
هذا المقال محاولة لتصحيح الفهم السائد أن الصحابي الجليل بلال بن رباح حبشي، ويتبنى المقال فكرة أن (بلال) نوبي، باعتباره من رعايا مملكة مروي والتي ضمت اراضيها معظم السودان الحالي ومن ضمنها بلاد النوبة، فقد امتد نفوذها من شمال اسوان الى كوستي جنوباً وشملت اجزاء كثيرة في غرب البلاد وشرقها.
القول بأن بلالاً نوبي مروي يجيء استناداً لتفكيك جذور اسمه والحصول على معناها من اللغة المروية القديمة، وهي لغة اندثرت، ولكن لا تزال مفردات غير قليلة في اللسان العامي السوداني مستمدة منها. وسنستعين في هذا بقاموس صغير قام بأعداده كلايد وينترز رتب فيه عدداً من جذور كلمات اللغة المروية التي جمعت من مصادر آثاريه شتى، واهمها نقش كلابشة والذي يعود تاريخه للعام 580 ميلادية، ومن هذه الجذور يمكن الوصول إلى معنى اسم بلال.
قرية كلابشة تقع الآن داخل الحدود المصرية على بعد 50 كيلومتراً جنوب اسوان، وكانت في الماضي تشكل التخوم الشمالية لمملكة مروي؛ ولغة سكانها كانت المروية بدليل وجود هذا النقش فيها. تم بناء معبد كلابشة فى عهد الامبراطور أغسطس، وخصص لعبادة الإله ماندوليس إله الشمس عند النوبيين، ويمتاز المعبد بوجود ظاهرة التعامد على حجرة قدس الأقداس فيه مرتين في العام وتحدث في الرابع عشر من شهر فبراير والتاسع والعشرين من شهر أكتوبر، كما يضم المعبد النقش الذي يوضح انتصارات الملك النوبى سيلكو على البليميين وهو مكتوب باللغة المروية.
النوبة المشار لكون بلال منهم قد يكونون الجماعات النوبية الحالية في شمال البلاد والتي تضم في الوقت الحالي المحس والسكوت والدناقلة والكنوز، ويمكن ان يكونوا نوبة غيرهم بالمعنى الواسع لكمة نوبة، فقد كان المؤرخون العرب حين يذكرون اسم النوبة يشيرون بصفة عامة للبلاد جنوب مصر، وكانت تشمل مملكتي المقرة وعاصمتها دنقلة؛ ومملكة علوة وعاصمتها سوبة وتقع جنوب شرق الخرطوم الحالية وامتد نفوذها شرقاً الى الحدود مع الحبشة، وذكر ابن حوقل: (وملوك النوبة اثنان: ملك المقرة، وهو ملك دنقلة، وملك علوة؛ وملك المقرة تحت ملك علوة).
ويذكر الادريسي: (ومن بلاد النوبة مدينة علوة وهي على ضفة النيل أسفل من مدينة دنقلة وبينهما مسير خمسة أيام في النيل وماؤهم من النيل وشربهم منه وبه يزرعون الشعير والذرة وسائر بقولهم من السلجم والبصل والفجل والقثاء والبطيخ)().
ويمكن القول في ظل تمدد مملكة مروي والتي كانت تضم قوميات مختلفة؛ ان كل النوبة مرويون ولكن ليس كل المرويين نوبة، وبالتالي سيكون بلال مروياً بالصفة العامة ونوبياً بالصفة الخاصة.
سنقدم اولا مكانة بلال في التراث الاسلامي، وسننظر لاسم بلال في المراجع القديمة لنرى مدى انتشاره كاسم علم في الجزيرة العربية رغم كون الاسم مروياً. ثم سنمر على العديد من الاشارات في التراث الاسلامي التي اشارت لبلال بكونه نوبياً. ولن تقف محاولات التأصيل على اسم بلال فقط بل تتعداه لاسم ابيه (رباح) وايراد الإشارات التي تشير لكونه نوبيا أيضاً.
بعدها سنقدم الدليل اللغوي الذي يفيد ان اسم بلال مروي و ونقوم بشرح معناه. واخيرا سنصطحب البعد المحلي للاسم، ووجوده في الوجدان الشعبي السوداني ضمن الاغاني والاشعار والتي تعتبر تراثاً شفهياً لا يمكن تجاهله؛ ومدى انسجام المعني الذي يشير له الاسم في التراث مع المعنى المستخرج من قاموس اللغة المروية.
مكانة بلال في التراث الاسلامي.
لمحات من سيرة بلال:
كان مولده بعد عام الفيل بثلاث سنوات على الارجح، في حدود خمسين عاماً قبل الهجرة، وكان من الممكن ان يكون بلال عبداً لأمية بن خلف يرعي غنمه ويسوق ابله ولكن همة نفسه وطموحه العالي نقلته من قاع السلم الاجتماعي إلى قمته، وكان سبباً لشهرة سيده؛ ولولاه ربما ما سمع احد باسم امية بن خلف ولما ذكرته كتب السير ولا خلده التاريخ. وقد احترمت الثقافة العربية الاسلامية بلالاً ومنحته مكانة كبيرة فرددت الاجيال اسمه وانتشر الاسم من اندونيسيا شرقا إلى المغرب غرباً. ورد في صحيح البخاري: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ ، أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ يَقُولُ : أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا ، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلاَلًا).
