شبح التقسيم يخيم مجدداً على السودان

واشنطن – حنان البدري:

مجدداً نجح الذين يديرون منذ فترة مخطط تفتيت السودان في تسليط الأضواء على ما يصفونه بجرائم ضد الإنسانية تجري على أرض السودان والتي مثل ظهور الثروة النفطية تحت أقدام أبنائه نقمة لا نعمة سببت تكالب الطامعين في مقدراته، وقد شهد العالم كله قبل أيام تظاهرة أدارها هؤلاء باستخدام الممثل الهوليودي الشهير جورج كلوني أمام سفارة السودان بالعاصمة الأمريكية بمشاركة أعضاء بالكونغرس أحدهم معروف بميوله اليمنية الدينية المتعصبة والآخر بعلاقته مع اللوبي الصهيوني وهي التظاهرة التي انتهت كما كان مقرراً لها بالقبض على الممثل الشهير ووالده وعضو الكونغرس لساعات لتقديم مادة خصبة للإعلام، فضلاً عن الظهور الإعلامي في عدة برامج تلفزيونية محددة ولها نسبة مشاهدة مرتفعة تكريساً للهدف الأساسي وهو إثارة الرأي العام لمساعدة خطط التفتيت .

الجديد في تظاهرة الأسبوع الماضي هو بداية التحدث عن جبال النوبة كمنطقة فصل جديدة بعد تأجيل ملف دارفور مؤقتاً لأسباب فرضها بعض الهدوء الذي شهدته دارفور بالتوازي مع ظهور اكتشافات جديدة لمخزون نفطي هائل في تلك المنطقة الحدودية وداخل حدود السودان الشمالي . وهي الخطوط التي تم تغييرها مرتين خلال ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بعد كل مرة تكتشف فيها حقول نفطية جديدة شمالاً .

وللأسف فإن غياب الحكم الرشيد أنجح محاولات الطامعين في الثروة ومن لهم مأرب سياسي وفي المياه أي ?إسرائيل? وباستخدام مبررات حقوقية وإنسانية حقق حتى الآن أهداف التفتيت . وكان للوبي الصهيوني بالولايات المتحدة اليد المنفذة لتعجيل الأمر فأنشأوا عدة منظمات على رأسها ?انقذوا دارفور? و?ايهود من أجل العدل في دارفور? مستعينين بالآلة الإعلامية الضخمة وببعض الوجوه الشهيرة لتسليط الضوء على الشأن الانساني في السودان .

وتتلاقى أهداف ?إسرائيل? مع أهداف أمريكا بامتياز في السودان وما يتعداها وهي كالتالي:

1- التأكد من السيطرة علي الثروة النفطية والمعدنية الهائلة بالسودان ?بالتركيز علي اليورانيوم المسكوت عن اكتشافه في حفرة النحاس جنوب دارفور? وهو ما لن يتحقق سوى بالتقسيم بشكل يضمن استمرار أنظمة موالية وحليفة على رأس التقسيمات الجديدة مع مراعاة الابقاء على معظم الثروات داخل حدود هذه الأنظمة الموالية .

2- ان النجاح في تفتيت السودان تحديداً سيتيح ل?إسرائيل? تدريجياً ضرب العمق الاستراتيجي المصري جنوباً سواء عبر اخضاع الثروة المائية لنهر النيل للتحكم بإيجاد شراكة مهيمنة على دول حوض النيل من ناحية وتشجيع القلاقل والنعرة الإنفصالية لدي الجنوبيين النوبيين بمصرالمشغولة بثورتها .

3- مراقبة الوضع الداخلي السوداني بدقة لاسيما مع أحداث الربيع العربي فوجود نظام معلق على رقبته سيف المحكمة الجنائية الدولية قد يساعد مخطط التفتيت لتسهيل عمليات الانفصال وذلك بالاشارة إلى مذكرة الاعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير . كل هذه أوراق ضغط على هذا النظام لتسهيل اجباره على الموافقة على التقسيم . وهناك وحدات بحثية كاملة في ?إسرائيل? وفي أمريكا تعكف وبشكل مكثف على دراسة هذا الأمر تحضيراً لأساليب التعامل مع أية عوامل مفاجئة تظهر .

