القبلية المهنية..الشرطة مثالاً

حيدر المكاشفي
سأتجاوز هنا لأغراض الحياد، رواية الزميل الصحفي حافظ هارون عن ما تعرض له من ضرب واهانة بقسم شرطة المدينة ببحري بشهادة عشرة شهود والمضايقات والاعتقالات التي مازال يتعرض لها، وأدلف مباشرة الى بيان الشرطة المعيب الذي أصدره مكتبها الاعلامي حول الحادثة، فقد أبدى هذا البيان تحاملاً واضحاً على الزميل الصحفي، اذ تبنى البيان دون تحقيق ودون تثبت ودون الاستماع للصحفي وشهوده العشرة، تبنى بالكامل رواية منسوبي الشرطة بالقسم المذكور، بل وذهب البيان لاضفاء صفة قانونية للمضايقات والملاحقات والبلاغات والاعتقالات التي ما زال الصحفي حافظ يتعرض لها، وبدا من هذا البيان الصادر من ادارة شرطية تتبع للقيادة العليا للشرطة، أن مؤسسة الشرطة تدافع عن منسوبيها وتحميهم بالحق وبالباطل، على طريقة الشاعر دريد ابن الصمة صاحب البيت الشهير (وما أنا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية أرشد)، وهذه والله قبلية مهنية منتنة لا تقل خطرا من القبلية الاثنية التي انهكت حرث البلاد ونسلها، وكما يتوجب على المستنيرين محاربة القبلية الاثنية ،عليهم كذلك محاربة القبلية المهنية، وقد فعلت الشرطة ما تفعله الحمية القبلية حين يصرخ فرد من القبيلة وا ذلاه، تنهض له كل القبيلة بسلاحها دون أن تعرف ما هي الحكاية وما اذا كان ابنها مخطئا أم على حق..
الحقيقة انني لم اجد سببا لبيان الشرطة حول قضية الصحفي حافظ هارون غير العصبية المهنية المقيتة والمنتنة مثلها مثل القبلية الاثنية، ومعلوم أن العصبية المهنية هي غير الغيرة المهنية ، فالغيرة المهنية مطلوبة ومرغوبة لجهة انها تجعل الشخص يحب عمله ويتفانى فيه ويدافع عنه بالحق وليس بالباطل ويسعي إلي تطويره وتنقيته من الشوائب، لا ان يكون من آل غزية كما قال الشاعر معهم في كل الأحوال حتى ان غووا، ومهنة الشرطة مثلها مثل المهن الأخرى ليس من المستبعد بل المؤكد وجود بعض عديمى الاخلاق والمتجاوزين بين ظهراني ممتهنيها، فالمهنة ليست أكثر من انتماء وظيفى، يسعى من خلاله أعضاء المهنة لضمان تطورها، وحسن ممارستها، أما أن تتحول المهنة إلى انتماء مغلق أصم، يمثل فى ذاته فى بعض الأحيان ما يشبه التضامن المظلم الظالم الذى تحدث عنه عالم الاجتماع الشهير روبرت بوتنام فتلك مصيبة.. اننا والله لسنا مع حافظ ولا ضد الشرطة وانما مع الحق والحقيقة اينما وجدا ومن أي جهة صدرا، والحكمة تقول اعرف الحق تعرف رجاله ونساءه، وفي هذه القضية تحديدا لا مفر لأي باحث عن الحقيقة ومناصر للحق من الوقوف الى جانب الصحفي في حقه المهدر الذي يبحث عنه، حتى لا تصبح الهيئات والمؤسسات روابط تحمى أعضاءها أكثر مما تحاسبهم، وإذا قررت محاسبتهم يكون ذلك فى غرف مغلقة، ولا تطلع أحدا على ما يحدث، وتفعل ذلك من باب (الستر المهنى)، وإذا لم نتخلص فى كل مؤسساتنا وهيئاتنا من عقلية المعلم الذى يحمى رجاله فلن نتقدم مهنيا، والأخطر لن نتقدم وطنيا..
***********
الجريدة
شرطة السودان 90 % من منسوبيها زبالة . شرطة عبارة عن عصابة تتنمر علي المدنيين العزل ورعديدة اما اي جهة تحمل السلاح.. فالجنجويد يعملو السبعة وذمتها علي عينك يا تاجر الشرطة ضباطا وعساكر ما فيهم حد بقول بغم!! لكن عندما الامر يتعلق بالمدنيين العزل يغلي الدم في عروقهم وينفشو ريشهم وتطاقش بطولاتهم.. هذا الجهاز القمئ يحتاج علي تغيير علي الاقل 80 % من طباطه و60 % هن افراده
في هذا نتذكر بيان لواء امن كسلا في حادثة مقتل الشهيد احمد الخير
ونتذكر حادثة مدير شرطة الخرطوم ( عيسى ) عندما أطلق بياناً زعم فيه أن الطفلة سماح ماتت بصورة طبيعية، إلا أن النيابة بعد أعادة نبش الجثمان وفحصه، أعلنت أن الفتاة اصيبت بعدة رصاصات احداها أدت إلى تهتك الرئة وأدت إلى الوفاة، ليتم اعتقال والدها، وعدد من أقاربها .
وهناك كثير من الحوادث تؤكد ان الشرطة تتضامن مع بعضها البعض ضد اى شخص تكون عنده واقعة مع شرطي او ضابط ، لأنه ببساطة داخل مركز الشرطة هم وحدهم الموجودين ولا يستطيع المجنى عليه ان يأتي بشهود عليهم وهم لأنهم يفعلون نفس الشىء يتوقعون من المتستر عليه ان يعاملهم بالمثل ففي المستقبل ، عليه أتمنى ان من الدولة اذا كانت جادة في لجم الشرطيون ان تقوم بتركيب كمرات في كل مراكز الشرطة وان تشتغل 24 ساعة وان تعمل مثل أمريكا بأن يكون هناك شرطيون متخفون داخل مراكز الشرطة يتبعون للامن الداخلى الشرطى
لقد كانت لى تجربة مريرة في مركز شرطة مرور المعمورة مع احد الشرطيون لكننى في النهاية لجمته عند حده عندما وجد ان لحمى مر
مساكين ما تلقوا تربية شرطية وطنية في عهد الأنجاس كالتي تلقن لرجال الشرطة منذ الاستقلال بل سعى الأنجاس لطمس تلك التربية تماماً واعادة صياغة الجيش والشرطة وجعلهم مثل أمن تنظيمهم الذي صار أمناً للنظام بأكمله! والنتيجة هذه المسوخ الشائهة من رتب لا تعلو على الجندي إلا في عدد العلامات على الكتوف بينما عقلية أكبر ضابط فيهم كعقلية الجندي الفاقد التربوي الذي لم يتلق حتى التعليم الأساسي ولم ينشأ في في بيئة صالحة في المجتمع!