واورد ابن الأثير في الكامل في التاريخ: (بلال بن رباح الحبشي مولى أبي بكر، وكان أبوه من سبي الحبشة، وأمه حمامة سبية أيضاً، وهو من مولدي السراة، وكنيته أبو عبد الله، فصار بلال لأمية بن خلف الجمحي، فكان إذا حميت الشمس وقت الظهيرة يلقيه في الرمضاء على وجهه وظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتلقى على صدره، ويقول: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فكان ورقة بن نوفل يمر به وهو يعذب وهو يقول: أحد أحد. فيقول: أحد أحد والله يا بلال. ثم يقول لأمية: أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حناناً. فرآه أبو بكر يعذب فقال لأمية بن خلف الجمحي: ألا تتقي الله في هذا المسكين ? فقال: أنت أفسدته فأبعدته. فقال: عندي غلام على دينك أسود أجلد من هذا أعطيكه به. قال: قبلت. فأعطاه أبو بكر غلامه وأخذ بلالاً فأعتقه، فهاجر وشهد المشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم)().
وورد في كتاب اسباب نزول القرآن للامام الواحدي:
(قال مقاتل: لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً حتى أذن على ظهر الكعبة فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيص: الحمد لله الذي قبض أبي حتى لا يرى هذا اليوم. وقال الحارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذناً، وقال سهيل بن عمرو: إن يرد الله شيئاً يغيره وقال أبو سفيان: إني لا أقول شيئاً أخاف أن يخبر به رب السماء فأتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قالوا فدعاهم وسألهم عما قالوا فأقروا فأنزل الله تعالى هذه الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال)().
وورد في الدر المنثور لجلال لدين السيوطي:
(أخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ قالَ: لَمّا كانَ يَوْمُ الفَتْحِ رَقِيَ بِلالٌ فَأذَّنَ عَلى الكَعْبَةِ، فَقالَ بَعْضُ النّاسِ: هَذا العَبْدُ الأسْوَدُ يُؤَذِّنُ عَلى ظَهْرِ الكَعْبَةِ. وقالَ بَعْضُهم: إنْ يَسْخَطِ اللَّهُ هَذا يُغَيِّرْهُ. فَنَزَلَتْ: ﴿يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكم مِن ذَكَرٍ وأُنْثى﴾() .
وجاء في الكامل في التاريخ:
لما جاء وقت الظهر أمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بلالاً أن يؤذن على ظهر الكعبة وقريش فوق الجبال، فمنهم من يطلب الأمان ومنهم من قد أمن، فلما أذن وقال: أشهد أن محمداً رسول الله، قالت جويرية بنت أبي جهل: لقد أكرم الله أبي حين لم يشهد نهيق بلال فوق الكعبة.
قال ابن قدامة: ويروى عن الحسن قال: حضر الناس باب عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وفيهم سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن الحارث، وأولئك الشيوخ، فخرج آذنه فجعل يأذن لأهل بدر لصهيب وبلال وأهل بدر، وكان يحبهم، وكان قد أوصى بهم . فقال أبو سفيان:
ما رأيت كاليوم! إنه ليؤذن لهولاء العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا! فقال سهيل: – (قال الحسن: ويا له من رجل ! ما كان أعقله): أيها القوم! قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دعي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما- والله – لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تتنافسون عليه.
بلال يضيف كلمات لصيغة الأذان:
واورد ابن سعد في الطبقات الكبرى: (أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي أخبرنا مسلم بن خالد حدثني عبد الرحيم بن عمر عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يجعل شيئا يجمع به الناس للصلاة فذكر عنده البوق وأهله فكرهه؛ وذكر الناقوس وأهله فكرهه، حتى أُري رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد الأذان وأُريه عمر بن الخطاب تلك الليلة؛ فأما عمر فقال إذا أصبحت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وأما الأنصاري فطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فأخبره؛ وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن بالصلاة وذكر أذان الناس اليوم؛ قال فزاد بلال في الصبح الصلاة خير من النوم فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست فيما أُري الأنصاري)().
محبة الرسول (ص) لبلال:
جاء في اسد الغابة: (أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي، وإسماعيل بن عبيد الله بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، قالوا: بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: ”أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالاً فقال: ”يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشختك أمامي”)().
كان رضي الله عنه خازن رسول الله الأمين: أخرج أبو نعيم في الحلية بسنده عن عبدالله الهوزني قال: لقيت بلالاً، فقلت: يا بلال، حدِّثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما كان له شيء، كنت أنا الذي ألي له ذاك منذ بعثه الله عز وجل، حتى توفي، وكان إذا أتاه الإنسان المسلم، فرآه عاريًا، يأمرني به، فأنطلق، فأستقرض، وأشتري البردة، فأكسوه وأطعمه.
وأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَىْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ) قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وروى البخاري بسنده، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال بعض القوم: لو عَرَّسْتَ بنا يا رسول الله. قال: “أخاف أن تناموا عن الصلاة”. قال بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا. وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس، فقال: “يا بلال، أين ما قلت؟” قال: ما ألقيت عليَّ نومة مثلها قطُّ. قال: “إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال، قُمْ فأذن بالناس بالصلاة”.
