مقالات وآراء

ليس بعاقل من يتوقف امام فستان وزيرة

محمد حسن شوربجي

عجبت والله لاقلام نحسبها هي السلطة الرابعة وقد اثارت ضجة رخيصة حول زي وزيرة ارادت ان تهتم بأناقتها وهندامها.
رغم ان كل الشعوب الراقية لا تهدر اوقاتها في الحديث عن فستان او بدلة مسؤول.
فالغرب تعود استقبال حلفائه دون أدنى إلتفاتة للباسهم.
فكل الاولوية لعقول الناس وليس ملبسهم.
فلم نسمع يوما انتقادا شعبيا لفستان او بدلة مسؤول او مسؤوله.
واذكر ان إيطاليا قد بسطت من قبل السجاد للقذافي و نصبت له خيمته البدوية في قصر روما.
وهذه هيلاري كلينتن فحين زيارتها للمغرب برفقة زوجها بيل كلينتن لبست”الزي المغربي.
ولم يسخر منها الشعب الامريكي او الشعب المغربي.
ووحدها هي الشعوب المهزومة حضاريا تجدها تسخر من فستان وزيرة او بدلة وزير.
ومن قبل كانت سخريتهم من وزيرة الخارجية اسماء.
وان كانت السخرية أمر مستهجن ولا ينبغي لعاقل أن يساير أصحابه.
فلا يجوز ابدا التدخل في حريات البشر وقناعاتهم الشخصية .
فالحرية الشخصية امر لا يمكن مناقشته أو الاقتراع بشأنه.
فكما أن الحرية الدينية مكفولة للمؤمنين فإن أصحاب الفلسفات الحياتية ينبغي أن تُصان كرامتهم وتُضمَن حرياتهم،
وهذا ما نص عليه الدين وكل دساتير الدنيا.
والأمر هنا ليس مقتصرا على الدول الغربية الغير مسلمة فحسب بل علي الكثير من الدول الإسلامية.
وكم كنت اتمني أن تكون هذه الواقعة درسا لهؤلاء الساخرون.
وان يخرجوا من جلباب التخلف.
و أن يتعلموا ان لا يتدخلوا في حياة الناس،
لأنهم وربما غدا ينتقدهم الناس.
لقد ذكرتني هذه الواقعة ما كان من قصة قديمة معروفة للجميع
وتلك هي قصة الرجل وابنه والحمار
فلقد جهز الرجل حماره وطلب من ولده ان يرافقه الى السوق.
فركب الاب الحمار وترك الولد يسير خلفه.
فمروا على مجموعة من الناس واذا بهم يتهكمون ويسخرون ويتهمون الرجل بقسوة القلب.
نزل الاب واركب ولده علي الحمار وجعل يمشي خلفهما على كبر سنه ومر بمجموعة اخرى فتهكموا وسخروا وراوا ان الامر من علامات الساعة.
ركب الاثنان على الحمار فمر بمجموعة اخرى فكان الانكار والاستغراب اشد كيف يعتدى على الحيوان بهذاه القسوة
قرر ان يسير هو وولده على اقدامهما وان يحملا الحمار ومروا على مجموعة اخرى فكان الضحك والسخرية علي حماقة الاب وابنه.
التفت الرجل الى ولده فقال له ارايت ياولدي كيف ان رضى الناس غاية لا تدرك فحاول ان ترضي نفسك ولا يهمك الاخرون.
فكم نحن اشبه هذه الايام بهؤلاء.
فلقد كثر الجلوس في الطرقات وعلي كراسي ستات الشاهي وكثر انتقاد المارة بدون محمول.
وكثر تناقل الشائعات والاكاذيب.
فليس بعاقل من يتوقف امام فستان وزيرة.
وكم اعحبتني الوزيرة هبة وقد تجاهلت هؤلاء الساخرون.
فلقد انتهت قصة فستانها بهزيمة المتطفلون .
وتوقف نبيحهم بانتصار الحرية.

محمد حسن شوربجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..