“استقبال زعيم البوليساريو”.. الرباط تهدد بإجراءات “انتقامية” ضد إسبانيا

هددت سفيرة المغرب في إسبانيا بمزيد من “الأعمال الانتقامية” ضد مدريد بسبب قرارها السماح لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، بالخضوع للعلاج في مستشفى إسباني.
ومنذ أواسط إبريل يقبع غالي في مستشفى لوغرونيو في شمال إسبانيا لتلقي العلاج جراء مضاعفات على صلة بإصابته بكوفيد-19.
وقالت السفيرة المغربية، كريمة بنيعيش، إن الحكومة الإسبانية لم تأخذ مصالح المغرب في الحسبان، عندما استقبلت إبراهيم غالي، الذي ينتظر المحاكمة في إسبانيا، في الأول من يونيو المقبل.
ويأتي تصريح بنيعيش على الرغم من تأكيدات مدريد بأن إسبانيا تريد تجاوز الأزمة التي أدت إلى تدفق آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة الواقع في شمال إفريقيا الأسبوع الماضي.
ويشتبه في أن المغرب فتح الحدود أمام الراغبين في الهجرة، وفق موقع إذاعة “فويس أوف أميركا”.
ويشير محللون إلى أن التهديد بمزيد من الأعمال الانتقامية قد يعني أن الرباط لن تتعاون في عمليات مكافحة الإرهاب، وفق الموقع ذاته.
يذكر أن محكمة إسبانية، قضت الخميس، بسجن ثلاثة أشخاص من أصل مغربي لمدة تصل إلى 53 عامًا لقيامهم بأدوار في هجمات برشلونة الإرهابية عام 2017 والتي أودت بحياة 16 شخصًا.
وسيمثل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي أمام محكمة إسبانية في الأول يونيو للرد على تهم التعذيب التي وجهتها جماعة منشقة عن جبهة البوليساريو.
واستدعى القضاء الإسباني زعيم “الجبهة الشعبيّة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (بوليساريو) للمثول أمامه في إطار شكوى تقدّم بها المعارض السياسي لقيادة بوليساريو فاضل بريكة الذي يحمل الجنسية الإسبانية
وكانت الرباط قد استدعت الشهر لماضي السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن “سخطها” بسبب استضافة بلاده زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية الذي تعتبره “مجرم حرب”.
وشددت مدريد على أنها استقبلت غالي “لأسباب إنسانية بحتة”.
وتحوّلت القضية إلى أزمة بين البلدين بعد تخفيف الشرطة المغربية رقابتها على الحدود بداية الأسبوع، ما أدّى إلى تدفّق نحو 10 آلاف مغربي إلى جيب سبتة الإسباني.
وتطالب بوليساريو بإجراء استفتاء تقرير مصير في الصحراء الغربية أقرّته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على ثلثي هذه المنطقة الصحراوية منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.
وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية من ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي” في ظل عدم وجود تسوية نهائية لوضعها.
وكانت الجبهة أعلنت استئناف القتال في نوفمبر الماضي بعد حوالي ثلاثة عقود من سريان وقف لإطلاق النار، وقد جاء ذلك إثر تنفيذ المغرب عملية عسكرية في منطقة في أقصى جنوب الصحراء الغربية.