بلال واخوه يصاهران اشراف العرب
تزوج بلال ثلاث مرات، وقيل خمس، ومن زوجاته هالة بنت عوف وهي شقيقة عبدالرحمن بن عوف الزهري القرشي، احد العشرة المبشرين بالجنة، وقد توفي بلال بن رباح دون أن ينجب منها. وروى الدَّارَ قُطْنِيُّ «من طريق حنظلة بن أبي سفيان الجُمَحي، عن أمه، قالت: رأيْتُ أخْتَ عبد الرحمن بن عوف تحت بلال».
ومن زوجاته جمانة ابنـة الزحاف، وزوجته الثالثة هي هند الخولانية التي يعود نسبها لقبيلة خولان اليمنية، وخولان حسب ما يورده النسابون هو خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيـد بـن كهلان بـن سبأ.
وهناك روايات أخرى تشير إلى أن خولان بسورية وأن هند الخولانية زوج بلال بن رباح، سماها سعيد بن عبد الملك، عن الاوزاعي، عن عمير بن هانئ . قيل: إن لها صحبة، وهي من أهل داريا، من أرض دمشق.
أما خالد اخ بلال فقد كان يريد الزواج من امرأة من قبيلة مخزوم، (وهي قبيلة عريقة في حسبها ونسبها ، ولم تكن ترضى بمثل بلال صهرا لها ، فلما أصر أخوه على أن يخطب هذه المرأة رضخ بلال لقوله، وتوجه معه إلى أشراف مخزوم، وعرض عليهم رغبة أخيه في مصاهرتهم، وقال لهم: يا قوم، نحن من قد عرفتم، كنا عبيدا فأعتقنا الله، وكنا ضالين فهدانا الله، وكنا فقراء فأغنانا الله، وإني أخطب منكم ابنتكم لأخي، فإن تنكحوها له فالحمد الله، وإن تردونا عن قصدنا، فسوف يغنينا الله. فرحب به القوم، وأكرموا وفادته، وقبلوا شفاعته، وقالوا: مرحباً بمؤذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم زوجوه ابنتهم، فلما خرجا من عندهم أقبل عليه أخوه يلومه ويعنفه، ويقول: يابلال، هلا ذكرت لهم مواقفنا في الإسلام، فقد أبلينا مع رسول الله بلاء حسنا ، فقال له بلال: اسكت يا هذا، فقد أنكحك الصدق)().
الاشارات في التراث الاسلامي التي تقدم بلال باعتباره نوبياً:
يمكن النظر الى العديد من الإشارات التي ذكرت الأصل النوبي لبلال، فمن ذلك:
قول سعد بن طريف، يهجو بلال بن رباح مولى أبي بكر وكان سعد هذا من المشركين:
وذاك أسودُ نوبيٌّ لـه ذفـرٌ كأنَّه جُعلٌ يمشي بِقِرْواحِ.
ذفر فاح؛ ظهرت له رائحةٌ حادّة طيِّبة كانت أم خبيثة، ثم غلب إطلاقه على الرائحة الخبيثة وحدها.
الجعل: دويبة سوداء
قرواح: البارز الذي لا يستره شيء من السماء: الأرض البارزة للشمس: الفضاء من الأرض ليس به شجر ولم يخالطه بها شيء، وهو القرياح والقرحياء.
وفي لسان العرب وكذلك هَضْبَةٌ قِرْواح، يعني ملساء جرداء طويلة
قال ابن عساكر : أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع ابن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال : بلال بن رباح مولى أبي بكر … من مولدي السراة ، من أهل مصر )().
وقال أبو بكر البغدادي: قال عبد الباقي بن قانع في تاريخ الوفيات من جمعه، بلال بن رباح النوبي مولى أبي بكر – رضي الله عنه – قلت – أي أبو بكر -: وغيره يقول في نسبته الحبشي ().
وقال ابن ناصر الدين : النوبي إلى النُّوبة : بلاد واسعة للسودان في جنوب الصعيد ، قيل : منها بلال – رضي الله عنه – قلت: نسبه إليها ابن قانع فقال: بلال النوبي
قال ابن حجر عنه : وذكر ابن سعد أنه كان من مولدي السراة، واسم أمه حمامة، وكانت لبعض بني جمح، وجاء عن أنس عند الطبراني وغيره أنه حبشي وهو المشهور، وقيل نوبي () .
وقال المرتضي الزبيدي: النوبة بلاد واسعة للسودان بجنُوِب الَّصِعيد، وتقدم عن الجوهري: النوبة جيل من السودان، وفي المعجم وقد مدحهم النبي صلي الله عليه وسلم بقوله من لم يكن له اخ فليتخذ له اخا من النوبة، وقال : (خير سبيكم النوبة)، ومدينة النوبة اسمها دنقلة، وهي منزل الملك على ساحل النيل وبلدهم اشبه باليمن، منها على ما يقال سيدنا بلال بن رباح الحبشي القرشي التيمي، أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الكريم، ويقال أبو عمرو المؤذن، مولى أبي بكر، رضي الله عنهما. وأمه حمامة: كانت مولاة لبعض بني جمح، قديم الإسلام والهجرة، شهد المشاهد كلها، وكان شديد الأدمة، نحيفاً، طويلاً ().
