مقالات وآراء

كان حقا تصاعدا خرافيا لمعدل الجريمة

محمد حسن شوربجي

لا وجود اصلا لمجتمع خالي من الجريمة في هذا العالم.

فكل جريمة تتلخص في إيذاء الآخرين والتعدي عليهم.

لذا عملت المجتمعات على محاربتها بشتي الوسائل.

وان كان السجن هو أهم المؤسسات لتأهيل وإصلاح المجرمين.

وإعادة تكييفهم مع المجتمع ومن ثمة إبعادهم عن السلوك الإجرامي الذي يضر بالاخرين.

ومن الأكيد الجازم أن الفرد لا يرقى بدون مجتمع آمن وخالي من الجريمة.

فمن المستحيل أن ترقى المجتمعات بالمجرمين.

فالمجتمع الراقي يحصل اهله علي جيل واع ومثقف يعطي أروع الدروس في التحضر و النهوض.

فالفرد هو لبنة بنائه وحجر أساسه ….

لذا و جب علينا القول أن لا مجتمع صحيح إلا بالفرد الصحيح .

وهذا من باب المنطق السليم و اعتمادا على معيار العدالة الإنسانية وإعطاء الفرصة للفرد القويم لكي ينهض بمجتمعه.

وهذا لا يتحقق إلا في مجتمع يكون خاليا من الجريمة.

في خضم كل هذا لازمت الجريمة حياة الإنسان وتطورت بتطوره.

ففي أدوار الحياة البشرية الأولى كانت النوازع الفردية للمجرم هي اثبات الوجود بطريقة الانتقام والسيطرة على الارض.

وعندما تكونت الجماعة وفرضت بعض الروابط على سلوك الفرد أو الأفراد تحفظ بها كيانها وشعائر عباداتها وروابطها الاجتماعية نشأت عند ذلك العادات والحقوق والواجبات.

وقام العرف وتحددت الأعمال المباحة والأفعال المحرمة التي تطلق أو تقيد السلوك الإنساني. فظهرت الجريمة بمظهرها العدواني الاجتماعي الجديد.

وصارت العقوبة زجراً لمرتكبها تقررها السلطة ومنذ ذلك الحين تحكّم المجتمع في تقرير عقوبة كل جريمة.

وان ظلت الجريمة ردحاً من الزمن في عرف الأفراد والجماعات أعمالاً فردية أو جماعية شريرة ,
وعندما انتقلت الحياة الإنسانية إلى طور الحضارة وتشابكت فيها مصالح الافراد والجماعات في نظام عام وتكونت الدول وحكمت الشرائع المنزلة والموضوعة للحياة وتعددت الجرائم وزاد أثرها خطورة علي الانسان.

تنبّه الفكر البشري إلى أن الجريمة ظاهرة مستمرة ومتطورة لذا وجب دراستها ومعرفة أسبابها والحد من شرورها مع الإبقاء على العقاب وسيلة للحد منها.

في السودان كثرت جرائم الفساد المالي بدرجة مخيفة في عهد الانقاذ.

وكثرت كذلك الجرائم الأخري من قتل وغيره.

فعرفنا جرائم الابادات الجماعية في دارفور.

وعرفنا الجرائم البشعة من القتل العمد للابرياء.

وعرفنا جرائم الاغراق في النيل بعد ربط الضحية بالحجارة.

وعرفنا جرائم القتل بدق المسامير في الرؤوس.

وعرفنا جزائم القتل بالخوابير.

وعرفنا كل البشاعات الاجرامية التي تقشعر لها الابدان.

ناهيك عن جرائم الفساد المالي الذي بلغ مداه في عهد الانقاذ الاسود.

ولعل ما زاد من بشاعة هذه الجرائم في السودان ان مرتكبيها كانوا يرفعون رايات الاسلام خداعا.

والمحير في الامر ان السودان الذي عرف انسانه بالسلمية والنزاهة وطهر اليد قد شوهت صورته جماعة.

والله المستعان.

محمد حسن شوربجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..