مقالات وآراء

 الجنـينة والمظالم المريرة

منذ عقود الظٰــلام إلى يوم الناس هذا ! (عينـة من مشتبه بإصابة كورونا في الجنينة تصل الخرطوم براً بغيةالتشخيص وعادت النتيجة بعد انتظار عصيب )!؟ حينماوصلتني معلومة قبل ثلاثة أيام مفادها ظهور حالة إشتباه كورونا في مدينة الجنينة لشخصٍ قادم من دولة مجاوره ،وبإعِتباري أحد قاطنيها بالرغم من غيابي الطويل عن تلك المدينة الساحرة والرائعة بروعة أهلها وكذلك بمعرفتي التامة عن تفاصيل الظلم الذي وقع عليها خلال عقود الظلام والى يوم الناس هذا،بعد القلق الذي أصابني أول ماخطر على بالي هو كيف يُستقبل هذه الحالة؟والسؤال الإفترضي الذي تلاه هو كيف يُجٌرَى الفحوصات اللازمة لتشخيص هذه الحالة!؟مع توقعي التام بعدم وجود أجهزة فحص لتشخيص الحالة بل لا توجد حتى أجهزة لتشخيص الأمراض الروتينية العادية ، والسؤال الإفتراضي الثالث هو كيف يتم التصرف مع هذه الحالة بحيث أن في الظروف العادية عادةً يُحَوّل المريض الى الخرطوم مع ان معظم المرضى يغضون الطرف عن تنفيذ قرار التحويل الى الخرطوم ويعود ذلك الى عدم مقدرتهم لدفع تكاليف السفر بسبب تذاكرالطيران الباهظة والتي تعتبر الأغلى في السودان مقارنة بالمدن الأخرى الى الخرطوم . بل أجزم القول بأن هذه الأسعار الخرافية مصطنعة ومقصودة أيضًا ،هل هناك من يصدق غير أولئك الذين تعتصرهم الآلام والأوجاع من مواطني الجنينة بأن سعر تذكرة الطيران من الجنينة -الخرطوم أغلى من الخرطوم – القاهرة التي تبلغ مسافتها 2250كلم،بينما، الخرطوم -الجنينة لا تتجاوز مسافتها عن 1432كلم ، واستمرت الأسعار في ارتفاع جنوني حتى وقت قريب علاوة على معايش الناس الأُخرى ،إذاً لازاماً على الحكومة الإنتقالية مراجعة حقيقة للعديد من الجوانب الغير عادلة ومكامن جشع الرأسمالية المركزية في حق مواطني ولاية غرب دارفور وغيرها من مناطق التهميش . نعود الى موضوع الحالة المشتبهة أجريت اتصالاً بالجنينة وتلقيت معلومات من احد الكوادر الطبية بأن الحالة تم حجزها في حوادث مستشفى الجنينة التعليمي وتم أخذ عينه من المشتبه فيه بالمرض وإرسالها إلى الخرطوم (براً)!!؟بغية إجراء فحص العينة الى ان وصلت الخرطوم بعد عدة عدة ايام بغض النظر عن والوسيلة المُستخدمة للحفاظ الآمن للعينة والأيام التي إستغرقت في الطرق الوعرة الى ان تصل الخرطوم هل تدرى الحكومة الولائية والمركزية وعلى رأسها السلطات الصحية المعاناة النفسية التي عاشهاالمريض بل الهلع الذي الم بالكبار والصغار بين مواطني الولاية؟ وبعد هذا الإنتظار الطويل وما أصعب الانتظار ،ظهرت النتيجة سالبة ونحمدلله على ذلك ،مع ان الطريقة العقيمة التي أُتبعت يجعل الناس في حِلٍ عن تصديقها الا ان حالة إستقرار المريض دعمت هذه النتيجة المعلنة. مناشدتنا العاجلة للسلطات الولائية والاتحادية وخاصة القطاع الصحي الإسراع في تدارك هذه الكارثة والتوفير الفوري لاجهزة الفحص في الجنينة وتجهيز أماكن للحجر الصحي ويجب ان تُسخر معينات إضافية الى جميع الولايات الحدودية ،كما أناشد أبناء مدينة الجنينة كافـة بالداخل والخارج للقيام بمبادرة للجمع الفوري للمساهمات للإعانة في توفير بعض المعينات الضرورية لمجابهة جائحة كورونا. حفظ الله البلاد والعباد من هذا الوباء الفتاك.
بدرالدين عشر
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..