وقال أبو الفداء : ومن أمم السودان النوبة ، وهم يجاورون الحبشة من جهة الشمال والغرب ، والنوبة في جنوب حدود مصر، وكثيرا ما ِ يغزوهم عسكر مصر، ويقال أن لقمان الحكيم الذي كان مع داود النبي عليه السلام من النوبة، وأنه ولده بأيلة. ومنه ذو النون المصري، وبلال بن حمامة، وفي القاموس المحيط للفيروزأبادي أن دنقلة عاصمة بلاد النوبة وأن سيدنا بلال أصله من ناحيتها، ولعله أخذ هذا من الجاحظ إذ ذكر في البيان أو الحيوان أن أصل سيدنا بلال من النوبة.
وجود الاسم النوبي (بلال) لدى العرب قبل الاسلام:
وجود هذا الاسم وسط العرب قبل الاسلام قد يسند حجة من يقول انه عربي، ولكن يجب ملاحظة أن بلال بن رباح له قصب السبق في الاسم، فهو من ناحية العمر يبدو أكبر منهم:
بلال بن الحارث بن عصم بن سعيد بن قرة بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة أبو عبد الرحمن المزني وولد عثمان يقال لهم : مزينة نسبوا إلى أمه مزينة وهو مدني قدم على النبي صلى الله عليه و سلم في وفد مزينة في رجب سنة خمس وكان ينزل الأشعر والأجرد وراء المدينة وكان يأتي المدينة وأقطعه النبي صلى الله عليه و سلم العقيق وكان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة ثم سكن البصرة، روى عنه ابنه الحارث وعلقمة بن وقاص، وبعض المراجع تشير إلى وجود خلط بين ما ورد عنه وما ورد عن بلال بن مالك المزني .
بلال بن مالك المزني بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بني كنانة في سرية فأشعروا به ففارقوا مكانهم فلم يصب منهم إلا فرساً واحداً وذلك في سنة خمس من الهجرة أخرجه أبو عمر مختصراً
وفي الإصابة 1/169 برقم 738 بعد أن ذكر عبارة الاستيعاب قال : قلت ينبغي أن يحرز لئلا يكون هو بلال بن الحارث الذي تقدم. مات سنة ستين في خلافة معاوية وله ثمانون سنة، أي انه مولود قبل الهجرة بعشرين عاماً بينما بلال ولد قبل الهجرة بخمسين عاماً.
بلال بن يحيى ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان، وهو راوي الحديث:
أخبرنا محمد بن عمر بن أبي عيسى كتابة أخبرنا الحسن بن أحمد أبو علي أخبرنا الحافظ أبو نعيم أخبرنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان أخبرنا المقدمي محمد بن أبي بكر أخبرنا محمد بن عثمان القرشي أخبرنا حبيب بن سليم عن بلال بن يحيى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ” إن معافاة الله العبد في الدنيا أن يستر عليه سيئاته في الدنيا وإن أول خزي الله تعالى العبد أن يظهر عليه سيئاته ”
قال أبو نعيم : أراه العبسي الكوفي (يقصد بلال بن يحي) وهو صاحب حذيفة لا صحبة له، أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وفي طبقات ابن سعد أن بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، وأمه أم ولد. فولد بلال بن يحيى: يحيى. وإسحاق. وعيسى. وأمهم ربيعة أم ولد، فهو على هذا الاساس ربما كان نوبياً ايضاً.
بلال رجل من الأنصار ولاه عمر بن الخطاب عمان ثم عزله وضمها إلى
عثمان بن أبي العاص أخرجه أبو عمر وقال : لا أقف على نسبه وخبره هذا
مشهور.
وبعد الاسلام انتشر اسم بلال وسمى بعض كبار الصحابة أو ذريتهم ابناءهم او غلمانهم تيمناً به، فهناك بلال بن عبد الله بن عمر، وبلال بن ابي بردة بن ابي موسى الاشعري، وبلال بن ابي هريرة الدوسي، وبلال بن يحي بن طلحة بن عبيد الله، وبلال بن عويمر ابي الدرداء، ومن الغلمان بلال غلام الامام علي رضي الله عنه.
رباح اسم نوبي
جُل من اُطلق عليهم اسم (رباح) نجد اشارات واضحة لكونهم من النوبة؛ أو قد تأتي الاشارة لكونهم (موالى) والتي تفيد أن اصلهم غير عربي، ومنهم:
رباح النوبي أبو محمَّد مولى آل الزبير، ورد اسمه في سنن الدارقطني في الحديث: (محمد بن حميد حدثنا علي بن مجاهد حدثنا رباح النوبي أبو محمد مولى آل الزبير عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : أنها ذكرت قصة شرب عبد الله بن الزبير ابنها دم النبي صلى الله عليه وسلم أمام الحجاج، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم له: لا تمسك النار) .
والحديث ضعيف قال الحافظ بن حجر في (تلخيص الحبير) : ” وفيه علي بن مجاهد وهو ضعيف ” وفيه أيضا رباح النوبي ، قال الحافظ : ” لينه بعضهم ، ولا يُدْرَى من هو “، وذكره ابن زريق في كتابه (من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين)().
