دلالية موديل 21

كمال كرار
عرف السودان الدلالة منذ عقود، وكل كم سنة يدق الجرس إعلانًا لمزاد علني تباع فيه العربات والمعدات القديمة..
وقديمًا كانت الدلالية تجوب الشوارع وهي تحمل في الغالب أدوات المطبخ من الكبابي والصحون والملاعق وغيرها.. ولها طريقتها في ترويج بضاعتها، فتبيعها بالتقسيط وتعطيك الملاحة هدية.
والدلَّال بتشديد اللام يأخذ نسبة 10% نظير مجهوده، وأحيانًا يستلم أموالًا باللفة نظير الاتفاق مسبقًا على بيع حاجة معينة لشخص معين بسعر مخفض بعد استبعادها من المزاد..
وبقدر الحكايات التي رويت عن الدلالة والدلَّالين فلم نسمع عن بنك مركزي اشتغل (دلَّال).. لماذا؟، لأن وظيفة البنك المركزي التنظيم والرقابة وليست المضاربة والمزايدة، ولكننا في زمن يدار فيه الاقتصاد بطريقة سوق الحرامية.. فبنك السودان العجيب يعلن عن مزاد لبيع 40 مليون دولار لمن يدفع أكثر.. ودقي يا مزيكا للسوق الأسود برعاية البنك المركزي..
والمبلغ المذكور أموال عامة.. والمستشفيات تعاني نقص الأجهزة، وكلية الطب جامعة السودان في إضراب لانعدام المعدات الطبية، والدواء ينعدم في الإمدادات الطبية، والمزارعون في انتظار المبيدات والأسمدة، ومصانع الحكومة معطلة، والكهرباء تقطع لنقص قطع الغيار، والموية لنفس السبب.. ولكن تباع دولارات الشعب في الدلالة فيشتريها بعض الناس ويتم تدويرها في سوق أسود تاني خارج البنك المركزي وينتهي بها المطاف في حسابات بالخارج..
ومن المؤكد أن هذه الفكرة العجيبة جاءت من الصندوق الدولي الذي اشترط على الحكومة العجيبة برضو تعديل قوانين البنك المركزي وهيكلته.. ومما يجري حاليًا، فإن البنك المركزي استحق لقب (الدلالية) بامتياز.. دلالية موديل 21.
وعقبال تعميم الحرمنة وكل وحدة حكومية تبيع ما عندها..
ومن قروش الدلالات تبنى العمارات ويسافر البعض للإمارات وينسون الفشقة والقلابات ولسان حالهم يقول (أجافي ليك أهلي وأسكن معاك شمبات)..
وأي كوز مالو؟
و الله حكومة خو،،،،،لات الهبوط الناعم ديل ما تدوس قشة خلي تدوس الهطلات الكيزان ،،، علينا أن ندوسهم بانفسنا و معاهم عملاء دويلة الامارات العبرية ،،،،