الإعلام.. ضِلع حُكومة الثورة المُعْوَج (1)

فتحي الضَّو
[email protected]
بدر إلى ذهني سؤال عَرَضِي قبل الخوض في موضوع مَرَضِي، يقول السؤال: هل يمكن إلغاء وزارة الإعلام؟ وأعقبه سؤال آخر: ولماذا لا تُلغى وزارة الإعلام إذن؟ ولحقهما سؤال ثالث: وهل هناك ثمة جدوى من وزارة الإعلام أصلاً؟ بالطبع لن تتوقف التساؤلات عند هذا الحد، والحقيقة لو مضينا في هذا الدرب لما بلغنا لها أمداً. ولعل في ذلك دليل كافٍ على عمق الأزمة التي تعيشها الحكومة في إعلامها. وسواء – درت أو لم تدر – فقد أصبح يُشكل عبئاً ثقيلاً على الثورة، وصار بمثابة الضلع المُعوج الذي لن تصح معه الأبدان إلا بالكي، وهو آخر الدواء. لن نقول ما يقوله الشموليون بأن (الناس على دين إعلامهم) ولكن فقد بات واضحاً وجلياً لكل ذي بصرٍ وبصيرةٍ، أن الثورة وإن عَظُم شأنها، يمكن أن تؤخذ على حين غُرَّة من هذا الباب، بل قد يحدث ذلك والشمس في كبِد السماء!
من المعلوم أن معظم دول العالم الثالث تضج بحقائب وزارية للإعلام، في حين لا وجود لها في العالم الغربي، بل قد يرفع مواطنوه حواجب الدهشة والسخرية لمجرد سماع ذلك، ناهيك عن معايشة الظاهرة. ذلك لأن الاعلام في دول العالم المتقدم يتميز بالاستقلالية والمسؤولية والرقابة الذاتية طبقاً للقانون. وكلها صفات يفتقر لها إعلام دول العالم الثالث مما سلب هذا الإعلام صفته الأزلية التي تؤطره كسلطة رابعة، أي حذوك الكتف بالكتف مع السلطات الثلاث المعروفة: التنفيذية والتشريعية والقضائية. لكن تضاؤل هذا الدور المفترض أدى بالضرورة إلى تدجين الإعلام وجعله مطية للأنظمة الديكتاتورية توجهه كيفما اتفق!
المُلاحظ أن بعض الدول المتقدمة استعاضت عن وزارة الإعلام بتسمية هيئات بديلة، مثلاً في بريطانيا تُسمى (مكتب الاتصالات) وفي الولايات المتحدة الأمريكية تُسمى (اللجنة الفيدرالية للاتصالات) وفي فرنسا تُسمى (المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع) وهلمجرا. والمعروف إن الدعوة لإلغاء وزارات الإعلام ليست جديدة. لكنها تتزامن دوماً مع اندلاع الثورات الشعبية، ذلك لأن الثورات ترتبط في المخيلة والواقع بمناخ الحريات والتمرد على المألوف. لهذا حاولت بعض الدول العربية تبني مثل هذه الدعوات في اعقاب ما سُمي (ثورات الربيع العربي) ولكن سرعان ما انطفأ بريق الدعوة وخبأ وهجها نتيجة إجهاض الثورات نفسها وتوجيهها للنقيض باختلاق حروب أهلية عبثية!
وإذا ما عدنا إلى مضاربنا، نجد أن لوزارة الإعلام وجعاً أزلياً في الواقع السوداني. إذ تمَّ تصميمها لكي تكون دائماً في خط الدفاع الأول عن الأنظمة الديكتاتورية والتي رزئنا بثلاثٍ منها، استهلكت جل سنوات ما بعد الاستقلال. ليس هذا فحسب بل كانت في ظل فترات الأنظمة الديمقراطية – مع قصرها – مجرد سقط متاع. وبين هذين المدارين طافت عليها تسميات عدة.. فهي مرة وزارة الإرشاد القومي، وثانية وزارة الاستعلامات والعمل، وثالثة تُلحق بها الثقافة، ورابعة تكتفي بالإعلام وحده لا شريك له. أما المُضحك المُبكي فقد تمثل فيما قام به الديكتاتور المخلوع جعفر نميري والذي لم يجد في نفسه حرجاً من ضمها لوزارة الداخلية!