رباح الأسود
رباح الأسود مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أسود، وكان يأذن عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحيانًا، وهو الذي استأذن لعمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه، عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما اعتزل نساءه في المشربة، قال بلال، وسلمة بْن الأكوع: كان للنبي غلام اسمه رباح().
رباح مولى أم سلمة
روى النسائي من طريق كُريب، عن أم سلمة، قالت: مرّ النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلم بغلام لنا يقال له ربَاح، وهو يصلّي فنفخ، فقال: “تَرِّبْ وَجْهَكَ”().
رباح مولى بني جحجبى.
شهد أحدًا، قال عروة، وابن شهاب، وابن إِسْحَاق: إنه قتل يَوْم اليمامة شهيدًا (. (
رباح مولى الحارث بْن مالك الأنصاري. قتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
رباح بن زيد مولى آل مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ().
وجاء في تاريخ ابن يونس المصري بعض من كان اسمه رباح ومنهم:().
رباح: مولى أم عثمان بنت سفيان بن عبد العزيز بن مروان. يروى عن عقبة ابن مسلم. متروك الحديث. يقال: اسمه مقدّم، ويكنى أبا رباح، وهو- عندى- أصح. روى عنه حيوة بن شريح «5» .
رباح بن طيبان بن عبد الرحمن الأصفر: مولى الأزد. يكنى أبا نافع .
مصرى، حدّث عن موسى بن عبد الرحمن بن القاسم، وفهد بن سليمان ، وسلمة ابن شبيب. توفى فى رمضان سنة ثلاثمائة، وكان فاضلا، أسود اللون.
ابو رباح والد الامام عطاء بن ابي رباح:
قال عثمان بن عطاء الخراساني: انطلقت مع أبي وهو يريد هشام بن عبد الملك، فلما قربنا إذا شيخ أسود على حمار، عليه قميص دريس وجبة دنسة وقلنسوة لاطية دنسة، وركاباه من خشب، فضحكت، وقلت لأبي: من هذا الأعرابي؟ قال: اسكت! هذا سيّد فقهاء أهل الحجاز، هذا عطاء بن أبي رباح. فلما قربت نزل أبي عن بغلته، ونزل هو عن حماره، فاعتنقا وتساءلا، ثم ركبا فانطلقا إلى باب هشام. فلما رجع أبي قلت: حدثني ما كان منكما. قال: لما قيل لهشام: عطاء بن أبي رباح أذن له، وما دخلت إلا بسببه. فلما رآه هشام قال: مرحباً مرحباً: هاهنا، هاهنا، فرفعه حتى مسّت ركبته ركبته، وعنده أشراف الناس يتحدثون فسكتوا().
وورد في تهذيب الكمال في اسماء الرجال (وقال ابو عبيد الآجري، عن ابي داؤود كان عطاء بن ابي رباح ابوه نوبي، وكان يعمل المكاتل (الزنابيل) ().
الخلط بين الحبشة والنوبة
رغم أن مفهوم الحبش في المصادر العربية يصدق على سكان مناطق الصومال وارتريا واثيوبيا الحالية، إلا أن تلك المصادر تتوسع أحيانا في إطلاق اسم الحبش حتى يشمل النوبة والكانم (سكان دولة تشاد الحالية) ().
ويمكن الإشارة هنا لبعض هذه المصادر، ومن ذلك: (وقد عاد ابن أبي السرح إلى أفريقية مرة أخرى ووطد فيها الإسلام وذلك في سنة 33هـ، كما كان من أهم أعمال عبد الله بن سعد بن أبي السرح غزوه لبلاد النوبة وتسمى غزوة الأساودة، أو غزوة الحبشة عند بعض المؤرخين، وقد وقعت هذه الغزوة سنة إحدى وثلاثين للهجرة، وقد دار قتال شديد بين أجناد المسلمين وجنود النوبة، وأصيب مجموعة من المسلمين نظرا لإجادة أهالي النوبة للرمي، وقد انتهت تلك الغزوة بصلح وقعه عبد الله بن سعد مع أهالي النوبة بوضع جزية محددة عليهم.().
ويقول بن خلدون: وانتشروا “أي جهينة ” ما بين صعيد مصر والحبشة، وكاثروا هنالك سائر الأمم، وغلبوا على بلاد النوبة، وفرقوا كلمتهم وأزالوا ملكهم. وحاربوا الحبشة فأرهقوهم إلى هذا العهد ” ().
ويورد احمد الياس جملة من المصادر: ((وقد تردد في بعض المصادر العربية استخدام اسم الحبش للدلالة على النوبة. فالمسعودي (مروج الذهب، موقع الوراق، ج 1 ص 37) يقول عند حديثه عن مناطق جنوب أسوان:. ” وعلى أميال من أسوان جبال وأحجار يجري النيل في وسطها، ولا سبيل إلى جريان السفن فيه هناك، وهذه الجبال والمواضع فارقة بين مواضع سفن الحبشة في النيل وبين سفن المسلمين.”
ويقول المسعودي في مكان آخر (نفسه ص 161): ” وقد ذكرنا النتاج الذي كان بصعيد مصر مما يلي الحبشة” وذكر القلقشندي عن خط حدود مصر الغربية:” ويمتد جنوباً، وأرض إفريقية غربيه، على ظاهر الفيوم والواحات حتى يقع على صحراء الحبشة على ثمان مراحل من أسوان.”ومن الواضح أن المسعودي والقلقشندي يستخدمان لفظ الحبشة للحديث عن النوبة).
