مقالات وآراء سياسية

كلام جرايد !!

الامين موسي محمد الحسن

ليست مهمة الصحفي ان يصلح الاشياء بالمعنى المعلوم للاصلاح ولكن دوره في اصلاح الاشياء او وضع الحلول من خلال مهمته في البحث عن الاخطاء ووضعها امام الجميع بعلاتها دون تجميل او مجاملة
وعلى ضوء بحثه وتنقيبه تبدأ الحكومة – دا إن وجد طبعا- في وضع الحلول المناسبة .

كثير من المختصين في شتى الجوانب لايجدون اذنا صاغية من الحكومة . هنالك خبراء في كل المجالات يعلمون مواطن الخلل في اداراتهم ويعلمون كيف يصلحون ويجبرون الخطا ولكن تقابلهم اجراءات البيروقراطية وعدم التمويل من الحكومة فيتعاملون مع مايجدونه بهدوء وبرود . وحين يراهم الناس في حالة الجمود هذه يلقون باللوم عليهم

: ماشايف شغلو
: حرامية
: ماعندهم وطنية
وهكذا من الاوصاف الجاهزة .

نأتي لدور الصحفي الباحث الحقيقي المنقب الجاد
وليس صحفي العمود والمقالة وقالو قولنا او الرأي .
نحن نتحدث عن الصحفي الذي اقيمت على رأسه الصحافة وشهرتها وهيبتها هو ذلك الذي يحمل ادواته وينزل الى الشارع باحثا عن الحقيقة الذي يقف في الميدان يتلقى الرفض واللعن واغلاق الابواب ولكن لا يمل .

الصحفي الذي يقابل الناس ويقنعهم ويشرف على المكان ويلاحق المسؤولين ليلا نهارا بحثا عن اجابة .
الذي حين تنتهي مهمته وينشرها تحد الناس تتخاطف ماكتبه ونشره وتعري كل مسؤول مخطيء او مواطن متواطيء او جهة متلاعبة .

واذكر من البرامج الصحفية الاستقصائية الشهيرة برنامج مكان السوق – marketplace
تجربة صحفية لا مثيل لها في البحث عن الحقيقة . وقسم نقطة ضوء الامريكي الذي هز كيان الكنيسة الكاثوليكية التي ومنذ نشأتها لم تقابل صحفيين يغيرون مجرى التاريخ بورقة وقلم

هنالك الكثير من الامثلة التي من قوتها تحولت الى افلام تحوز على جوائز عالمية . ابطالها صحافيين يحملون ورقة وقلم وسؤال ملح .

في مشكلة مياه بورسودان لم ار تقريرا صحفيا مصورا او مكتوب يلاحق المشكلة من جذورها . من اي يأتي الماء والى اين ينتهى ؟ من يشتري ومن يبيع ؟

لا احد يكلف نفسه عناء الخروج والسفر والذهاب الى ابعد من المطلوب منه والتنقيب في المشكلة .
الصحفي لاينقل خبرا فقط لأن زمن نقل الاخبار قد ولى دون عودة . ماقد ينقذ الصحافة الورقية اليوم في السودان هو الصحافة الاستقصائية فقط .
التي ليس لها منافس الا الصحافة الاستقصائية المصورة في الميديا مثال لذلك برنامج ماخفي اعظم في الجزيرة .
نحتاج الى صناع تجربة مختلفة لاترصد الاخبار وتنقلها مثل كل شخص لديه فيسبوك او تويتر
وانما تصنع الخبر صناعة بإحترافية ودقة من منبعه حيث لا فيسبوك ولا تويتر فقط دفتر وقلم وسؤال ملح .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..