مقالات وآراء سياسية

جيوش حركات الكفاح المسلح شركات أمنية.

أسامة ضي النعيم محمد

أن تتحول الي شركات أمنيه تلحق بالقوات المسلحة كما الحال في منظومة الشركات الامنية المتعددة ، هو اقتراحي لضرب أكثر من عصفور بتدبير واحد مع الاحتفاظ بروح وترتيبات الدمج التي جاءت في اتفاقية سلام جوبا ، السلعة التي نفتقدها اليوم بشدة في السودان هي سلعة الامن ، تقديمها عبر جيوش حركات الكفاح المسلح يحل مشكلة الوطن الذي تعافه الشركات الاجنبية لغياب الامن ، تبذل الاستثمارات الاجنبية الوعد تلو الوعد لضخ الملايين من الدولارات في أرض السودان ، يحبسها حابس غياب الامن عن ارسال خبرائها وعمالتها والياتها للعمل في السودان.
هي الاقدر علي حراسة أمن المزارع في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ، تعاملت تلك الاجناد حربا كرا وفرا في تلك التضاريس وإعادة تعريف مهمتها عبر شركات أمنية لا يذهب بعيدا عن بعض ما كانت تقوم به ، تتحول العقيدة الي حماية السودان وتحت مظلة قواته المسلحة مع الاحتفاظ بخصوصية العمل في شركة أمنية تمنح الفرد الامان الوظيفي ومهنة يجد فيها تحقيق طموحاته مستقبلا.
شركات الامن ليست بدعة ، فقط يتغير زمان ومكان الحاجة اليها ، تلك شركة بلاك وتر الامريكية تجد لها في العراق موطنا للعمل كما تعمل شركة فاغنر الروسية في السودان ، توفير الامن يحقق الاطمئنان وهو استحقاق واجب حتي عند الدخول في الصلاة ، الاجانب يدفعون بالعمالة واليات العمل الي حيث يتوفر الامن الشخصي لعناصر العملية الانتاجية البشرية والآلية ، عن مناخ الاستثمار في السودان ، تتداول الشركات الاجنبية مثلا حيا لغياب الامن وفقدان الشركة الفرنسية لأضخم حفار في العالم خلال التعاقد والعمل لحفر قناة جونقلي، تجري تلك الواقعة وتراجعها الشركات بل تدخلها في دراسة الجدوى وتحرص علي الابتعاد عن مناطق النزاعات التي تعج بالحركات المسلحة.
رتق النسيج الاجتماعي يتحقق في صورة عالية بتحويل ذات العنا صر من خراب الحرب الي صناعة الامن والسلام ، مجموعات من أفراد شركات الامن المقترحة تحمي السكان في مزارعهم حيث تتحول العلاقة من ملاحقة لقتل رفيق الارض والمواطنة الي حمايته وهو يعمل وينتج الذرة التي تصدر الي دولة الجنوب أو الصين لتعود دولارا صعبا يستفيد منه الوطن ، تتبدل النظرة عند السكان وتتحول الحركات المسلحة بلباسها الجديد وتعريفها القائم علي المشاركة الميدانية في عملية الانتاج الي مساهم وشريك في بناء الاقليم والقرية والفريق ، حراسة المعدنيين في مواقع التعدين تتحول معها النظرة الي ايجابية تساهم في رفع الانتاج وإحلال الحب محل الغبن.
اتجاه استيعاب حركات الكفاح المسلح وتنظيمها في شركات امنية تتبع للقوات المسلحة ، ذلك لا ينقص من قدرها بل يساهم الترتيب في تقصير الظل بين أفراد تلك الحركات والمجموعات السكانية ، معافاة نفسية تتحقق بقلب المهام الي حماية يومية في مناطق الانتاج وتفاعل لا تتواجه فيه الاسلحة الي الصدور ، طرف ينتج ويزرع ويحصد وآخر يكمل معه العملية الانتاجية بتوفير الامن .
شركات الامن التابعة للقوات المسلحة تخضع الي ( بروتكول ) الجيش السوداني من حيث التدريب والعقيدة القتالية ، اصطحاب خبراء وعمال الشركات الاجنبية أثناء عملهم في المشروعات يمثل حماية لسمعة السودان ، يبعد عن الوطن شبح عدم الاستقرار الامني المتداول بين الاجانب و يوفر بيئة جاذبة للاستثمار والعمل ألمنتج ، يبين دور شركات الامن في توفير الحماية لمعسكرات سكن عمالة الشركات الاجنبية في المناطق النائية في أصقاع السودان المختلفة حيث يصبح الامن قيمة مضافة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..