وابن المقفع (تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، ص 83) أشار إلى ملك مقرة بملك الحبشة حين قال: ” وكان ملك المقرة الحبشي ارتدكس وهو الملك العظيم” وفي سيرة الأنبا ميخائيل (أو خايال كما يكتبه ابن المقفع) تحدث أبو صالح الأرمني (ص 139) عن ” ملك النوبة وملك الحبش” عندما قاد ملك النوبة كرياكوس جيشاً كبيراً لغزو مصر عام 132 هـ / 750 م ليخلص البطرك الذي سجنه والي مصر)) ().
(وبينما لا يوجد واحد من الشخصيات الاثيوبية الشهيرة في الانجيل يمكن التصديق بصورة معقولة انه عاش على كتلة الارض التي تسمى اليوم اثيوبيا، لكنهم اثيوبيون بالمعىنى الواسع والذي كان سائدا وقتها للناس الذين كانوا يعيشون في لمنطقة جنوب مصر وتمتد حدودهم للبحر الاحمر).
اسم بلال من وجهة نظر اللغة المروية.
اللغة المروية ثنائية الجذور، بمعنى ان جذر الكلمة فيها يتكون من حرفين واحياناً من حرف واحد، بينما نجد أن اللغة العربية واخواتها العبرية والحبشية تقع ضمن عائلة اللغات السامية والتي يتكون الجذر فيها من ثلاثة حروف مثل ضرب ولعب وذهب وغيرها. وفي اللغة المروية يمكن الوصول للاسم بتجميع جذرين او ثلاثة، وعموما فالمعروف من نحو اللغة المروية لا يزال قليلاً.
اسم بلال يتكون من ثلاثة جذور هي (بَ) و(لَ) و(ال)
Ba : 1- (aspect of man) ب – شيء يتعلق بالرجل
2, plural element, ‘many, much , abundant كثير وفير متعدد
L: 1- Meroitic ending particle.
2- Verb “to be” ; lne ‘living, existence’ل – فعل يكون.
Al: Nobel. نبيل، عظيم . شريف، بارز، ال – ماجد، كريم، عند تجميع هذه الجذور بصورة حرفية سيكون مجمل معنى الاسم: الرجل الذي يكون وافر النبل أو وافر الكرم، أو يكون صاحب الشرف الكبير أو النبل، أو العظيم جداً، وغير ذلك من المعاني التي تنسجم مع المفردات المذكورة اعلاه، ويمكن القول أن اسم بلال المروي هو دعاء او تمنى على نسق الاسماء العربية (يزيد)، و(يعيش)، و(يحى)، و(يسلم)، و(يعمر)، و(يعلى)، وهي اسماء مشتقة من صيغة الفعل المضارع وتعكس نوعاً من التفاؤل، وهذا الاسم المروي يماثلها في الفكرة وفيه تمني بان يكون الشخص المسمى وافر النبل أو شديد العظمة أو كريم جدا أو فاضل. ومن الممكن مقابلته بالأسماء الحديثة الواردة في صيغة افعل مثل اشرف واكرم وامجد.
وجود الاسم في الوجدان الشعبي السودان وهو يحمل المعاني المروية القديمة.
تحتفظ ذاكرة التراث الشعبي؛ والتي هي خزانة المحفوظات القديمة؛ بالصيغة المروية للاسم، ففيها (بَلَّال)، بفتح الباء وتشديد اللام، بينما نجد الاسم في النسخة العربية ينطق بكسر الباء (بِلال)، وفتح الباء يجعله اقرب للصيغة المروية او الاصلية، وتتناثر كلمة (بَلَّال) في العديد من الاغاني التراثية السودانية سواء كانت باللغة العربية او باللغات النوبية الحالية، وقد ظن الكثيرون ان مفردة (بلال) تشير للمحبوب، ومن هؤلاء الدكتور عون الشريف قاسم في كتابه (قاموس اللهجة العامية في السودان)، ومرد هذا التوهم أن خطاب (البلال) تكتبه امرأة وتضعه في بريد رجل ما، فذهبت الأذهان إلى أن المرأة تقصد المحبوب، وقد سارت كلمات بعض الاغاني المؤلفة حديثاً على هذا النحو ووجهت الرسالة للمحبوب، وفي اغنية عائشة الفلاتية (يا بلال تزورنى مرة) ما يوثق لتغير دلالة المعني وجعل الحالة البلالية محصورة في المحبوب فقط ، لكن مجرد وجود كلمة (البلال) يعني أن ظلال المعاني السابقة من كرم وشهامة وعظمة ستفرض نفسها وستسير جنباً إلى جنب مع حديث المحبة والعشق.
الأصل في (البلال) أنها حالة تصف الرجل البارز وتكيل له المدح، وهو الشخص البطل الكريم الشجاع المتسامح؛ وقد تكون هذه الشخصية ابناً أو أخاً أو اباً او ربما شخصية عامة مثل شيخ القبيلة. وفي بعض المجتمعات يحدث خلط بين (البلال) و(البنينة)؛ والفرق بينهما أن أنشودة البنينة في الغالب مخصصة لمدح العريس وتقال ضمن طقس محدد من طقوس الزواج هو طقس الجرتق. أما (البلال) فهي حالة مفتوحة اساسها وجود الشخصية المتسمة بالنبل والكرم حسب الاسم المروي التي يراد توجيه المدح لها، والنقطة المهمة المشتركة في الحالتين هو تضمنهما رسائل اجتماعية وحث على مكارم الاخلاق والكرم والشجاعة.
