
لم يكن الذين خرجوا بالآلاف في مسيرات واحتجاجات واعتصموا امام ابواب القيادة العامة في ثورة ديسمبر من شباب الوطن يدور في خلدهم أن رجال الأمن سيعاملونهم بكل تلك القسوة و الوحشية التي أسالت دماءهم وحفرت في أجسادهم ونفسياتهم جروحا عميقة،
كما لم يكن في مقدور هؤلاء أن يُصدّقوا ما حدث لهم من جريمة لم يشهد السودان مثيلا لها فقط لانهم خرجوا ليطالبوا بحق العيش في أمن اجتماعي ،
نعم خرجوا في زمن اغُلّقت فيه أبواب الحياة وتجمدت كما لم يكن من قبل وهذا من حقهم ،
فكان طموح ذلك الشباب قويا لانتزاع الحق في الحياة الكريمة،
وهو طموح ينم عن شخصيات قوية لا تستسلم لواقع مرير ومحبط ظلوا يعيشونه طويلا،
فلا يخلو أي مجتمع من فئة تنتصر لقيم الطموح والكفاح وروح التضحية والصبر،
وهناك في القمة وفي السهول والهضاب و في كل رقعة من وطننا الجميل همما عالية أو لنقُل قمما من شباب وشابات بذلوا الغالي والنفيس وقد فجروا هذا البركان الثوري العظيم.
فلقد نجحوا في نشر الأمل وزرع التفاؤل في المجتمع وحتي في نفوس الصغار،
وكان حضورهم الثوري بمثابة مصابيح تنير للناشئة سبيل الفلاح والنجاح،
فرأينا حتي الصغار اليانعين في التروس يفتشون المارة (ارفع ايدك فوق التفتيش بالذوق.)
ففتشوا سفراء الدول والمسؤولين.
وقد شاهدت السفير الامريكي رافعا يديه لطفل صغير يفتشه.
إنها والله نماذج إيجابية من خيرة شباب السودان تمثل قمة التضحية والإيثار وخدمة الوطن،
فحركية هذا النوع من الشباب خلقت نخبا شبابية أقل ما يقال عنها أنها كانت رائعة باقتدار.
بل هي من ركبت الصعب واختارت الدرب الوعر لتقابل بصدرها العاري بنادق الكجر .
والجدير بالتنويه أن هذه المجهودات الشبابية قد أسهمت كثيرا في نجاح الثورة بل ولفتت نظر العالم وتلك الجداريات الفنية الجميلة التي كانت علي جدران الثورة تعبيرات فاقت الخيال وقد جسدتها ريشة فنانو الثورة والتي للاسف قامت الخفافيش بازالتها انتقاما من ذلك الجيل الرائع.
ولكن ظني انها باقية في نفوسهم.
لقد شق الشباب طريقهم الوعر في ظروف عمل لا تليق ووضعيات لا ترقى لما تبذله من مجهودات حتي انتصرت الثورة.
ولعمري فان مثل هذه الروح الثورية النادرة والتي لا يمكن أن توجد إلا عند أولئك المحبين لاوطانهم هي ما جعلتهم ينسون العالم واهلهم وقد كانوا حضورا دائما في تلك الساحات ليل نهار ورغم حرارة الطقس.
واليوم وفي ذكري تلك المجزرة المشئومة ولهول ما حدث من أحداث مؤلمة في تلك الساحة.
مازال الناس مصابون حتي الآن بهزات جسدية ونفسية عنيفة جراء التدخل الأمني العنيف الذي جاء بوحشية و بهيمية قبيحة.
ولعل أقل ما يمكنُ أن نصف بها تلك الجريمة هو انها “الكارثة” الوطنية الغير المسبوقة في تاريخ السودان و الأمم والشعوب المعاصرة
فقد كنا نعتقد أو ربما نتوهّم أن زمن العنف والضرب والإهانة قد ولَّى وذهب إلى غير رِجعة،
لكن الواقع أثبت شيئا آخر،
فبيننا كجر مريض في هذه المؤسسة العريقة و قد فلتت مشاعره و انسلخت منه وتجرد من كل انسانيه باقية في نفسه وقد تحول حيواننا كاسرا ليقتل الروح بدم بارد.
فثبت لنا إنه لا أمان أمام الأمن.
و لا أمل أمام قتل الأمل،
شباب غض يُعامَلون بتلك الوحشية وبكل هذه القسوة،
وكأنهم يُلَقَّنون درسا تطبيقيا في مهارات الحوار وفق منهجية إقصائية وإبعادية لا تنسجم مع التمدن والرقي الحضاري،
فكيف ننتظر من شبابنا وبعد عامين أن يُنسوا ما حدث لاخوانهم
فدعوهم يواسون انفسهم وهذا الوطن المُنهار أمام دماء شهداء الحوار المُغَيَّبْ؟
وهل ستُفلح حملة القاتل لولدك في امتصاص غضبتهم وتلك الثورة الماضية الي اهدافها السامية.
وهل ستفلح اعتذاراته؟
وهل ستفلح توسلاته؟
وهل ستفلح اكاذيبه؟
وهل ستفلح تلفيقاته؟
لا والله لن ينسي الشباب ما كان.
و لن تخدعه الاكاذيب.
ولن تخدعه المماطلات.
و لن تخدعه اساليب الخداع ودفن القضية.
فشهدائنا ما ماتوا وعايشين مع الثوار.