وهكذا يستمر تحقق مسلسل التقسيم يوماً بعد يوم في وقت حالك تتضاءل فيه فرص النجاة إلا من بصيص أمل وحيد وهو رفض الأغلبية من سكان المناطق المستهدفة لهذه الخطط وهو ما قد يكون صعباً عليهم إلا إذا سارع الأشقاء العرب بالدخول بكل ثقلهم لتنمية هذه المناطق وانعاشها اقتصادياً وهو الأمر الذي بلا شك سيدعم الصحة والتعليم هناك لينقذ بلداً عربياً من براثن ?إعادة الاحتلال? .

الخليج

تعليق واحد

  1. صدقت… مثلنا بقول: المال السايب بعلم السرقة…

    كل السبب في كوارث السودان… القادمة المذكورة في السودان… والحاضر التي لم تذكر….

    هو هذه الجملة من عمق المقال:( وللأسف فإن غياب الحكم الرشيد أنجح محاولات الطامعين في الثروة ومن لهم مأرب سياسي وفي المياه أي ?إسرائيل? وباستخدام مبررات حقوقية وإنسانية حقق حتى الآن أهداف التفتيت)

    يعني ناس الحكومة لا عندهم حكم رشيد…. لا دايرين أهل الحكمة والرشد يكونو معاهم….

    وها دي النتيجة…. هم مفتكرين … حا يفضل ليهم شبر ينفردوا بي حكمو؟!….

    محن…

  2. مقال جميل وتحليل منطقي بفهم العارف ببواطن الامور** طيب ما تدي شبشكييكشي دا سطر واحد من مقالك دا يا بت البدري [بت البدري سمينة]

  3. تحليل منطقى قراءة واعية لللأحداث ولكن للأسف لازالت النخب المعارضة فى السودان تخدم الأهداف الأمريكية الأسرائيلية التى أشارت اليها الكاتبة بإجتهاد منقطع النظير (نكايةً فى المؤتمر الوطنى ليس إلا) .. وهم لا يدركون أنهم مجرد أداة لتمرير تلك الأجندة.

  4. اختنا حنان مشكورة ومقدرة على الكلام دا ,,,,نحن لا ننكر بان العامل الخارجى حاضر فى شئون السودان وان تفتيت السودان هدف استراتيجى لاسرائيل والغرب عامة ،،دا معروف ولكن يا حنان المشكلة انو لا يمكن لنا ان نكون حبيسى لنظرية المؤامرة وننوم على كدا…. السودانيون انفسهم ساعدوا فى هذا التشرزم وعلى رأسهم الذراع الايمن للمؤتمر الوطنى (منبر العنصرية الظالم) بقيادة عبد الله بن سبأ عليه من الله ما يستحق…… الان الجنوب عرف مصيرو وجنوب كردفان والنيل الازرق اذا لم تتخذ تدابير رشيدة فسوف تعرف مصيرها ايضا ودارفور سيتم احتلالها بعد ان تفشل مهمة قوات اليوناميد الذين ليس لديهم الان اى مهمة على الارض لكنهم خطوة لخطاوى اخر لم يعرفها كثير من الناس….. يبقى مثلث حمدى مخير بان ينضم لمصر او يبقى دولة براه…….؟؟شكرا حنان

  5. كل هم المصريين انه السودان العمق الاستراتيجي لمصر اي بمعني اخر حديقة مصر الخلفيه

    وكلام انه اسرائيل عايزه تضرب مصر من الخلف كلام غير مؤسسس ,,,اسرائيل هزمت مصر في حروب 1948,,,1956,,,1967,,,1973 في كل هذه الحروب لم تهاجم اسرائيل عن طريق السودان

    مصر لم ولن تسطيع هزيمة اسرائيل,,مصر لها الان علاقات دبلوماسيه واقتصاديه مع اسرائيل
    مصر حاليا تحت رحمة اسرائيل وامريكا ولن تصوب المؤسسسه العسكريه المصريه اي سلاح تجاه اسرائيل