لعل السؤال الذي يتداعى أمامنا: ما موقع وزارة الثقافة والإعلام والسياحة التي بين ظهرانينا الآن في حكومة الثورة؟ لمَّا كان (الجواب يُعرف من عنوانه) كما يقول المثل الشعبي السائد، فإن الحال يُغني عن السؤال. لهذا سوف نحاول تسليط الضوء على الواقع لندع الوقائع تشرح نفسها، لربما أعان ذلك القارئ لكي يتوصل بنفسه للإجابة على التساؤلات أعلاه دون تعسف. ففي تقديري أن أكثر ما يبعث القلق في النفوس، هو موضوع العلاقة بين الدولة والمواطن، فيما لوحظ عدم معرفة المواطن بالكيفية التي تدار بها الدولة في كثير من الأحايين، وذلك لربما نتيجة نقص في الكفاءات أو المعلومات أو أشياء أُخر، على الرغم من أن هناك كثيرين حاولوا كسر هذا الطوق للوصول للحقيقة دون جدوى. وذلك إما نتيجة التجهيل المتوارث أو جراء كسل ذهني استحكم في العقول ونحن به راضون!
إن العلاقة الجدلية بين الدولة والمواطن هي التي حدت بنا لمحاولة معرفة الأسباب التي أدت إلى توقف قاطرة الثورة في (العقبة). فمنذ عامين أو يزيد ونحن ندور في ذات الحلقة المفرغة معرضين ثورة عظيمة – شهد لها العالم – للتواكل والتآكل والانهيار. ونعلم أن هناك كثيراً من المخلصين الذين أرَّقَهم هذا السؤال. وقد تتعدد الأسباب بما يقنع السامعين، وقد تكون تلك الأسباب نفسها انعكاس لصناعة الوهم، غير أني بت على قناعة كاملة في أن السبب الرئيس يكمن في كلمة واحدة: هي الإعلام. ذلك لأن الإعلام هو مرآة المجتمع – حكومة وشعباً – ولأن الإعلام بفروعه المعروفة.. المقروءة والمسموعة والمرئية والرقمية هو من يضع تلك العلاقة الجدلية في مسارها الصحيح. كما أن الإعلام هو المناط به بلورة فلسفة الثورة التي استبسل من أجلها الشهداء.
كذلك ثمة فهم مغلوط في نظر بعض الناس لمفهوم الحرية، والتي تُعد الضلع الأول في شعارات الثورة المجيدة (حرية، سلام، وعدالة) فيظنون أن ما يجري أمامنا من سيولة (إعلامية) تندرج تحت باب تلك الحرية المعنية، في حين أنها الفوضى عينها. وإنها بمقاييس التحضر تعد عملاً تخريبياً مُضراً بالمجتمع. ولا أدري إن كان الظنانون يعلمون أن ألمانيا التي تعد أحد معاقل الديمقراطية تحرم تأسيس حزب نازي؟ بل إن الأمر قد تعدى الحدود الجغرافية الألمانية ووصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تجرم قوانينها الفيدرالية استخدام (الصليب المعكوف) وهو رمز النازية. ومالنا نذهب بعيداً فالجارة إثيوبيا يمنع دستورها منعاً باتاً تأسيس حزب يعيد تسمية لجان مانغستو هيلاماريام (الدرق) فهل شرعية الثورة السودانية أقل قامة من هؤلاء؟
من المفارقات أن وزارات الإعلام مع – علاتها – ارتبطت ارتباطاً عضوياً بالمظهر وليس الجوهر. ولهذا أظن أن أدولف هتلر كان متسقاً مع ديكتاتوريته حينما سماها (وزارة الدعاية). فهي التي صنعت منه ديكتاتوراً بالرغم من أنه تبوأ رئاسة (حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني) عن طريق الانتخابات. ولعمري هذا ما يؤكد خطورة الإعلام. نحن نعلم أن أي وزارة تتطلب وزيراً مُلماً بشئونها طبقاً لمقاييس الحد الأدنى إلا وزارة الإعلام حيث يعني الإلمام هنا أن يكون الوزير مثقفاً موسوعياً له حضور في الثقافة العامة والأدب والسياسة والجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والرياضيات (من كل روضة عينة ومن كل عينة زهرة) أو كما قال شاعرنا الفذ محمد بشير عتيق.
