ليس بعد الكفر أحزاب

حديث المدينة
عثمان ميرغني
أسوأ ما قد تقود إليه الأوضاع في السودان، هو شيوع حالة الكفر بالأحزاب كافة .. بعد ان تجرع الشعب السوداني كأس الخذلان ثلاث مرات بعد ثلاث ثورات..
فرغم أن الأحزاب هي ركيزة الديمقراطية، ولا ديمقراطية بلا أحزاب، لكن الإحباط واليأس قد يدفع الشعب للربط بين الفشل والأحزاب فيرتفع صوت الترحاب بأي حكم شمولي خالي أحزاب.
التكالب النهِم على الكراسي والصراع المستمر على المصالح الحزبية في غياب كامل لمصلحة المواطن القومية، يجعل التجربة الديمقراطية في بلادنا متهمة في ذمتها الوطنية .. فقد أثبت التاريخ ثلاث مرات حواسم أن الشعب قادر على الإطاحة بأي حكم ديكتاتوري مهما تمترس بالأجهزة الشرسة ولكن ما أن يتسلم الحكم الساسة حتى يتحول إلى مغانم توزع بين أصحاب الحظوة، وتنتهي الثورة بانتهاء مراسم دفن شهدائها الأبرار.
الآن لا أحد يتحدث عن الانتخابات وكأني بالأحزاب تستبطن تمديد الفترة الانتقالية أقصى ما تتمنى .. ولا يظهر في الأفق برامج تلبي طموحات الوطن والشعب، فكل الذي يصبح ويمسي عليه البلد هو يوميات كسولة تحفظ الجاه لمن يحكم لا أكثر ..
إذا أدخل إلى قاعة امتحانات مجلس الشركاء ومجلس السيادة ومجلس الوزراء ووضع امامهم امتحان من سؤال واحد فقط، ما هي خطتكم للعام 2021 الجاري ربما لجمعة الأوراق بيضاء من غير سوء.. فالصافنات الجياد التي تعبر شوارع العاصمة جيئة وذهاباً بين المقرات الرسمية في القصر الجمهوري ومجلس الوزراء ومقار سكن السادة القادة، ليس في زحمتها سوى موظفين كبار يغدون ويروحون لا يحملون في كاهلهم ما يحمله الطالب العادي حينما يذهب إلى قاعة الامتحان ويعود..
فالطالب يعلم أن عاقبة الامتحان نتائج تقرر مصيره، بين النجاح والفشل، لكن السادة القادة لا يقلقهم هم الفشل ولا يرهقهم هم البحث عن النجاح … هي مجرد يوميات عادية غير محفوفة بالقلق النبيل … ومن أمن النتيجة أساء العمل ..
بصراحة، إذا كان المطلوب وطن بمستقبل زاهر فإن ما يجري الآن هو عكس ذلك تماماً ولن نقبض إلا الريح .. الأمر ليس فيه مجاملة .. أما أن تغير الحكومة مسلكها وتجتهم لتغيير الحال، أو يدفع الوطن كله ثمن الفشل الوخيم … القرار في يد الشعب … أما النجاح أو الفشل .. ولا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار ..
[email protected]
التيار
الزول دا رجع للكوزنة مرة تاني
تفرغ للهجوم علي الثورة
ياريت لو عينك كانت طارت
يا عم الاستاذ كلامه كله حقائق وفى الصميم بالعكس هو مع الثورة ويطالب بتحقيق مطلوباتها اقرأ المقال مرة اخرى وانت تفهم المقصود لاتستعجل فى الرد .
أنت إسم على مسمى .. مهرج “شاطر” هذا المقال حتى وإن كان من كوز .. ماذا فيه تحديدا من كوزنة ؟
انتخابات قبل القصاص للشهداء وقبل إكمال اتفاقيات السلام وتنفيذها ..وقبل إبعاد البرهان من رئاسة السيادي وقبل دمج قوات حميدتي والحركات في جيش موحد وقبل محاكمة المتهمين بانقلاب الإنقاذ وقبل تسليم المطلوبين للجنائية ..قبل اعادة النازحين الى مناطقهم.. قبل التعداد السكاني..قبل جمع السلاح من المناطق المتأثرة بالحرب…قبل قيام المجلس التشريعي .قبل المؤتمر الدستوري…..لا تهم الانتخابات أحد ولا تشغل بال زول.. المهم الان و الشغل الشاغل هو تنفيذ المطلوبات أعلاه.. ومن ثم تحسين الوضع المعيشي..حل أزمات المخلوع وكيزانه ..الكهرباء..الجاز ..الغاز.العيش..ومن ثم تغيير المدنيين والعسكر في السيادي..ومن بعدها التفكير في وضع قانون الانتخابات وميزانية الانتخابات والمراقبة و التأمين..الخ..واي بشر عارف الكلام دا ..ممكن نغير كل الناس دي باخرين ومن غير انتخابات..والثورة مستمرة…
انت يااخونا عادل لماذا تعمل على ذيادة عدد الكيزان…هل انت كوز.
