نهى عجاج: لا أحب (الرشاقة)…وشخصيتي تشكل (جداراً واقياً) لي !!!

حوار: دندش
برغم صغر سنها، إلا أن إجاباتها على الأسئلة التي طرحناها عليها، كانت وفق دبلوماسية كبيرة، ولغة عالية جداً، لم تخلُ من بعض الكلمات الإنجليزية، والتي كانت لها مبرراتها، بسبب الفترة الطويلة التي قضتها في هولندا، قبل أن تحزم أمتعتها وتأتي للسودان، تحمل معها الكثير من (الموهبة) والقليل من (الحظ)، كما اعترفت لنا الفنانة الشابة نهى عجاج، والتي حاورتها (السوداني) في عدد من المحاور بعيداً عن الأوتار وضجة المسارح، فماذا قالت؟؟

* بداية..ماذا تبقى من ذكريات الطفولة؟؟
تبقت أشياء كثيرة تأتي مثل الشريط على الذاكرة قبل أن تغادر، منها ذكرياتي مع أبي، الذي كان يعود للمنزل في الثالثة ظهراً، ويحمل بين يديه شتلة لأنه كان مغرماً جداً برعاية الأزهار، لازلت أذكر بقايا الطين بين أصابعي وأنا أساعده في ذلك المشروع الناجح.
* كنتِ شقية؟؟
يعني.. كدا وكدا، وأذكر جيداً أن شقاوتي كانت تبلغ الذروة عندما يخرج أبي وأمي للعمل، ومثال على ذلك إننا كنا نمتلك كلباً في الحديقة وعندما يخرجان، أقوم بفك الحبل من على عنقه وبعد ذلك نطبق عليه عدداً من النظريات..(تضحك).
* متى اكتشفتي إنك فنانة؟؟
أولاً: أنا أعتقد أن مرحلة الغناء في حياتي جاءت متأخرة جداً، لأننا ونحن صغاراً عشنا في ذلك الجو الإبداعي، وكنا نردد مع الوالد ألحانه بشكل لاشعوري، وأذكر أن أول أغنية قمت بترديدها كانت للمطربة العربية نجوي كرم.
* البعض يلحظ مرافقة السيدة الوالدة لك في كل الحفلات، هل هذه مصادفة أم ترتيب مقصود؟؟
شوف..علاقتي مع أمي هي علاقة صداقة في المقام الأول، لذلك تقوم مرافقتي في كل الحفلات.
* (مقاطعة)..هل تكون متوترة وهي تستمع لك في الحفل؟؟
نعم..في بداياتي فقط، أما بعد أن قدمت نفسي للجمهور بصورة معقولة، فقد بدأ ذلك التوتر يتلاشى تدريجياً، وبمناسبة التوتر فإن أمي في بعض الأحيان تكون مشدودة مع وصلتي الغنائية حتى أنها يمكن أن لاتنتبه إليك وأنت تسلم عليها، وهذا سبب العديد من المواقف المضحكة والمحرجة في آن واحد.
* هل تعتقدين أن الشهرة حرمتك من ممارسة حياتك الطبيعية، خصوصاً أنك مازلت في مقتبل العمر؟؟
المشكلة ليست في الشهرة، هناك أشياء أحاول أن أفكر فيها مع نفسي، أي بمعنى أن شخصيتي تقودني إلى تقاطع واضح وهو أن هناك أشياء محسوبة عليك..(يعني المفروض أعمل شنو مش أنا عايز شنو)، وأنا لا أتعامل على أنني مشهورة إطلاقاً، أتعامل على أنني شخصية (يادوب الناس بتعرفا).
* لكن البعض يتهمك بالغرور؟؟
هناك فرق كبير بين احترام الشخص لنفسه وبين الغرور، لايوجد سبب يجعلني مغرورة، لكن بطبعي أفضل أن أكون (لازمة مكاني)، يعني بمعنى أوضح مابحب (الرشاقة والخفة والهظار من غير سبب).
* هل تعتبرين نفسك محظوظة؟؟
لا أحب التشاؤم لكن البومي الأخير تأجل لأربع مرات، قبل أن يطرح في الأسواق، ولا أُخفيك سراً أنني أحسست في ذلك الوقت بأن الحظ يعاندني، لكن والحمد لله عبرت تلك المرحلة بسلام.
* يقال إنك طباخة فاشلة؟؟
هذا كلام غير صحيح، أنا أدخل المطبخ وأعمل كل شيء عدا (الكسرة) وإيدي طاعمة، وتجدني أكثر إبداعاً في أطعمة الفرن وعمل الحلويات.
* وماذا عن شريك الحياة؟ هل تضعين له مواصفات خاصة؟؟
أنا لا أتعامل مع شريك الحياة علي أساس أنه (بدلة)! لذلك لا أضع أي مواصفات خاصة، يعني (زيي زي أي بت).
* والحب؟؟
أنا أؤمن بأن الحب يجب أن يكون للعمل الذي تقدمه، أما الحب التاني دا فلا أؤمن به لأنه يؤثر في (المود)، وأخطر شيء أن يكون (مود) الفنان متأرجح.
* شكلك أدوك شاكوش قبل كدا؟؟
أبداً والله.لكن أنا أديت شواكيش.
* نهى بصراحة..هلالابية ولا مريخابية؟؟
أنا أشجع اللعبة الحلوة.
* طيب..من يطرب نهى عجاج من الفنانين؟؟
استمع لفنانين محددين في أغنيات محددة، لكن ليس لدي الجنون المطلق بفنان بعينه، وأميل كثيراً للأغنيات التي تصاحبها (الأوركسترا).
* سر تبوح به نهى عجاج لأول مرة؟؟
السر في شخصيتي، فالكثيرون يأخذون انطباع آخر عن نهى عجاج بسبب هذه الشخصية.. أنا لست مغرورة و(ماشايفة روحي)، والتعامل معي بسيط جداً وغير معقد، والصرامة في بعض الأحيان تمثل لي جداراً أمنياً واقياً.
* نهى..ما مدى صحة الأخبار بمغادرتك البلاد، والاستقرار بأوربا؟
الهجرة كانت واردة، ولاتزال، ولكنني أفضل البقاء في السودان لعدة أسباب أهمها أن البقاء في السودان يمكنك من أن تنظر للساحة من قريب، وأن تكون وسط الأحداث، والغربة لاتتيح لك ذلك، إضافة إلى أن السودان هو بلدي، وأي نجاح لدي في هذه الحياة لابد أن يرتبط به، وهو أقل مايمكن أن أقدمه لهذا الوطن العزيز.

السوداني