بهذا المنظور ولأن الثورة العظيمة تستلزم قدراً من الشفافية، فليخرج للملأ شاهراً تبريره من اختار وزير الإعلام الحالي لهذا المنصب. ويقول للناس لماذا وكيف تمَّ اختياره؟ فلربما رأى فيه ما لم نستطع أن نراه. أما نحن فقد رأينا فيه العجب العجاب، ظهر مرتين خلال أربعة أشهر منذ تعيينه، وهذه الفترة كافية وفق بيروقراطية الخدمة المدنية لتقييم أدائه، لكن الإشكالية أنه ليس هناك أداءً يُذكر حتى يتم تقييمه. فبمقاييس المظهر رأيناه يتتأتأ ويتلكأ ويتكأكأ في بضع كلمات لا يغنين ولا يسمن من ظمأ وجوع. أما من حيث الجوهر فبيننا وبينه حساب فهذه ثورة لا يعرف عظمتها إلا من كابدها ومشى فيها على طريق الأشواك!
آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!!
الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الحريه والتغيير هو تعيين الوضيع الرعديد فيصل محمد صالح وزيرا للإعلام حكومة الثوره..
أول تصريح لفيصل بعد توليه المنصب الذي لا يستحقه،،(( لن افكك قبضة الكيزان علي وسائل الإعلام ولن اقوم بفصل الكيزان من المناصب التى اعتلوها دون كفاءة ولن اكون السبب في تشريد أسر الكيزان…))
فيصل محمد صالح الذي تلفح برداء الثوره زورا كان له القدح المعلي في الفوضى التي تضرب الإعلام اليوم،، وقف مع احبائه واصدقائه وأولياء نعمته صحفيي الانقاذ ضد الثوره ،،وعندما تم عزله كافئه حمدوك علي خيانته للثوره بتعينه مستشار له..!!
اشاركك الرأي بالغاء وزارة الاعلام،، التي أصبحت وكرا لقوى الظلام والتضليل..
تساؤل في محله حول جدوى وجود وزارة باسم وزارة الاعلام في ظل دولة ديموقراطية …
The Great Sudanses Journalist and Writer
في عهد وزيرنا السابق فيصل خلد أحد أبواق الأنظمة الدكتاتورية و سمى استديو باسمه: (استديو علي شمو)!!!!
في فترة مايو كانت هناك لوحة كبيرة أمام مدخل وزارة الاعلام، تعرض فيها صور فوتوغرافية للمسئولين، تعكس رحلات العمل في الأقاليم وجلسات المؤتمرات واجتماعات الوزارات ورئاسة الوزارء، أضافة لصور مراسم استقبال الوفود الأجنبية الزائرة للبلاد. تلك الصور كانت بمثابة ملف صحفي أسبوعي تلخص نشاط الحكومة خلال الأسبوع المنصرم.
أضف الى ذلك، وأنت تستمتع بكوب شاي مقنن بالحليب والقرفة أو عصير ليمون طازج في المحطة الوسطى، (الجريدة الناطقة) هكذا كان يطلقها عليها – لوحه فنيه اليكترونية ذات تقنية عالية لا تقل عن (10) أقدام طولا. كانت مثبتة على جدار شركة التأمينات الواقعة قصاد دكان أولاد ملاح، مواجهة للمحطة الوسطى، تعرض أخبار العالم لحظة بلحظة – الغريب والمدهش أنو الكهرباء ما كانت تقطع، يعني الشريط الدائر تلقائيا ينقلك من خبر لآخر، عينك مع الشريط وأذنك مع تعليقات رواد المحطة.
من اللقطات النادرة التي لا تنسى التي شاهدناها عبر هذا الشريط الاخباري، مباراة البطل الأسطوري محمد علي كلاي – رحمه الله – ضد خصمه فورمان في عام 1974م.
السؤال: هل يحق لنا أن نسأل من هو وزير الاعلام الحالي؟ وما دور الوزارة في التعريف وباعلام ثورة ديسمبر المجيدة داخليا وخارجيا؟ ويا حبذا أن تسند هذه الوزارة – مستقبلا – لاحدى الكنداكات.
On target
نعيش اليوم في مجتمع تمثل فيه المعلومات تقريبا كل شيء فى حياتنا، حيث تشكلنا لنصبح مجتمعا يعيش ويستهلك المعلومات بشكل كبير جدا ، وتمثل وسائل الإعلام فيه الأداة الاقوى فى عملية التغيير ، حيث من المفترض ان تلعب دورًا نشطًا في كل مناح الحياة ;الاجتماعية والسياسية والإقتصادية والبيئية والشخصية، بعد اعظم ثورة مشهودة فى التاريخ الحديث، وبشهادة العالم الحر والمستعبد،
كتب وسال الكثير من الحبر فى السنتين التى اعقبت التغيير، فى الغياب التام لهذا النوع من الاعلام التى تعيد ويتحكم فى الاحداث من خلال القدرة على تغيير الناس والمفاهيم وحتى ورؤوس الأموال الاجتماعية.
