أخبار السودان

حذارِ من نغمة: (دي بلد دي)!! .. لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

والنغمات كثيرة ومتنوعة في زماننا هذا

خصوصا نغمات الموبايل.. منها الموسيقية، والغنائية والشعرية والدينية ومنها ما هو طريف وظريف. وقد تسمع نغمات وطنية وتلك هادفة.

أما غير الموبايل، وما هو يطلق على الهواء (شفاهة) لكن منها ما هو(محبط).

و(شفاهة) كثيرًا ما تسمع نغمة حزينة محبطة وصادمة مثل (دي بلد دي)؟!.. ألفتها ولحنتها حالة البلد الاقتصادية والمعيشية المتردية وارتفاع الأسعار الجنوني (المذهل).

وقد تسمع من موبايلات عكس ما هو شفاهة.

استمعت مرة لنغمة من نشيد:

أنا بلدي بلد الخير والطيبة أرضو خزاين فيها جناين

ونغمة أخرى تقول:

(حنبنيهو.. حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي).

نغمات من أناشيد وطنية، غردت بها بعض الجوالات لإعجاب أصحابها، تبعث على التفاؤل مثل:

(وطن الجدود نفديك بالأرواح نجود).

و(جدودنا زمان.. جدودنا زمان.. وصونا على الوطن.. على التراب الغالي المالي تمن).

ونغمات تحث وتشجع على بناء الشخصية الوطنية والإنسانية الخيرة، صدحت بها إحدى أغاني الفنان (ابن الباديه) تقول:

عايز أكون بهجة ومسرة في دروب البائسين

وأبقى غنوة حلوة تسعد القلب الحزين.

ونغمات منها أخرى تقول:

عايز أكون أنا لقمة طاعمة

أشبع المسكين وجائع

قضى يومو  يكد ويقدح ودخله ما رضيان يطاوع

أو التي تغرد قائلة:

عايز أكون قمراً بهدي يضوي للناس السبيل

نجمة في أفق المسافر نجمة للتايهين دليل

عايز أكون مشعل بيرشد للخير والجميل

ما يهم لو احترقت أو انطفيت وطواني الليل.

وأخرى رائعة تقول:

عايز أكون أنا صدر حاني أبقى للمجروح طبيب

احضن الهايم مشرد وأحضن العايش غريب

وأحضن  الطفل اليتيم وأبقى في ثغره الحليب

وأسمع أحياناً نغمات من جوالات أصحابها مغرمون بالشعر الدارجي الحماسي الذي يدعو للفضيلة والكرم تقول:

نحن كرمنا نيرانو بتولع قج

ونحن سعنا بي لبن الطيور بنخج

ونحن بنفقه الدود المكافر رج

و(الدود كما هو معلوم الأسد).

وبما أن (الحالة بقت صعبة)، وهذه نغمة قديمة ظلت ألسنتنا  تلوكها عبر كل أنظمة الحكم منذ الاستقلال، واستفحلت أكثر في أيامنا هذه، فإنك قد تجد نفسك محرجاً أو مندهشًا إذا صدح موبايل أحدهم في صف الرغيف بنغمة:

(أنا بلدي بلد الخير والطيبة)

أو لو كنت تعاني من هجير وعذاب المواصلات وجوال جارك يغني وهو متشعلق في السلم بنغمة:

عايز أكون أنا غصن أخضر.

إن النغمات الهادفة هي بمثابة مضاد لأخرى سالبة مثل: (دي بلد دي).

في علم النفس أنك لو حفظت نفسك بـ(إيحاءات موجبة) محفزه مثل: أنا قوي.. أنا شجاع.. أنا قادر على فعل كذا وكذا، بإذن الله سأهزم الصعب..الخ.. فإنك بذلك تزود النفس بطاقة إيجابية كامنة غرسها الخالق في كل نفس.

وعلى النقيض لو (أوحيت) لها بمثبطات سالبة فإنها ستقل عزيمتك وتهون قدرتك.

إن عبقرية الشعر أبت إلا أن تلخص كل ذلك في البيت الصادق:

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها

ولكن أخلاق الرجال تضيق

صحيح، بلدي بلد الخير والطيبة وفيها جناين وفيها من المقومات ما يجعلها أقوى وأفضل من أمريكا والدول المتقدمة.

لكن في انتظار سواعد تبنيها ووحدتهم لتجاوز محنتها والخروج بها إلى بر الأمان.

والله المستعان..

 

 

محمد توم من الله.. نقلاً عن الصيحة

 

‫3 تعليقات

  1. المثاليه العاليه بتاتى بنتيجه عكسيه احيانا
    اولا : اى علاقه بين شئين ” خد وهات ” للاسف السودان اجيال واجيال يتردى فيه الحال بانانيت السياسين وخاصه الـ المهدى والمرغنى وثالثوهم العسكر ” فاصبح الوطن طارد لفتره طويله حتى فقدت الاجيال رؤيت الشعاع فى دهاليز كهوف السودان والتى عمقتها الحركه الاسلاميه بتدمير الصحه والمدارس والامن وكل شئ بقى بالقروش …. فاصبح المهاجربن ” حاهم زين ” والمقيمين فى البلد دى هالهم شيئ جدا “اختصاب وسحل وقتل واسترقاق ” …. بصراحه 98% يرددون كلمه ” ينعل ابو دى بلد ” وللاسف حمدوك وزمرته عمقوااا الازمه ” والطوله فيها الهوله ” يجب الناس تبحث فى العلاج بدل التباكى وراء المثاليه التى بدون عمل حقيقى لمعالجت اسباب الاحباط ..نكون زى الكيزان يحثنى الناس على اخلاق الدين وهم يلهطوا فى خيارات البلد ويهربوها بره ” ليس بالامانى وحدها تبنى الاوطان “

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..