مخجل والله ما حدث من هياج وصراخ وعويل من بعض المهووسين ضد والية الشماليه .
ومخجل والله ان يكون في السودان مثل هذه العقليات المتخلفة .
لقد اقاموا الصيوانات والتجمعات والخطب الرنانه للهجوم علي امرأة عينتها الحكومة والية .
وفقط كل ما قالته هذه السيدة أن لا تعيين لأي فاسد وان كان ( الشريف الرضى).
نعم انها محقه فيما قالت فلا تعيين لمفسد وان كان من كبار القوم .
ولا استثناء ولا عذر لمجرم ان يعيدوه لخدمة.
فكيف لمجرم ان يعود بين الاسوياء.
انها حقا قمة التأكيد على وجوب النزاهة و طهر اليدين في كل ألامور الحياتيه.
فلا يصح ابدا الا الصحيح.
فهذا السيدة لم تصدح الا بالحقيقه.
ووحدهم فلول الكيزان هم من يناصبونها العداء فقط لخلافهم الايدلوجي معها.
وان كان الكثير من شرفاء دار جعل وثوارهم قد خرجوا في استقبالها حين كان تعينها .
و فقط هؤلاء المهوسون وبعض الذين في قلوبهم مرض هم من حوروا الامر طبقا لرغباتهم المجنونه.
وكيف لامرأة ان تحكمهم
وكيف لها ان تصبح والية عليهم.
فهم يظنون أن المرأة مكانها البيت ورعاية الابناء والطبخ والغسيل والمسح والفراش الليلي والمتعه وخدمة الرجال.
فهذه بالتاكيد نظرة متخلفة وحجرية بقدر ما هي نظرة استهزاء واستعلاء وتمكين للذكورية .
فهناك من يعمل بقوة لاعادة المرأة الي عهود الظلام مع ابقائها في البيت تحت الوصايه .
وكأن القوامة قد منحتهم صكا لاستعباد المرأة .
والسؤال من يؤدب ذلك الرجل المتخلف حين تصيبه نوبات الاعوجاج العقلي ظلما للمرأة.
فاخطاء بعض المهوسيين قد بلغت رؤوس الجبال.
لذا يجب على المرأة أن لا تسكت أو تستكين.
وعليها العمل علي استعادة حقوقها الضائعة.
وهنا دعونا نرفع القبعات لكل من تم تعينهن كقادة في مجلس السيادة والقضاء والولايات والوزارات وغيرهن .
فهذا بالتاكيد نصر كبير للمرأة السودانية التي عانت كثيرا في عهد الانقاذ المظلم.
فكفى اخوتي تعنيفا واحتقارا للمرأة وكفى استرخاصا وهضما لحقوقها .
واعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد كرم المرأة.
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً
بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ
يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً
عَن واجباتِ نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهُن كثيرة
كشؤون رَبّ السيف والمزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تسرِفوا
في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً
خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى
في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها
دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا
فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ
رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها
في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم
نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي.
