مقالات وآراء سياسية

إسرائيل قد يقضي عليها المتشددون اليهود وينقذها المسلمون المعتدلون

منير التريكي

إسرائيل لن تنتصر في حرب ضد الفلسطينين. ربما تحقق بعض المكاسب المؤقته لكنها لن تنتصر . لن يترك الفسلطينيون بلدهم المقدسة مهما حدث. ولن يتوققف مليار ونصف مسلم عن مناصرة الحق الفلسطيني. فلسطين الأرض المباركة مهبط الرسالات. القدس هي ثاني القبلتين ومنها كان المعراج للملكوت الأعلى حيث صلى محمد رسول الله بالأنبياء عليهم السلام. إسرائيل محاطة تماما بالمسلمين الذين يطوقونها من الخارج وهم أيضا معها بالداخل.

كما أن لمقاطعتهم في السابق تأثيرها الفعال عكس ما يروج له البعض. في السنوات الأخيرة تزايد عدد المؤيدون للحق الفلسطيني. إن لم يسعى قادة إسرائيل للسلام سيظل الإسرائيليون قلة معزولة دوليا. سيعانون سياسيا وثقافيا ورياضيا وإجتماعيا .سيتواصل غيابهم عن منصات الإحتفالات والتتويج عالميا.

إذن لا حل لإسرائيل سوى السلام مقابل الأمان و الإنفتاح على العالم . بالمقابل وللمفارقة العجيبة بينما يتزايد المناصرون للقضية الفلسطينية يتناقص المساندون لها من الأشقاء العرب .هؤلاء ظلوا يدعمون الحق الفلسطيني عقود طويلة كقضيتهم الأولى.لكن الفلسطينيون أنفسهم لم يستفيدوا من التغيرات الإقليمية والدولية كما يفعل خصومهم الإسرائليون.حدثت تغييرات كثيرة خلال سبعين عاما . تغيرت موازين القوى وتعاقب حكام كثيرون في العالم وسقطت أنظمة وقامت تنظيمات وسقطت أخرى وارتفعت أسعار البترول وانخفضت . استفادت إسرائيل من كل ذلك ولم يستفد الفلسطينيون. انقسموا إلى فئتين فإستهلك ذلك جهودهما وشتت تفكير الفلسطينين والعرب.

أمريكا هي أقوى حليف لإسرائيل . لكن أمريكا يتعاقب على حكمها حزبان .الحزبان يدعمان إسرايئل بصورة ما. لكن الجمهوريون المحافظون يفتحون خزائن أمريكا ومؤسساتها لدعم اللدولة العبرية . والديمقراطيون يسألون إدارتهم عن أي دولار يخرج من امريكا. والعديد منهم مؤيدون للحق الفلسطيني أو محايدون. القطيعة بين باراك أوباما ونتنياهو كانت من الوضوح بين لاحظها كل العالم إلا حكام العرب. لكن إسرائيل تستفيد قدر المستطاع من الجمهوريين ولا تترك الديمقراطيين لغيرها.

ذكاء إسرائيل وعملها المثابر أوصلها مباشرة للقادة العرب. إستطاعت تحييد أغلبهم وتنال تعاطف بعضهم. صدقوا حدث هذا في الوقت الذي انتبه فيه العالم للحق الفلسطيني وبدأ بمساندته. والآن العديد من الشرفاء في العالم مندهشون . أصدقائي الجنوب أفريقيون رفاق مانديلا والرفاق في أمريكا اللاتينية وغيرها لازالوا يؤيدون الفلسطينين بينما كثير من هؤلاء لا يعرفون أصدقاءهم خارج غزة والضفة الغربية. نجح الإسرائيليون في إلصاق تهمة الإرهاب بالفلسطينين. للأسف يدعم هذه الصورة الفلسطينيون بتقاعسهم عن توصيل الصورة الحقيقية لهم. أغلب الناس ليس لديهم وقت للتاكد والتفريق بين حركة فتح وحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية .الآن هنالك تغييرات دولية و إقليمية مهمة فهل يستفيد منها الفلسطينيون؟

لكن المقاطعة العربية وصول ديمقراطيون للبيت الأبيض وإرتخاء قبضة اليهود على وسائل الإعلام الكبرى والمساندة العالمية وقرارات مجلس الأمن والقصف بالصواريخ والتصنيع الإيراني العسكري والنووي و تهديدات حزب الله اللبناني .كل ذلك لن بقضي على إسرائيل. على عكس ما يظن الكثيرون فإن القضاء على دولة إسرائيل لن يتحقق بتدميرها بالصواريخ. لا يمكن القضاء على فكرة يؤمن بها أهلها ويتمسك بها أتباعها بقوة. والأهم إنها ليست فكرة عادية . إنها فكرة تقوم على رسالات أنبياء وإتباع تعاليمهم . وبالطبع قد يختلف الكثيرون مع ذلك لكنها تظل وجهة نظرهم هم وليس إعتقاد الإسرائليين المؤمنين تماما بديانتهم. وهم أيضا لهم وجهة نظر تخصهم في معتقدات غيرهم. إذن هذا جدل لن يقود إلا للمزيد من التشعب والبعد عن جوهر القضية. الحل يكون بتقديم الطرفان تنازلات حقيقية .لا حل للإسرائيليون إلا الحوار الذي ينتج السلام ولا حل للفلسطنيون إلا السلام الذي يوقف تناقص اراضيهم و القتل والإعتقالات والتدمير لللأراضي المقدسة والمباني والأشجار والتاريخ المجيد.
لكن ما الذي سيقضي على إسرائيل ؟

الإجابة أعجب ما يكون. الذي سيقضي على إسرائيل هم اليهود المتطرفون. والذي سيمنع إنهيارها في المستقبل القريب هم المسلمون.

هنالك جولات سياحية تنظمها المنظمات اليهودية وتجد رعاية وحماية من الدولة العبرية.يتوافد للسياح الإسرائيليون واليهود من العالم لزيارة الأماكن القديمة التي تحمل عبق التاريخ . لكن ما عادت روايات المرشدين قصص الحاخامات.تقنع الكثير من هؤلاء السياح كبارا و صغارا. كثيرون أصبحوا يتشككون في كثير من روايات المتدينون اليهود. الثقوب التي يصنعها الحماس لن تفوت على العقل النقدي .

إذن الذي سيقضى على دولة إسرائيل هم رجال الدين اليهود. بمرور الوقت سيكتشف الإسرائيليون ان الروايات التي ظلوا يتلقونها بإستمرار عن وحشية وبربرية الفسطينيين غير صادقة تماما . وإن إدعاءات تربصهم باليهود لإيذائهم بلا سبب غير حقيقية. وأن إنتفاضاتهم ونضالاتهم اليومية يسندها حق أصيل وتعززها حقائق التاريخ والجغرافيا. بدأ العديد من اليهود بالفعل في إكتشاف ذلك. يوما سيقف هؤلاء في وجه المتطرفين اليهود. سيطالبون بمعرفة الحقائق كاملة. حينها سيعرف اليهود الكثير عن ديانتهم من المسلمين . والسبب بسيط. آخر رسول هو محمد عليه السلام وآخر كتاب وصل من خالقهم هو القرآن وفيه تفاصيل كثير عن تاريخهم إن هم تجردوا للحق و أرادوا معرفة الحقيقة.

اللهم قد بلغت فأشهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..