مقالات وآراء سياسية

يا حماة الحرية إنتبهوا لخطط أعداء الثورة

منير التريكي

قبل سنوات عديدة كنت أنشر مقالاتي في صحيفة الجريدة. عرفني الأستاذ هاشم حسن مدير التحرير آنذاك على الأستاذة أمل هباني. كنت و لا أزال أقرأ لها بشغف.لا أتفق معها مطلقا يطفي ما نشرته مؤخرا. أشفق عليها من مناطحة جدار لا أشك مطلقا في ثباته و صلابته. وهاهي أمل رغم شجاعتها تخسر معركة فطيرة ضد الفطرة. الحق يهزم الشجاعة وينتصر دائما مهما تأخر. وغني عن القول أن اختلاف الرجل والمرأة بايولوجيا يحدد لكل منهما مهامه في الحياة. المرأة هي سر الحياة ومستودعها وهي العقل المؤتمن على مستقبل البشرية. والرجل يحمي المرأة ماديا ومعنويا لتقوم بمهمتها العظمى في الحفاظ على مسيرة الإنسان المكرم ومستقبل البشرية.وأخطر عبارة يكتبها المؤرخ هي أن الغزاة دخلوا البلاد واستباحوا بيضتها.

لكن الرأي أعلاه لا يجعلنا نغفل عن سبب الضجة الحقيقي حول المقال المذكور. البشر خطاءون إلا من عصمه الله. الأستاذة أمل هباني صحفية جريئة وامرأة شجاعة ومناضلة شريفة وناشطة جسورة. قاومت بشجاعة نادرة نظام مستبد و شرس. كانت تكتب في صحيفة الجريدة المصادمة حين لاذ الكثيرون بالصمت. مواقفها مع الزملاء والزميلات في شبكة الصحفيين السودانية تشهد لها بالجسارة. مواقفها ضد الديكتاتورية منحتها والسودان جائزة دولية. فلماذا تثار كل هذه الضجة. لننفذ إلى سبب الضجة الحقيقي دعونا نراجع تاريخنا القريب جدا.
في العام 1967 والسودان يعيش ديمقراطية ما بعد ثورة اكتوبر64 شجيرة الحرية الغضة بدأت في النمو. طالب في معهد خاض في حادثة الإفك. ومعروف أن الحادثة الأصل تعامل معها الرسول صلى الله وسم وصحابته الكرام عليهم السلام بحكمة.لكن بسبب ندوة معهد المعلمين تم طرد سبعة نواب منتخبين من الشعب السوداني و حل الحزب الشيوعي.كأن الحزب كله كان مع الطالب حين تحدث. طرد الحزب عنف سياسي قابله عنف أشد منه. إنقلاب نميري كان في مايو 1969. قام الحزب بمحاولة إنقلابية تصحيحية ضد مايو. كلفه ذلك ثمنا باهظا. لكن يزال البعض يحملون الشيوعيين وزر نظام مايو.

بعد أبريل 1985 لم تعجب أضواء الديمقراطية الكاشفة الظلاميون. تضررت اعمال الإنتهازيين المشبوهة وقلت أرباح الجشعين. هؤلاء يستغلون ضف نفوس البعض و ظروفهم ويفسدوا ويحققوا مكاسب غير مشروعة.نشط أعداء الديمقراطية في السخرية منها وتسفيهها وتكريه الناس فيها. فعلوا كل مايشوه الديمقراطية تمهيدا لقيام نظام شمولي ظالم باطش وفاسد. حوادث محدودة تم تضخيمها للإنقضاض على السلطة.منها تقاعس أمني محدود ومعرض في أبو جنزير عن مخاطر الختان. في يونيو 1989 إنقلب الإسلامويون على نظام ديمقراطي. قام نظام ظالم قمعي خلف صراعات وحروب و دمار وفساد وديون وتخلف وجهل و عداوة المجتمع الدولي وعقوبات وحصار و. و.

إنتصار ثورة ديسمبر2019 أطاح بالنظام الظالم . نحن الآن في فترة إنتقالية تؤسس لنظام ديمقراطي سليم.لكن في هذه الفترة ينشط الظلاميون. يمهد الإنتهازيون لديكتاتورية شمولية. يحدث ذلك بتسفيه الحرية وتحريض بعض منسوبي الدولة للتقاعس عن أداء واجباتهم المهنية و إغراء إعلاميين إنتهازيين لتشويه صورة الديمقراطية.للأسف بعض الغافلون يخدمون أعداء الحرية دون أن ينتبهوا للفخ الخطير. قد يكون ذلك بالمطالبة بإقامة تمثال أو بروفة تمثيل في حي سكني محافظ أو الترويج لحقوق مثليين. أما أعداء الحرية أنفسهم فيضربونها بما تتيحه لهم من براح. يستغلون ذلك في إثارة أضخم ضجة ممكنة حول جملة في مقال كان يمكن لكاتبه مراجعته وتصحيحه باعتذار أو توضيح. وهذا التصحيح يحدث في كل دول العالم. لكنه للبعض فرصة ثمينة يجب إستغلالها جيدا لضرب الديمقراطية. هل نذكر هؤلاء بأنهم دعموا نظاما ظلم وعذب وقتل وأفسد و سرق وأفتى علماؤه على هوى السلطان وأجازوا التعامل بالربا. وهذا غير العديد من التصريحات الرسمية (الشتراء) التي ظلوا يؤذوننا بها بها عبر وسائل الاعلام المختلفة. طوال سنين النظام الظالم صمت هؤلاء الصارخون الآن.
قال لي صديق عزيز أن رجل حكيم كبير السن في البلد ( يرحمه الله) نصحه قائلا:
(لوك الكلمة شديد إن أبت تتبلع لك ما تقولها). يقصد فكر جيدا في الكلمة إن لم تعجبك لا تقلها فهي قد تؤذي شخص ما.

لهذا يستحسن ترك المقال أو التعليق حتى يبرد بعد كتابته لساعات أو حتى أيام قبل نشره. يتيح ذلك لكاتبه أن يلوكه. يحذف منه الغث ويضيف السمين. ليت أمل فعلت ذلك. حينها كانت خيبت ظن الصدام كما نصح حميد يرحمه الله.
ربي زدني علما

تعليق واحد

  1. مقال واحد لا يكفى..ان كنتم حقا من انصار الحريه فعليكم النزول للشارع لتصحيح المفاهيم وابطال الفهم الخاطىء للحريه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..