مقالات وآراء سياسية

واقعنا السوداني الاليم والخروج منه ..

محمد حسن شوربجي

فنحن نتعايش بداخله كمجموعة من المتناقضات، فالبيئة فاسدة وملوثة.
وفيها الكثير من ادوات النصب والاحتيال،
وفي المشهد دول تستغل ضعفنا وتتهافت علي الموارد .
ويتركوننا نتهالك ونتقاتل على الفتات. الديمقراطية حقا بعيدة عنا.
ولا أدل على ذلك النيران التي تؤججها الاحزاب والجماعات والحركات.
وحقا فنحن نعاني.
ولا نستغل ثرواتنا في تنمية إنساننا،
فالكل يذهب إلى جوف الدولة لينقب بحثا عن الثروات والمنصب.
والبعض يريد ان يكون أجهزة حراسة لمصالح الغرب ،
فمفاتيح الإصلاح الحقيقية هي بيد هذه الدول الراقدة على خيرات شعبنا.
كما أن الإصلاح الجذري يستدعي بالدرجة الأولى إعادة النظر في المواطن باعتباره الخلية الأولى في منظومة كل إصلاح،
فضلا عن تطهير دواليب الإدارة،
وهو أمر من الصعب تحقيقه دون تضافر مساعٍ وطنية.
وكم هو قاسي ان يَقِف المرء مشدوها أمام هذا الانحراف الفكري الوطني الذي جعل جامعيين ومثقفين يتخلون عن الحد الأدنى من ضوابط الفكر العلمي ويدخلون معابدهم الحزبية ،
لِينساقوا لِولاءاتهم الأيديولوجية واصطفافاتهم السياسية.
وإذا كان من حق هؤلاء أن تكون لهم مواقفهم الأيديولوجية واختياراتهم السياسية.
فليس من حقهم أن يُسَوِّقوا الوطن بتوقيعات علمية وأكاديمية تمثلهم فقط.
فطبيعي جدا ان نعيش احيانا تصحرا ثقافيا وجحودا للوطن ،
فهذا مرده أن القطاعات الحيوية بأيادٍ فاسدة،
ولم لا فقد رسخوا الجهل في عقول الشعب وقابلوه باليأس في كل خطواته.
فهم كانوا وعبر حقب تاريخية ومثالا الثلاثون عاما الانقاذية معاولا للنظام البائد .
وبقدرة قادر صعدوا علي خشبة المسرح السياسي.
وهذا ما جعلنا علي قناعة بأن كل ما يفعلونه من اجل الوطن هراء؛
فلا يهمهم ابدا ان هناك مواطن يحتاج الي تأهيل ويحتاج الي إعداد لمستقبل.
ولا بد ان تذوب فيه كل الحساسيات السياسية والثقافية والعرقية،
وقد كان هم رجال دولة ووزراء وبرلمانيون.
فليس مخطيء من يقول أن السودانيين ليسوا مؤهلين لحكم أنفسهم بأنفسهم،
فإنهم حقا كذلك وهم بعيدون عن الأخذ بأبجديات الديمقراطية.
فكثيرهم ابطالا في إبادة بعضهم البعض.
وكثيرهم ابطالا في تهميش الآخر.
والمراقب والمستفيد هي تلك الدول التي تراقب المشهد عن كثب،
وعينها علي ميناء بورتسودان
او عينها علي يورانيوم الغرب
او عينها علي ذهب جبل عامر
او عينها علي الفشقه
او عينها علي حلايب وشلاتين
او عينها علي الصمغ السوداني
وكلها اطماع في خيراتنا وليس حبا فينا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..