    بل كل سلاحها ومخابراتها ستوجه نحو السودان ,,لقد حذر المرحوم الشريف الهندي السودان والعرب من خطر الجيش المصري العاطل وقال قولنه المشهوره اسد علي وفي الحروب نعامة ربدائ وذلك عندما ضرب الطيران المصري قوات الجبهة الوطنيه عند الحدود الليبيه السودانيه في عام 1976

    المصريون يحتلون حلايب واغلب شمال السودان وتلك مقدمه لمشروعهم الاستيطاني في السودان

    ويطلقون تلك الصيحات بان اسرائيل تسعي لتمزيق السودان وانه لا حامي للسودان سوي مصر ,,ونحن بدورنا بنقول ليهم حاميها حراميها

    حلوا عنا يا مصريين جاتكم نيله

  6. عذرا لكاتبه المقال التي تتكلم عن التنميه لهذه الاقاليم المهمشه وخاصه الصحه والتعليم —التي لم توفرهما حكومه الانقاذ حتي لسكان العاصمه الخرطوم ميزانيه الصحه والتعليم منذ استيلاء الانقاذ علي السلطه لم تتعدي ال 5% من الميزانيه العامه حتي اليوم وصندوق دعم الطلاب وغيرها مخصصه لابناء الطبقه الحاكمه والفساد هو السمه المميزه للحكومه المترهله ذات ال 170 وزير — والتستر عليه واسكات الذين يتحدثون عنه بالترهيب واقفال الصحف والزج في السجون وعوده بيوت الاشباح وغيرها من مظاهر التخلف والنهج العنصري لسياسه الدوله مع مواطنيها هي الاسباب الحقيقيه التي سوف تؤدي الي تفتيت السودان وعلي فكرة رجال السلطه في الخرطوم ليس لديهم مانع ان يحكمو الخرطوم فقط بس المهم يكونوا في السلطه وطبعا اكيد ماتبقي للدوله من ثروه يجب ان تكون في جيوبهم

  7. حنان البدري مديرة مكتب مجلة روزاليوسف المصرية وايضاً كاتبة صحفية بجريدة الوفد الناطقة بلسان حزب الوفد المصري الذي “حصل” على الااف الافدنة بالسودان عن طريق عصابة الانقاذ تنتمي الى اسوأ نوعية من الصحفيين المصريين والعرب ممن يرون في السودان اراضي زراعية وماء وثروات تحت الاقدام—-ولكن يتمنونها ارضاً بلا سكان وهي بالتالي مغرضة في دفاعها عن العصابة التي تيسر لمثلها الحصول على سودان خالي من السكان ليتم استعماره لصالح وفدها العزيز الذي فاز بقطعة عزيزة علينا من هذا الوطن الذي ليس بأرث خاص لسلالة البوربون المتوضئين لكي يعطوه لمن يشائوا من “المسثمرين” الاعراب او غيرهم. وفوق ذلك هي لا ترى ضحايا هذا النظام فقط الماء والكلاء واليورانيوم والبترول—–ارض تخصبها جماجم وعظام ضحايا حروب الانقاذ التطهيرية لكي يأتي الباشوات الوفديين ويستمتعوا بدريملاند السودان بلا سودانية فقد تم قهرهم وابادتهم بالجوع والمرض والحروب وانعدم الدواء والتعليم والامن لديهم والجريمة تسجل ضد مجهول

  8. المثقفون السوادنيون والصمت المحير.. تجاه المجازر في جبال النوبة ..!

    الطيب الزين
    [email protected]

