دمعة خرساء وقصيدة رثاء في وفاة درة النساء زوجي الكريمة عالية عبد القادر
البروفسور/ هاشم البشير محمد

يالوعة صدعتْ قلبي وأوصالي**** أخرستِ شعري فما جدوى لأقوالي
فقدي عظيمٌ فلا شعرٌ يحيط به **** كلا ولا النثرُ في سجعٍ وأمثالِ
مهما أقول فنظم القول يعجزُ أن **** يحملَ النزرَ عن حزني وأحوالي
هيهات للدمع يشفي حرقة سدكت **** مضمرَ النفس قد عزّت على السالي
مسجورة الشجو في قلبي تأججها **** ذكرى مؤرقة في ذمّة البالِ
لكنّما الشعرُ إن جاش الفؤاد به **** يستلهمِ الوحيَ عن روحي وبلبالِ
أم البشير فما أنثى تماثلها **** في ذا الزمان لدى خُلق وإجلالِ
ذكيّةُ اللُّبّ بالرحمن واثقةٌ **** محفوظةُ الدين عن غالٍ ودجالِ
كريمةُ الأصل قد شبّتْ مهذبةً **** رزينةُ الطبع لم توصف بإعلالِ
تنأى عنِ اللّغو من بين الأنام إذا **** جال الكلام على قيل وعن قالِ
وصّالةُ الأهل في ودّ وفي أدبٍ **** سليمة الصدر عن حقد وأذحالِ
صبّارة القلبِ في الضرّاء تحملها **** لم تشكُ في جزعٍ لأواءَ إقلالِ
لم يطغها رغدٌ في عيشةٍ هنئت **** كلا ولم يستخفها فخرٌ بأموالِ
سخيّة البذل للمحتاج تكرمه **** لم تؤذِ جاراً بأقوالٍ وأفعالِ
إن غبتُ عنها رعتني وهي حافظةٌ **** سري وجهري في نفسٍ وفي مالِ
تاللهِ مابرزت يوماً لتسمعني **** من ناشز القول مايزري بأمثالي
كانت ليَ الجنّةَ الفيحاءَ إن عصفت **** هُوجُ الأذيّةِ من أهلي وعذالي
كم أخسأت ماكراً يسعى لمفسدةٍ **** يجوس في الناس في خبثٍ وإضلالِ
حاطت بنيها بتحنان وتنشئةٍ**** رصينةِ النّهج ما شاهت بأخلالِ
تحنو بقلبٍ رحيمٍ ملؤهُ رأفٌ **** مثلَ الملاك بلا كلٍّ وإملالِ
تسعى لراحتنا في وسع طاقتها **** لم تألُ جهداً ولم تركنْ لإهمالِ
فالله نسأله عالي الجنان لها **** في مقعد الصدق في سعد وإجزالِ
فوضت أمري إلى الرحمن محتسباً **** فقدَ الحبيبةِ في ميزان أعمالي
ثم الصلاة على المبعوث قدوتنا **** ما سحّتِ المزنُ من غدق وهطالِ
بروفسور هاشم البشير محمد
12/1/2021م
إنا لله وإنا اليه راجعون
جبر الله كسرك …وجعل البركة فيكم …..تقبلها الله فى جنانه مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
كل ابن آدم و إن طالت سلامته…يوما على آلة حدباء محمول
فإذا حملت إلى القبور جنازة…فاعلم بأنك بعدها محمول !