والنتيجة فشل محيّر وغبى ومحبط للغاية إلى حد النزيف والحزن والبكاء
# المسعووول السودانى وعلى مستوى الرئيس او الوزير او المدير ….المنصب عنده مصدر عيشه رغده وهنية واخر مايفكر فيه او يحاول فعله( التطوير والابداع والانجاز فى مجال مارهنت اليه ادارته)…اى ان المنصب او الوظيفة خلقت ووجدت وولدت ليكون( هو) شاغلها وليس العكس….لذلك نحن دولة (++++فاشلة) فى كل شئ حتى قلة الادب والانفلات بانواعه….أففففففففف يااااقهررررر
فيصل محمد صالح كان دفعة صلاح قوش بمدرسة بورتسودان الثانوية ولهما صورة جماعية تجمع الضدين (مظهرا).
وكان صديقا حميما لصحفى من عتاة الكيزااان وصاحب وكالة اعلامية تسبح ليلا ونهارا بحمد المتاسلمين تجار الدين اعداء الشعب والحياة والحرية كيزان الترابى والبشير وعلى الاسود القلب وبقية شلة المجرمون اللصوص.
اختيار فيصل خطأ دفعنا ثمنه ومازالنا وسنظل طالما هو مستشار حمدوكنا الاعلامى( الحمدو فى بطنو)!!!
هناك حاجه لاصلاح المجلس المركزي وتوسيعه ، وتوحيد تجمع المهنيين ، واستبدال جميع أعضاء المكون المدني في السيادي، واعادة تقييم أداء الولاه واقالة من يثبت ضعف ادائه ، كما لابد من اصلاح الأجهزة القضائية والعدليه واعادة تكوين المحكمة الدستورية ومجلس القضاه والنائب العام ،وتكوين المفوضيات وتكوين المجلس التشريعي وتكوين مجلس شوري من كفاءات وعلماء، إما اذا سالت عن وزير الإعلام الحالي فكل مقوماته انه صديق لعضو السياده محمد الفكي فيما يعرف بالتجمع الاتحادي.وقد تقزمت الثوره بفعل الشلليات وتقديم شخصيات باهته لقيادة ثوره عظيمه.
كم أُصبنا في هذه الثورة المجيدة الفتية بالإحباط وخيبات الأمل الموجعة .
الصحفي فيصل محمد صالح كوزير للإعلام كان أول احباطاتنا وخيبات آمالنا .
أما وزير الاعلام الحالي الذي لا (يهش ولا ينش) فعدمه خير من وجوده .
المعلومة الحقيقية سر هذا العصر، العالم يتسابق للحصول عليها بكل الوسائل والاثمان
ضعف او فقدان جماعتنا للتعليم وعلم الادارة وادوات تكنلوجيا العصر ، يجعل منعم مخلوقات من عصور سحيقة،
امكاناتهم وعلاقتهم بالعصر لا يناسب ووجودهم في منصب عادي، دعك من منصب قيادي فى اعلى مؤسسات دولة في طور التأسيس.
حجب خروج المعلومة الحقيقية للشعب، لا يعني اسرار دولة او المؤسسة، بل يأكد وجود فساد وخلل وتنازلات وخراب وعمالة داخل المؤسسة،
وخوار للمؤسسة الاعلامية وتبعية منسوبيها وتدجينهم. يقف حائلا لانتزاعهم المعلومة والسبق الصحفي باي وسيلة
يُخشى خروج المعلومة للمواطن، مالك هذه المؤسسات ودافع مرتبات وسفريات وكل البدلات، لمن يحجب الحقيقة عنه. مَن المالك ومَن الاجير. عجبي
التنافس المسعور خلف المناصب والرتب، لعلم المتنافسين بالحقوق والتسهيلات بدون حسيب او رغيب، وعدم وجود واجبات وحساب من الالف للياء او للانجاز والتقدم اليومي خلال وبعد مفارقة المنصب.
اكيد الغاء كل الاضواء من سكن وعلاج وتعليم واجازات لكل الاسرة، وسيارات وسفريات وبدلات وهداية من الداخل والخارج، وما يدوم ويواصل بعد مغادرة المنصب، سوف يُبعد الضواري عن المناصب.
لا بد من الغاء كل هذا الفساد وسريعا، وتوجيه كل هذه الاموال لتعليم وصحة اطفال هذا الوطن المبتلى بالأنانيين والانتهازيين.