سنلقي نظرة على بعض النماذج التي تصف حالة (البلال) وسنجد تطابقاً بين ما تقدمه هذه النماذج من صفات وبين المعاني التي اشار لها الاسم المروي، وقد تتغير اللغة والكلمات بتغير الزمن، لكن القالب البلالي يبقى كما هو؛ أي أنه مدح تقدمه امرأة لرجل فاضل او لأبن أو قريب ترجو أن يكون فاضلاً وتستبشر أن تحمل الأيام له في طياتها مستقبلاً مرموقاً في الشجاعة والكرم والشهامة وهذه الأمنيات هي ما يشير لها الجذر L)) في الاسم المروي ومعناه (يكون).
ونقدم من الاغنيات الشعبية التي غناها عبد الرحمن بلاص:
البلال بلال يا بلالي انا
دخري الحوبه سار يا بلالي انا
يا تمساح راس بروس يا بلالي انا
ما بيمرق يكوس يا بلالي انا
ما قايم بروس يا بلالي انا
ما بياكل المكوس يا بلالي انا
بالصالحين محروس يا بلالي انا
التام ومو منقوص يا بلالي انا
تصف المنشدة الرجل بانه دخري الحوبة أي الكريم المدخر لاوقات الشدة، وتصفه بالتمساح، وأنه لا يشحذ ولا يتسول، كما أنه من منبت حسن وليس (بروس) وهو الزرع الطفيلي الذي يظهر من تلقاء نفسه، والمكوس هي الضرائب او (الأتاوات) التي تفرضها السلطة وقد تمنح جزءاً منحها للمتحصلين من شيوخ ونظار وعمد او أي مساعد للسلطة، والقصد ان هذا (البلال) – الرجل النبيل – يترفع عن اخذ المال من السلطة باعتبار ان السلطة تأخذه من الضعاف والبسطاء.
وصورة اخرى لمنشدة ثانية تقول فيها:
بلال انا وين انا يا بلالا
وهو البفك شِبكي وحلَالا..
بلالي يسمعني ان صحت وندهت
وهو البشيلني كان في الهم حتلت
الليلة وين مقنع كاشفتي
امانة في وانا ما هملت.
فهنا انثى توجه نداء استغاثة لرجل لديها ثقة تامة بأنه سيكون اهلاً لنجدتها، ويستطيع ان يفك (الشبك) بكسر الشين وفتح الباء ويحل عقدها، ويسمعها متى ما استغاثت وندهت، ونده كما في لسان العرب: (نَدَهَ الرجلُ يَنْدَهُ نَدْهاً إِذَا صَوَّتَ). ومقنع الكاشفات أي القناع الذي تستر به المرأة وجهها، و(مقنع) تنطق بضم الميم وسكون القاف وفتح النون. والمنشدة مع رجل بهذه الصفات على يقين بانها لن تكون (هاملة).
وفي مشهد ثالث ومن اغاني عبد الرحمن بلاص ايضاً، نرى:
بلالي متين يجي
الله ان جابك يا عشاي
جيب لي راس سكر ثم شاي
نصه للبنوت المعاي
ونصه لحبيبة قساي
فهنا في هذا المشهد نجد أن الحالة البلالية تتحدث عن الكرم. لكن (عشاي) تشير لمعاني اوسع، فهي ليست العشاء باللفظ العربي المعروف وانما تعني في بعض اللغات النوبية الحالية (الأهل) او العشيرة، فهنا البلال يمثل الاهل والعشيرة.
وفي مشهد رابع:
البلال بلال
دخري الحوبة سار
اياك عز الرجال
البيك لسانا طال.
وفي مشهد خامس:
بلال يا بلال الخير عشا امو
المنفل خالو بين الناس وعمو
اشوفو وانا حية ياخد بت اعمو
يبكر بالوليد وانا اشيلو اشمو.
بعد استعراض هذه المشاهد ومقارنتها بمعاني الاسم المروي (الرجل الذي يكون وافر النبل أو وافر الكرم، أو صاحب الشرف الكبير، أو العظيم جداً)، يتأكد مروية الاسم واستمرار التراث المرتبط به، وانه يحمل في مجمله مفهوم التفاؤل بان يكون الممدوح (بلالاً)، نبيلاً عظيماً ماجداً، فاضلاً، فاذا ما نظرنا للصحابي الجليل (بلال) والإشارات العديدة التي تشير لكونه من أصل نوبي. وان اسم ابيه رباح نوبي ايضاً، واصطحبنا هذا التراث السوداني القديم فسيتأكد لنا نوبية بلال ونطمح ان يكون التفسير المقدم لاسمه من خلال هذه الدراسة لم يجانب الصواب، والله اعلم.
قائمة المراجع
الشريف الادريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق – ج ١ .
الكامل في التاريخ – ابن الأثير – ج ٢ .
الواحدي، اسباب نزول القرآن،.
