د. الفاتح خضر رحمة
_هي الأيام دول يوم لك فازرع فيه ما تحب حصاده وما سوف تجني ثماره واليوم الذي عليك هو ما كتبت فيه امسك وزرعته في ماضيك َفهو دين واجب السداد وصفحة تجد فيها ما اسلفت، ولكن لا أحد يعتبر فيزرع جميلا ليحصد ويقطف شيء رائع فكلنا يتلغف للحاضر ويزهوا بزيف ماضيه رغم فداحة مافيه من مواجع وفواجع ولكننا نتناسي الأمس بكل مافيه من شرور.
_ نصنع من زيف البطولات نصر ونمجد تاريخنا الملي بالمخازي والعار نصبغ عين الحقيقة لكي لا نبصر ما خلف أنفسنا من شر وبغض نصطنع بفخر شجاعة لا تشبه جبننا في مواجهة الحقائق ونطمس بصلف كل ما يولب فينا الذكريات لانريد أن نتعظ ولا تستهوينا قراءة التاريخ لناخذ العبر ونستفيد من الدروس.
_تتكرر المشاهد والسيناريوهات والأحداث وذاكرتنا معطوبة وعقولنا يغيبها البغض ولم نستفد بعد ونفيق لنستبصر الطريق ستون عاما ونيف ولازال الوطن في مستنقع التخلف والحروب والدمار والفشل ونفس الوجوه الممتدة عبر التاريخ والشخوص والامكنة والدروب المزروعة بوهم التشفي والانتقام ولازلنا أمة عاجزة فقيرة ومعاقة لم تبلغ رشد الحكمة ولم تذق نعمة النماء فإلى متى نظل حتى غول التنافر والعجز نمضي بالوطن إلى المهالك ونجتر خطانا بألم وكل ما حولنا مضى ولازالت خطانا معاقة فاشلة.
وخزة:
قبل أن يتمزق الوطن وتنهار دروبه المسكونة بالمخازي والفشل وقبل أن نرجع لنفس دروب الهزيمة لابد أن نعيد قراءة ماضينا لنؤسس لحاضرنا فالوطن لا تبنيه الأحقاد والإقصاء والتنافر.
