرائد/صلاح عبد العال الرائد/عبدالرحمن حسن عثمان
الرائد/مأمون عوض ابوزيد الرائد/ابوالقاسم محمد ابراهيم
الرائد/زين العابدين محمد احمد عبد القاد
وكنت هناك ثلاثة اتجاهات:
الاول
(فكري) مع القول بعدم ملاءمة الوقت، وعبر عنه بابكر النور والهاموش ومحجوب ابراهيم.
الثاني
عدم توافر المقدرة، ومثله ابوالقاسم هاشم والرشيد ابوشامه وصلاح عبدالعال وعبد الرحمن حسن.
الثالث
مع التغيير وكمال الجاهزية وملاءمة الوقت، ومثله ذات الضباط الستة منذ اجتماع الاربعة وعشرين.
مايو امتداد لحركة الضباط الاحرار
وفي حوار حسن الخندقاوي بالاذاعة الاقتصادية، مع جعفر نميرى قبل وفاته باسبوع، والذي نشر بصحيفة الرأي العام السودانية يوم24مايو 2009 اراحنا نميري بالقول:
( ثورة مايو هي امتداد لحركة الضباط الاحرار السودانيين التي ضعفت بسبب طمع بعض الاخوة الضباط وبعض الاحزاب.
وسبق استلام السلطة اجتماع مهم لتحديد الوقت الذي سنستلم فيه السلطة، ولم يتفق اجتماعنا على تحديد وقت الانقلاب، وهناك من لم تكن له ثقة في نجاح الثورة، لذلك سارعوا برفع الحلسة مقترحين تأجيل العملية الى وقت آخر يحدد فيما بعد، فقمنا باتخاذ قرار تحديد ساعة الصفر).
مدنيون يشاركون في الإعداد
تنظيم الضباط الاحرار لم يقرر الانقلاب، ولم يحدد ساعة صفره، بل مجموعة الضباط الناصريين الستة واصدقاؤهم. ومعلوم أن أبرز الضباط الشيوعيين بادر بالعمل مع المجموعة على الرغم من موقف رفاقه في التنظيم والذين التحقوا بالانقلاب لاحقاً.
وشارك فى الاعداد والتحضير عدد من المدنيين (قيادات قومية وناصرية وشيوعية) ومن هؤلاء:
عباس ابراهيم النور مؤسس التيار الناصري في السودان، وبابكر عوض الله، واحمد سليمان المحامي، وفاروق ابو عيسى، والذي عرض عليه بابكر عوض الله تشكيل المجلس يوم 23 مايو.
(برنامج في الواجهة /تلفزيون السودان القومي وصحيفة أخبار اليوم السودانية/ فبراير 2006)
المحاولة الاولى في يونيو 1957
ان أول محاولة للأجهزة المصرية لصناعة انقلاب عسكري في السودان هدفها، رعاية المصالح المصرية ومعلوم أن الدولة المصرية تعتقد ان وجود نظام حكم ديمقراطي في السودان، سيؤثر على أمنها القومي، فكانت محاولة 13 يونيو 1957.
وقاد المحاولة الاولى الرائد/ عبد الرحمن كبيده (مدرسة المشاه)، وكانت تقليداً لانقلاب الضباط الاحرار في مصر في يوليو1952، وتم اكتشاف المحاولة خلال مرحلة التحضير وتجنيد المؤيدين للانقلاب، وتم الحكم بالسجن على عبدالرحمن كبيده والطلبة الحربيين: محمد احمد جحا ومحمد الامين التيجانى والحبر بركات وحسين خرطوم دارفور.
واحيل الى الاستيداع:
العميد/ احمد ابوبكر
والرواد: احمد البشير شداد والطيب المرضي وتاج السر مصطفى
والمقدمين: عوض احمد خليفة، وعبدالحليم محمد خير شنان، وجعفر محمد نميري.
المحاولة الثانية في نوفمبر 1965
خلال أحداث ثورة اكتوبر 1964، برز تياران بين الضباط الأحرار
الاول: يعتقد بضرورة عودة الضباط/الجيش الى الثكنات، استناداً على رغبة الجماهير الرافضة لإقامه اي حكم عسكري من اي نوع، ومثل هذا التيار الشيوعيون والديمقراطيون.
الثاني: ورأى التيار الثاني الذي مثله القوميون العرب/ التيار الناصري، ضرورة مواصلة القوى الوطنية في القوات المسلحة دورها في مساعدة جماهير اكتوبر التي لا تملك وحدها القدرة على حماية الثورة والسير بها للامام.
وفشلت محاولة 7 نوفمبر 1964 لاستلام الضباط الاحرار الناصريين السلطة، وكان عبدالناصر وأجهزته على اتصال بالضباط الذين يريدون الانقلاب، واعتقل ثمانية ضباط مثلما وردت اسماء اخرى منها:
العمداء: عمرالحاج موسى/ محمد الباقر احمد /مزمل سليمان غندور.
المقدمون: جعفر نميري/ محمد عبد الحليم/ احمد عبدالحليم
الرواد: فيصل حماد توفيق/ عزت منصور شوقي/ فاروق حمدالله/ مصباح الصادق وعلاء الدين محمد عثمان.
الملازم: خالد حسن عباس
إشارة:
نشر هذا المقال في مايو 2018 بصحيفة الجريدة السودانية، واشتمل عليه كتاب (عملية يوليو الكبرى في السودان)، غير المنشور، ويكون المقال مجتزأ من الكتاب.