    منذ أن إندلعت الأزمة السودانية في دارفور، وقبلها قضية الجنوب، ولعل قضية جنوب السودان، الذي أصبح، دولة مستقلة، العام الفائت، قد وجدت قدراً، من التأييد والمؤازرة، في صفوف المثقفين، في الشمال على رأسهم، د. منصور خالد وياسر عرمان، وعدد آخر، لا بأس به، إذا ما قيس بحجم المساندة والتأييد اللذين حظيت بهما قضية دارفور، ولكن برغم قلة العدد تجاه قضية دارفور، إلا إننا، لا نستطيع أن نقول: أن النسبة كانت صفرية، كما هو الحال، تجاه المجآزر التي يرتكبها النظام بحق أهلنا النوبة، في وقت تتسابق فيه المنظمات الإنسانية الدولية والأفراد من صحفيين وحقوقيين وممثلين وخلافهم، لزيارة المناطق التي تتعرض للحرب، للإطلاع على حجم الخراب والدمار، والقتل العشوائي، للمدنيين من النساء والشيوخ والأطفال وغيرهم، والذي لم يسلم منه، حتى الحيون والجماد، حرب ترقى لمستوى جرائم الإبادة الجماعية، بحق أهلنا في جبال النوبة، عقابا لهم لمطالبتهم بحقوقهم المشروعة.
    صحيح قد تبرز بعض الأصوات، هنا، وهناك، سعياً للتبرير، كأن تقول: أن الحرب الدائرة الآن، تتحمل نتائجها الحركة الشعبية، لأنها هي التي أشعلت شرارتها بعد أن قلب النظام لها ظهر المجن، حول نسب المشاركة في السلطة والثروة، وغيرها من الملفات والقضايا التي كانت عالقة، حتى لحظة إنفصال الجنوب، وبذات القدر قد تظهر أصوات أخرى تقول بغير هذا الرأي وتحمل المؤتمر الوطني كل المسؤولية، لانه كان بإستطاعته إن أراد، ان يقدم تنازلات، تحرك الحركة، إن لم نقل تنقلها كلياً، من خانة الند والخصم، الى خانة الزمالة والصداقة تغليباً للحكمة والمصلحة الوطنية، وهذا أمر وارد ومفهوم، وكان منتظراً، إذا ما أخذنا في الإعتبار التعقيدات الواردة في نصوص برتوكول جنوب كردفان، المسمى بالمشورة الشعبية، والتفسيرات المتباينة حياله بين الحركة الشعبية قطاع الشمال، والنظام.
    لكن والحرب قد إندلعت، فلا موضوعية بعد ذلك، للسؤال من هو البادئي..؟ بل السؤال المهم، هو كيف نوقف الحرب، وهنا يأتي دور المثقفين، في ضوء عجز القابضين عنوة بتلابيب السياسة، عن فهم الواقع السياسي، والإجابة على أسئلته التي هي في تنام مستمر، وبوتيرة خطيرة، وإذا ما تركت بلا إستجابة موضوعية، حتماً ستقود، لتضخم الشعور بالغبن، لدى الشرائح المنحدرة، من تلك المناطق، نحو التطرف، بخاصة وسط الشباب، نتيجة إحساسهم بالتجاهل وعدم الإهتمام، سواء من القوى السياسية، أوالمثقفين مما يحول حالة الغبن، إلى قنبلة مؤوقوته.
    لذلك يأتي السؤال، لماذا كان موقف المثقفين، أقل من المستوى المنتظر، حيال هذه القضية الخطيرة..؟ الأمر الذي يمكن أن يفسره البعض، بأنه يستبطن موافقة ضمنية، أو في أحسن الأحوال، الحياد..! ولا أعتقد أن الحياد، سيكون خياراً مقبولاً، من شريحة، ينتظر منها أن تضطلع بدور وطني كبير، بحكم وعيها وإدراكها، للأسباب الحقيقية لهذه الأزمة، وغيرها من الأزمات، التي عرفها السودان، طوال تاريخه السياسي المعاصر، سواء في دارفور أو النيل الأزرق أو جنوب كردفان، أو في شرق السودان، أو في أقصى الشمال، أو حتى في داخل الخرطوم، في الأحياء الفقيرة، التي تسكنها الطبقات المعوزة التي إتسعت دائرتها، بسبب الظلم والإقصاء السياسي والإقتصادي، نتيجة هيمنة الأنظمة الشمولية وخصائصها التي تتسم، بإستبعادها للسواد الأعظم من الشعب السوداني، وإعتمادها على الأجهزة الأمنية والتنظيمات السياسية الهلامية، القائمة على المنفعة والمصلحة، لملاحقة الأصوات الوطنية التي تطالب بالحرية والديمقراطية، كقاعدة لبناء الدولة المدنية الحديثة، التي تحقق العدالة والإستقرار وتحترم حقوق الإنسان، وتشجع ملكات التفكير والإبداع والإختراع.
    إذن مطالبة المثقفين بالخروج من خانة الحياد، إلى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..