مقالات وآراء سياسية

الى السيد النائب العام المكلّف مبارك محمود ..

عبدالمنعم طه

من الطبيعي جداً أن يظل السيد النائب العام المكلّف مبارك محمود مُتّهم بأنّ تكليفه الذي جاء من قبل القتلة المجرمين في القصر لم يكن اعتباطاً وإنما جاء مدروساً ومطبوخاً ومخططاً له ومرتبطاً بتفاهمات وبتعهدات كالتي سبقت تكليف الذين سبقوه في كل المناصب العدلية – سواء من استقالوا أو تمت إقالتهم أو اولئك الذين مازالوا يمارسون التواطؤ مع القتلة المسؤولين مسؤولية جنائية مباشرة عن كل الأرواح الطاهرة التي أُزهقت والمفقودين الذين تظهر جثثهم المتحللة في المشارح المكدسة والدماء التي سالت والعروض التي هُتكت والإعاقات البالغة التي يعاني منها المئات والإذلال والضرب بالسياط والإرهاب الذي عاشه الشعب السوداني منذ تَسلّم القتلة السلطة بتواطؤ من القحاتة، لا سيما إذا كان الذي أبلغه بهذا التكليف محمد حمدان دقلو (سبحان الله). هذا الجنجويدي وأخوه وجّهت لهم أسر شهداء ديسمبر الاتهام المدعوم بكل الدلائل بانّهم هم من قاموا بارتكاب المجزرة وكل الجرائم البشعة.
السيّد مبارك محمود يعرف جيّداً ما هو المطلوب منه قانونياً وشعبياً وهو إذ قبل بهذا التكليف وهو رجل قانون يعرف جيداً ثقل المسؤولية وضرورة القصاص من مرتكبي هذه المجزرة . لن يكون هناك سلم اجتماعي ولا أمن وأمان ولا استقرار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي إذا لم يتم هذا القصاص من هؤلاء القتلة، وأرجو أن لا يتحدث الانتهازيون من المتواطئين مع القتلة عن مصالحة اجتماعية قبل القصاص.
المجزرة التي حدثت في السودان تختلف تماماً عن كل المجازر التي حدثت في جنوب أفريقيا أو في رواندا أو ما حدث ويحدث في ميانمار؛ كلها مجازر بشعة وضد الانسانية وانتهاك فظيع لحرمة النفس الإنسانية، وأالمجزرة التي حدثت في السودان على أيدي هؤلاء القتلة تختلف خلفياتها إختلافاً كلياً عن كل المجازر، حيث لم تكن الدوافع اليها خصومات إثنية أو عرقية أو أطماع اقتصادية أو خلفيات دينية أو أيدلوجية وإنما استهتار بأرواح وانسانية هذا الشعب وركلُ لكل الأعراف الأخلاقية والقانونية والإنسانية. استمرأ الذين ارتكبوا هذه المجزرة التقتيل واضرام النيران في القرى واغتصاب النساء والتطهير العرقي تحت غطاء حكم الإنقاذ اللعين بدون خوف من أي مساءلة قانونية.
لقد قلتها لنبيل أديب من قبل بأن قبوله التكليف من قبل القتلة بالتحقيق في جرائم القتل التي ارتكبوها يتضمن اتهام له بالتواطؤ مع القتلة لطمس الأدلة والتلاعب بها، وأن عليه أن يُثبت براءته عن طريق العمل الجاد وتوخي الحذر والتحلي بالشجاعة والالتزام بالحقائق والوقائع الجنائية؛ قلتها له فقط ليكون هناك من قالها، مع علم الجميع -إلّا الأغبياء والمتغابين- أنّه أفسد وأجبن وأتفه المحامين ويأتي في كل ذلك في مرتبة متقدمة على سبدرات وطبعاً بقية اعضاء لجنة أديب الذين لا أظن أن هناك من يعرف اسماءهم – على الأقل أنا لا علم لي بأسمائهم.
وهانذا أقولها للسيد مبارك محمود وقد تمّ تبليغه بهذا التكليف من أكبر القتلة وأشنعهم وأول وأهم متهم في المجزرة، أنّ مثل هذا التكليف وقبولك له فيه إنّ! إنّ السيد مبارك محمود شيطان أخرس جديد في مسرحية إفلات القتلة حميدتي والبرهان كباشي من القصاص في قتل الشهداء .. عن القصاص في أبشع جرائم لا يقبلها ولا يغفرها الضمير الإنساني ارْتُكبت على مرأى ومسمع الشعب السوداني وجالاً ونساءاً وأطفال وجميع شعوب العالم. هذا الاتهام سوف يظل قائماً ويتوسّع ويتأكد في كل يوم يمر عليك في هذا المنصب بدون اتخاذ خطوات واضحة وثابتة ومنطقية في اتجاه تحقيق العدالة وبدون لف ودوران. السيد أديب لم يترك من حيل اللف والدوران حيلةً لمحتال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..