من الذي يمثل الثوار حقاً اليوم؟

صلاح شعيب
ما هي الجهة التي تمثل الثوار اليوم؟ سؤال انتابني وسط هذا التفرزع في الحاضنة السياسية للحكومة، أو قل الفترة الانتقالية. في البداية خرجت الحركات المسلحة من تحالف قوى الحرية والتغيير، ولم تفلح إعادتها عبر اجتماعين في أديس أبابا، والقاهرة. ثم حزب الأمة، ثم الشيوعي فتبعه تجمع المهنيين، ثم خرج أناس آخرون. عاد حزب الأمة مرة ثانية بعد ضمان خروج الشيوعي. ثم استمرت قحت حتى ساهمت في تشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية بعد إضافة الحركات، ثم حدث انشقاق.
إذ خرجت علينا جماعة بعد اجتماع في حزب الأمة، وقالت إنها ستعيد الحاضنة سيرتها الأولى. وما مر يوم علينا حتى خرجت جماعة أخرى من قحت تقول بأن المجلس المركزي هو الذي يمثل الثورة أما المجتمعون في منزل سلاطين باشا القديم فهم ليسوا على حق.
إذن نحن أمام تشظٍ متواصل للحاضنة الأولى التي وقعت على إعلان قوى الحرية والتغيير. وهنا لا نناقش موضوع الجماعة التي قالت هذا الأسبوع إن عقار لا يمثلها وأحالته للتقاعد ليحل محله رئيس للحركة هو الكومرد خميس جلاب. طبعا الأصم، ومولانا، وطه، وعربي، كونوا تنظيما جديدا للمهنيين وقالوا بشرعيتهم. بينما بقي التجمع الأصل يمثل جناحا من المهنيين.
هكذا هو حال تياراتنا السياسية منذ الاستقلال. تتكون لتنقسم، ولا تتطور، فكيف تتطور الممارسة؟
الموضوع ليس هو من الذي أخطأ تجاه الآخر، أو أن هناك طرفا على صحته وآخر على خطأه، وإنما هكذا تكون جدارة واقعنا السياسي. وهو أبعد من قدرتنا على تحليل حيثيات كل طرف… هل جماعة البعث كلها على خطأ، أم كلها على صحتها؟. أجزم أنهم كلهم على صحتهم ما دامت ممارستهم تتقفى أثر ماضينا الانشقاقي. أمالك عقار على صحته أم خطأه، وقبل ذلك هل كان الحلو على صحته أم خطأه عندما انشفق عنه عقار، وعرمان؟
الإجابة على هذين السؤالين – وربما هم ثلاثة – ليس مهما لأن الموضوع يدخلنا بنا إلى تفاصيل التفاصيل، ولا يتيح لنا فرصة للنظر لموضوع الانشقاقات الحزبية بمنظور أوسع، وردس جذوره بتأنٍ.
أزعم أن السودان بإطاره التاريخي، والجغرافي، والإثني، أكبر على كل قادتنا ولم تأت بعد كاريزمات دولة لتجمع الناس صرة في خيط، ولا تفرقهم أيدي سبأ. هاهنا أنا – وأعوذ بالله من الأنا – على صحتي، وإلا لحدث العكس. ومع ذلك أتوقع أن تحليلي خطأ، أو قاصر. وهذا أيضا ليس المهم إنما المهم هو محاولة البحث عن مشكلنا الوجودي.
هل الماركسية وحدها تجيب على سؤال النهضة السودانية المجتمعية؟ أم هي فقط القومية العربية؟ أم إرث الأحزاب التقليدية؟ أم عسكرتارية شبيهة بالعسكرتارية الناصرية؟ أم تفكير التكنوقراط الليبراليين الذي ليست لهم قشة مرة مع سياسة البنك الدولي؟ أم الحل يكمن في تفكير أنصار السنة الذي قال زعيم منهم أن الله عاقبنا لأن الخرطوم استقبلت “النصرانية” ماما أميرة، وأن الفساد كثر بسبب ارتداء البنات لـ”لبسة فصل الدين عن الدولة”، أو أن الناس فارقوا صلاة الصبح مرة واحدة؟ ونسينا أن الإسلاميين ما يزالون يرون في الحاكمية بنسخ جديدة ربما أخرجتنا كما يظنون من الفشل المجتمعي؟
طبعا هناك تيارات أخرى عندها مشاريع حلول، وبعضها تملك مشاريع مشاكل. ولكن كيف يتم توفيق العقل السوداني بنثاراته الفكرية، والسياسية المتعددة، في خلق الدولة الوطنية؟
لا اعتقد أن سياسيينا الآن منشغلون بعد ثورة ديسمبر بهذا السؤال. وليست لهم بطن لمواجهته. فأولويتهم هو الكسب السياسي لا التوافق الوطني بتنازلات مرة حتى تأتي الانتخابات، والتي تتيح لكل تيار إثبات جدارته في تمثيل الشعب لحيازة الكأس، ومن ثم تطبيق نظريته من الألف إلى الياء.
