مقالات وآراء

التفكيك المستحيل

هاشم عبد الفتاح

وعادت “حركات الكفاح المسلح” تصرخ وتدخل في حروب (إعلامية) من جديد عبر البيانات والتصريحات المضادة ..بعد أن مهرت وثيقة السلام في جوبا قبل أكثر من سبعة أشهر وتوافقت  على اقتسام (الكيكة) بين (مساراتها) ومكوناتها كل حسب حجمه ونفوذه وقدرته على المناورة والصراخ ..!!
سبعة أشهر وقادة هذه الحركات تنتظر عملية (تفكيك) منظومتها العسكرية وإدماجها في المؤسسة العسكرية (الأم) لتكون تحت قيادة واحدة وعقيدة عسكرية واحدة ..!! كان ولازال شركاء السلام يراهنون على استجابة وفاعلية المكون العسكري في حكومة الانتقال للتعاطي بشكل متسارع مع ملف الترتيبات الأمنية، وبالقدر الذي يستوعب تماماً مطلوبات الفترة الانتقالية وبرامجها الحاسمة، والتي لطالما تواجه مخاطر (الهشاشة الأمنية) وضعف هياكل ومكونات حكومة حمدوك ..!!
يبدو أن ملف الترتيبات الأمنية هو بمثابة الصخرة أو العقبة (الكؤود) التي يمكن أن تتحطم عندها كل محاولات (العبور) إلى المربع التالي ..الحركات من جانبها قالت إنها أعدت كشوفاتها وعضوية منسوبيها وهي بالتأكيد أعداد كبيرة أشارت تقديراتها الأولية إلى أكثر من 150 ألف جندي، وربما يعتبر هذا العدد غير حقيقي إذا صدقت فعلاً  فرضية أن بعض هذه الحركات دخلت سوق التجارة بالرتب العسكرية من أوسع أبوابه، في محاولة لاستقطاب أكبر قاعدة من المنتسبين (الجدد) لهذه الحركات ..!!
قبل أيام اتصل علي أحد هؤلاء المنتسبين الجدد (اسمه إبراهيم) ونحتفظ ببقية الاسم ..ودار بيننا هذا الحوار الهاتفي:
الأخ إبراهيم ..كيف حالك ..!!
قال: يا ألف مرحب أستاذ هاشم ..
قلت: أين اختفيت ..يبدو أنك انشغلت “بالأكاديميات” وبرسالة الدكتوراة ..!!
قال: لا أبداً ..أنا الآن عضو بالمكتب السياسي (للجبهة الثورية)
قلت: في وظيفة عسكرية أم سياسية؟
قال: في الحقيقة عرضت علي (رتبة عسكرية) لكني رفضت
قلت: يا رااااجل منذ متى تم ذلك ..!!
قال: والله قريباً ..والآن أنا مسؤول عن استقطاب مجموعات أخرى من أبناء الجزيرة للانضمام لهذه الحركة.
فهذا إذاً نموذج لحركة الاستقطاب السياسي والعسكري التي جرت في أوقات سابقة،  وربما لازالت تقوم بها حركات الكفاح المسلح في محاولة لتوسيع (ماعونها) والذي ستمده بعين قوية  أمام المكون العسكري، وبالتالي لا خيار له سوى الوقوع في هذا (الفخ) ..!! وأنا أعلم تماماً أن هذا الشخص الذي تم استقطابه هو رجل أكاديمي وأستاذ جامعي ولا علاقة له بالعسكرية ولا بالحركات المسلحة..!.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..