صدقوني لن يقفل هذا الملف ما لم تعلق تلك الرقاب الآثمة علي مشانق الثورة.
كما لم يكن في مقدور هؤلاء أن يُصدّقوا ما حدث لهم من جريمة لم يشهد السودان مثيلا لها فقط لانهم خرجوا ليطالبوا بحق العيش في أمن اجتماعي ،
نعم خرجوا في زمن اغُلّقت فيه أبواب الحياة وتجمدت كما لم يكن من قبل وهذا من حقهم ،
فكان طموح ذلك الشباب قويا لانتزاع الحق في الحياة الكريمة،
وهو طموح ينم عن شخصيات قوية لا تستسلم لواقع مرير ومحبط ظلوا يعيشونه طويلا،
فلا يخلو أي مجتمع من فئة تنتصر لقيم الطموح والكفاح وروح التضحية والصبر،
وهناك في القمة وفي السهول والهضاب و في كل رقعة من وطننا الجميل همما عالية أو لنقُل قمما من شباب وشابات بذلوا الغالي والنفيس وقد فجروا هذا البركان الثوري العظيم.
فلقد نجحوا في نشر الأمل وزرع التفاؤل في المجتمع وحتي في نفوس الصغار،
وكان حضورهم الثوري بمثابة مصابيح تنير للناشئة سبيل الفلاح والنجاح،
فرأينا حتي الصغار اليانعين في التروس يفتشون المارة (ارفع ايدك فوق التفتيش بالذوق.)
ففتشوا سفراء الدول والمسؤولين.
وقد شاهدت السفير الامريكي رافعا يديه لطفل صغير يفتشه.
إنها والله نماذج إيجابية من خيرة شباب السودان تمثل قمة التضحية والإيثار وخدمة الوطن،
فحركية هذا النوع من الشباب خلقت نخبا شبابية أقل ما يقال عنها أنها كانت رائعة باقتدار.
بل هي من ركبت الصعب واختارت الدرب الوعر لتقابل بصدرها العاري بنادق الكجر .
والجدير بالتنويه أن هذه المجهودات الشبابية قد أسهمت كثيرا في نجاح الثورة بل ولفتت نظر العالم وتلك الجداريات الفنية الجميلة التي كانت علي جدران الثورة تعبيرات فاقت الخيال وقد جسدتها ريشة فنانو الثورة والتي للاسف قامت الخفافيش بازالتها انتقاما من ذلك الجيل الرائع.
ولكن ظني انها باقية في نفوسهم.
لقد شق الشباب طريقهم الوعر في ظروف عمل لا تليق ووضعيات لا ترقى لما تبذله من مجهودات حتي انتصرت الثورة.
ولعمري فان مثل هذه الروح الثورية النادرة والتي لا يمكن أن توجد إلا عند أولئك المحبين لاوطانهم هي ما جعلتهم ينسون العالم واهلهم وقد كانوا حضورا دائما في تلك الساحات ليل نهار ورغم حرارة الطقس.
واليوم وفي ذكري تلك المجزرة المشئومة ولهول ما حدث من أحداث مؤلمة في تلك الساحة.
مازال الناس مصابون حتي الآن بهزات جسدية ونفسية عنيفة جراء التدخل الأمني العنيف الذي جاء بوحشية و بهيمية قبيحة.
ولعل أقل ما يمكنُ أن نصف بها تلك الجريمة هو انها “الكارثة” الوطنية الغير المسبوقة في تاريخ السودان و الأمم والشعوب المعاصرة
فقد كنا نعتقد أو ربما نتوهّم أن زمن العنف والضرب والإهانة قد ولَّى وذهب إلى غير رِجعة،
لكن الواقع أثبت شيئا آخر،
فبيننا كجر مريض في هذه المؤسسة العريقة و قد فلتت مشاعره و انسلخت منه وتجرد من كل انسانيه باقية في نفسه وقد تحول حيواننا كاسرا ليقتل الروح بدم بارد.
فثبت لنا إنه لا أمان أمام الأمن.
و لا أمل أمام قتل الأمل،
شباب غض يُعامَلون بتلك الوحشية وبكل هذه القسوة،
وكأنهم يُلَقَّنون درسا تطبيقيا في مهارات الحوار وفق منهجية إقصائية وإبعادية لا تنسجم مع التمدن والرقي الحضاري،
فكيف ننتظر من شبابنا وبعد عامين أن يُنسوا ما حدث لاخوانهم
فدعوهم يواسون انفسهم وهذا الوطن المُنهار أمام دماء شهداء الحوار المُغَيَّبْ؟
وهل ستُفلح حملة القاتل لولدك في امتصاص غضبتهم وتلك الثورة الماضية الي اهدافها السامية.
وهل ستفلح اعتذاراته؟
وهل ستفلح توسلاته؟
وهل ستفلح اكاذيبه؟
وهل ستفلح تلفيقاته؟
لا والله لن ينسي الشباب ما كان.
و لن تخدعه الاكاذيب.
ولن تخدعه المماطلات.
و لن تخدعه اساليب الخداع ودفن القضية.
فشهدائنا ما ماتوا وعايشين مع الثوار.
صدقوني لن يقفل هذا الملف ما لم تعلق تلك الرقاب الآثمة علي مشانق الثورة.
جميل منك الاستاذ محمد حسن شوربجى .
ولا مزيد عليه .