إلى ذلك الحين يتابع المرء تفاصيل الأزمة، وباحثاً في الوقت نفسه عن جوهرها. ومع ذلك ربما أكون على خطأ من أمري في تناول هذا الموضوع الآن. والآن بالذات.
اقتباس
( أأمل الا يزعل غير العرب- وانا لست عربى ولازنجى بل أدمى لادم وحواء
((نصَحْتُ لهم نُصْحي بمُنْعرج اللّوى * فلم يستبينوا الرّشد إلى ضحَى الغد
فلما عصوني كنت منـهم وقد أرى * غوايَتَــهم ، وإنّنـي غيــر مهتـــدي
وهل أنا إلاّ من غُــزيّة إنْ غـوتْ * غويْتُ وإن ترشــدْ غُزيّــةُ أرشــدِ))
قبيلة هوازن كانت من أضخم القبائل العربيّة عددا، ولكنّها كانت كثرة بلا رأي. فلما زحف عليهم المسلمون في “غزوة حُنيْن” تبلبلوا واختلفوا وانهزموا وتفرّق شملهم، لا من قلّة عدد، وإنما من سوء تقدير وضعف تدبير وافتقار إلى((( قيادة رشيدة)))
الاستاذ صلاح شعيب انت ((((تنفخ فى قربة مقدوووودة)))
وعندما يستلم العسكر البلد بحجة الحفاظ عليها من التشرزم …..نبدأ نحن الحزبيين الصراخ والعويل الى اخر القصص التى تكررة وستتكرر فى ايام قادمات اراها قريبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تكررت
یا شعیب داٸما نتفق علی حد معین فی وقت معین, لا یوجد اتفاق مطلق ولن یوجد وهذه هی طبیعة الصراع الاجتماعی الطبقی منذ ظهور الطبقات الذی تحکمه المصالح والایدیولوجیات وعینا بها ام لم نع .
نصَحْتُ لهم نُصْحي بمُنْعرج اللّوى؟
أظن أن دريد بن الصمّة شاعر هوازن قال عن قومه يوم غزوهم لقبيلة غطفان في “يوم اللوى” فشتتوهم وغنموا منهم وأخذوا مانمهم وسبيهم عائدين إلى ديارهم ولكن قبل أن يصلوا قرروا اقتسام الغنائم فنصحهم دريد بأن يبلغوا الديار أولاً فلم يسمعوا قوله وأثناء انشغالهم بالقسمة أتتهم هجمة مرتدة وأعملوا فيهم السّيوف والرّماح والنّبال؛ فقتلوا من قتلوا وشرّدوا من شرّدوا.. واسترجعوا الغنائم والأسلاب، وقُتل زعيم هوازن (عبد الله بن الصمّة). وجُرح أخوه.. فلاذوا بالفرار.. فكتب دريد مرثيّة في أخيه عبد الله، يُعيد التّاريخ التّذكير بها كلما تشابهت الأحداث، جاء فيها:(بذلتُ لهم نُصْحي بمُنْعرج اللّوى! إلى آخر القصيدة
بعض قيادات قحت شغالين مع العسكر وعائشه موسى أكدت ذلك. طيب لماذا لا يتكاتفوا كل الناس في استاصال هذا السرطان الخبيث بدلا من ما يندبو حظهم ويختووه قرض ضد بعض. لماذا لا يتحدث وزير الماليه عن عائد السمسم والفول والصمغ والمواشي. هل كله ملك حر للجيش ويوهبه او يتزلل به للمصريين المحتلين اراضينا مجانا. او مقابل سلاح فشنك كما قال البشير الملعون. لو هدفهم تجوع الشعب وتعزيبه كي يتمنون مملكة دقلو. طيب شوفو حاجه علي الاقل ارحم من ام المصائب تفنقسو ليها