مقالات سياسية

بعض إيجابيات وسلبيات السلطة الإنتقالية

منير التريكي

لم اتمكن من سماع خطاب رئيس الوزراء. لكن سمعت وقرأت ملاحظات عنه. من خلال مرور سريع على أداء السلطة الإنتقالية أكتب الآتي. لم تقم الحكومة بتغيير العملة فورا. لاحقا اشتكى رئيس الوزراء من وجود أربعة اخماسها خارج القنوات الرسمية.

الحكم البائد غير العملة أكثر من مرة أولها كان سريعا استولى به الإسلامويون على كل النقود المطبوعة في السودان. قاموا بتوزيعها على أنفسهم وأعطوا المواطنين ايصالات اقساط صغيرة واجبة الدفع كل شهر. هكذا خرج كل التجار من السوق وتمكنوا هم. تمكين لم تزيله السلطة الإنتقالية التي قدمتها الثورة ومنحتها كل الصلاحيات. رئيس الوزراء لديه كل السلطات وتحت أمره كل القوات النظامية والموارد ومعه الدستور والقوانين وقبل ذلك وأثناء ذلك وبعد ذلك معه كل الثوار و غالبية الشعب وكل المجتمع الدولي. فماذا ينقصه ليغيير العملة ويحاسب المجرمين والفاسدين وتجار الأزمات؟ لم تستفيد الحكومة الإنتقالية من الزخم الثوري لتحقيق مطالب وطموحات الشعب. لم يشعر الكثيرون بتحسن ملحوظ في معيشتهم بعد سقوط النظام.
رئيس الوزراء لم يستصحب تجربة الأمير محمد بن سلمان في إرجاع أموال الدولة. بن سلمان تحفظ على كل من حامت حول أمواله شكوك. هؤلاء افتدوا أنفسهم بأموالهم. أعادوا للمملكة قرابة مائة مليار ريال. لم يستأنس بتجربة الرئيس عبد الفتاح السيسي. بتفويض الشارع أعتقل السيسي رئيس وحكومة منتخبة وشرع في إنشاء المشروعات الضخمة.

بعد عامين من الثورة لا يزال اللاعبون المؤثرون والمتلاعبون بمعايش الشعب هم أعوان النظام البائد. لا تزال أموال الشعب المنهوبة وأرباحها في أيدي السارقين. لا يزال الذهب يهرب للخارج وعبر مطار الدولة الذي يعج بالموظفين الرسميين. لايزال الدولار يتحكم في سعره تجار خارج السلطة. محاكمات رموز النظام البائد أشبه بالمهزلة التي جرت في الفترة الانتقالية في العام 1985. لم تقم مشروعات كبرى تستوعب الخريجين والشباب والكفاءات والذين شردهم النظام السابق فقط لأنهم شرفاء. من الإيجابيات نجح رئيس الوزراء في إعادة السودان للمجتمع الدولي. قام بمجهودات ضخمة ومقدرة لإعفاء الديون الخارجية وجذب الإستثمارات. في ملف السلام حقق نتائج جيدة وتعنت البعض لا يحسب عليه. رفع الدعم خطوة صائبة ومهمة جدا رغم قسوتها. ممتصات الصدمة لم تتزامن معها. برنامج ثمرات تعرض لتعطيل متعمد من داخل الدولة.وتائر تصحيح الأوضاع الخاطئة لا تسير بالسرعة المطلوبة. التأخير يعطي الفرص لهروب المتسببين في التخريب دون محاسبة. نتفق مع رئيس الوزراء في تكوين كتلة تضم كل القوى الفاعلة لكني أعتقد أن دمج الدعم السريع في الجيش في الوقت الحالي فكرة غير حكيمة. ﻷنجاز فاعل وسريع نكرر مقترحنا بتعيين أصحاب الوجعة. أخوة الشهداء واصحابهم في وظائف لضمان تحقيق أهداف الثورة في المحاسبة والتصدي لمحاولات تعطيل المسيرة من داخل مؤسسات الدولة. تكوين مجلس يضم كل المبدعين لرسم المستقبل برؤى جديدة. تلقى كل أفكار وإقتراحات السودانيين و أصدقائهم وصياغة خطط واعدة في كل القطاعات.
نسأل الله التوفيق والسداد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..