يرتفع صوت الترحاب باي حكم شمولي ! الا ترحب انت
((فرغم أن الأحزاب هي ركيزة الديمقراطية، ولا ديمقراطية بلا أحزاب، لكن الإحباط واليأس قد يدفع الشعب للربط بين الفشل والأحزاب فيرتفع صوت الترحاب بأي حكم شمولي خالي أحزاب.)) ؟! دا كلام فاضي شديد يا عصمان!! الأحزاب هي فقط إحدى وسائل التمثيل لممارسة الديمقراطية. وهي وسيلة تمثيل غير مباشرة. فبدلاً من اختيار الناخبين لممثليهم من النواب بأنفسهم فإن الحزب هو الذي يختار لهم أو يفرض عليهم اختيار نواب محددين يمثلون الحزب في المجلس التشريعي أي يشرعون لتنفيذ سياسات الحزب وليس ما يجب حسب قناعة النائب الشخصية أو بما يقتنع به مما يطرح من آراء منطقية وحكيمة داخل المجلس التشريعي من أعضاء الأحزاب الأخرى الأقلية أو المستقلين أو ما يكتب في الصحافة من الرأي العام. وسوءة التمثيل الحزبي الكبرى في البرلمان هي تعصب الحزب الحاكم لمصالحه الضيقة واستغلال أغلبيته الميكانيكية لإقصاء أي رأي آخر ولو كان ذلك الرأي الوحيد لتحقيق المصلحة العامة ولكنه يخالف رأي الحزب أو صادر من الأقلية! الوسيلة الأخرى للتميل المباشر وهو ما يسمى بالديمقراطية المباشرة بين الناخبين والمرشحين- بدون وساطة الأحزاب وهو ما يسمى تمثثيل شركاء المناطق السكنية وزملاء المهنة أو الحرفة ورفقاء النقابة ورصفاء الفئة النوعية أو الاجتماعية (نساء، طلاب، ذوي احتياجات خاصة إلخ) وتشمل هذه كافة ضروب الحياة المطلوب رعايتها من الدولة بل هي مصادر ايراداتها التي تصرفها على تلك الرعاية. إن علاقة الناخبين بنوابهم في هه الديمقراطية بدون أحزاب) علاقة مباشرة ودرجة الاتصال والمعرفة بينهم أقوى مما لو كانت عبر الأحزاب حيث قد تنتفي هذه العلاقة كلياً؛ فلا يكون المرشح معروفاً للناخب – كأن يكون ابن/ بنت منطقته أو زميل/ة مهنة أو حرفة أو نقابة أو فئة نوعية- ولا النائب ينوب عن الناخب في البرلمان إلا رمزياً ويكون ولاؤه للحزب فقط! عرفت كيف يا باشمهندس، فالبديل لديمقراطية الأحزاب هو ديمقراطية المستقلين الذين يمثلون المناطق الجغرافية والتجمعات المهنية والحرفية والفئات الاجتماعية النوعية. وهه الديمقراطية ثابتة بثبات جهات التمثيل ويتبدل الممثلون فقط في تمثيلها ولا حاجة لتبادل السلطة بين أحزاب ولا يحزنون وبهذا تظل السلطة باقية لدى الشعب يمارسها بنوابه المباشرين في المناطق الجغرافية وفي فئات المجتمع المختلفة التي تمثل كافة مصالح المجتمع. ونتيجة أخرى هامة هي أن في تطبيق هذه الديمقراطية المباشرة علاج لأسوأ مساويء الحزبية حي يمتنع تكون الأغلبيات الميكانيكية واستغلالها لهضم حقوق الأقلية أو تحويل المصلحة العامة للأغراض الحزبية. فجميع النواب مستقلون زاء القضايا العامة ولا يحملون آراء مسبقة أو مفروضة عليهم من حزب وانما يناقشون ويستمعون بعقول منفتحة لقبول الحجج والآراء الأقوى داخل البرلمان أو حتى من الرأي العام خارجه! أي من الصحف السلطة الرابعة .. وقع ليك باشمهندس؟؟ فليس بعد الكفر بديمقراطية الأحزاب الحكم الشمولي ، بالضرورة، بل ديمقراطية مباشرة ومبرأة من عيوب الحزبية كالطائفية والمذهبية الاقصائية والأغلبية المكانيكية هي ديمقراطية المستقلين.