جلال لدين السيوطي، الدر المنثور.
ابن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر الجزء : 1 .
محمود بن سعيد بن محمود الشيخ، بلال بن رباح الحبشي في الحديث والآثار، مكة المكرمة –1434هـ.
ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج ١٠ .
ابن حجر فتح الباري — ج ٧ .
المرتضى الزبيدي تاج العروس الجزء الثاني.
محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن زريق، من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين.، ط اوقاف قطر. 2007.
ابن الاثير اسد الغابة في معرفة الصحابة، دار ابن حزم – بيروت-ط 1( 2012), ج1 .
ابن يونس: تاريخ ابن يونس المصري.
تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج ٤٠ .
جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي، تهذيب الكمال في اسماء الرجال، ، دار الكتب العلمية، 2018.
احمد الياس حسين، لقواسم المشتركة بين الحبشة والسودان عبر التاريخ، موقع سودانيز اون لاين 1/1/2015.
عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي، تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه – شخصيته وعصره، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، الطبعة: الأولى، 2002 م.
ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون.
احمد الياس حسين، أخطاء ومسلمات في تاريخ السودان تتطلب ضرورة المراجعة، موقع الراكوبة، 4/10/2015 .
يكون نوبي من الفشقه..
او يكون نوبي من بني شنقول..
وهل سيفرق كثيرا لو كان سيدنا بلال نوبي اوحبشي..
ماذا عن النجاشي هل هو نوبي أيضا؟؟؟
الدكتور الظاهر عليه فاضي وما عنده شغله ومن مخلفات زمن الكيزان وعايز يشغلنا بجنسية واحد مات له ألف واربعمائة سنة
هذا الواحد الذي مات منذ 1400 سنة صحابي جليل اسمه بلال بن رباح ان كنت لا تدري، وقليل من التأدب يا هذا مطلوب حين الحديث عنهم.
مرحبا سيف العزل.
اجابة على السؤال وهل سيفرق كثيراً لو كان سيدنا بلال نوبي او حبشي؟
نعم، اولا من باب ارجاع الحق لاصحابه، ثانيا لماذا يحرص اخواننا الاحباش على نسبة النجاشي لهم ويعتبرونه من مفاخرهم؟ ثالثا: اذا كانت مسألة الاسماء ليست مهمة، لماذا حرصوا على الاستحواذ على اسم اثيوبيا وتسمية بلدهم به، مع ان أثيوبيا كانت تعني المنطقة جنوب مصر وتضم تقريبا معظم بلاد السودان الحالية؟ رابعا لماذا حرص جون قرنق على الانتماء لكوش وسمى بلدة في جنوب السودان بكوش الجديدة؟
اجابة على سؤالك الاخير هل النجاشي نوبي؟ الإجابة كلا بالطبع ..بلال نوبي والنجاشي حبشي..ما المشكلة هنا؟
مع تحياتي لك.
يكفينا فخرا نحن أهل السودان حضارة أجدادنا وممالك النوبه العظيمه التي امتد حكم ملوكها الي بلاد كميت او ما يعرف بمصر اليوم والي ما يعرف ببلاد الشام اليوم بعد أن هزموا و دحروا الاشوريين..
الحضارة النوبيه العظيمه التي ادعي بقايا الهكسوس والاشوريين والبطالمه والبطالسه والارناؤوط في مصر ملكيتها زورا..
اكتب لنا عن هذا النهب لحصارتنا من قبل المصاروه..
على فكرة تاريخ السودان كله محور عن طريق المصريين وغيرهم ،، الحبشة البتكلموا عنها دي هي ارض السودان الحالية ،، وفرعون موسى كان في السودان ايضا وليس في مصر وارض التيه هي صحراء بيوضة ،، المصريين هم من حوروا كل شئ ،، ومعظم الكنوز والاثار الموجودة عندهم تمت سرقتها من السودان اصل الحضارة النوبية واصل كل شئ ،، يقال بان هناك جبل في منطقة اثررية بالشمالية وهي منطقة كرمة وهو جبل من الطين ،، وربما يكون هو الجبل الذي ذكر في القران على لسان فرعون (اوقد لي يا هامان … ) صدق الله العظيم ،، لا يوجد في مصر اي جبل من الطين ،، كما ان الدراسات اثبتت بان محراب داؤود تم اكشاف معالمه عن طريق الصور الجوية في صحراء بيوضة
على العموم ان ارض السودان وتاريخ السودان سوف يكتشف في وقت ما ،، وسيعلم الاجيال بان الانجليز والمصريين والاتراك هم من زوروا تاريخ البشرية ،، السودان هو اصل الحضارة في الارض ومهبط الوحي لمظم الانبياء ،، ،،
وفي سورة الزخرف على لسان فرعون قال تعالي ( أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي )) صدق الله العظيم ،، لاحظ هذه الانهار وليس هذا البحر او هذه البحار لو اعتبرنا بان البحر الاحمر قبل الشق العظيم كان موجود ،، هل في مصر توحد انهاء غير نهر النيل ؟؟؟ اليس في السودان القديم اكثر من 15 نهر وفرع ،، النيل الازرق والابيض وعطبرة والسوباط .. ألخ
اين يقع مجمع البحرين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ في بعض الكتب يقال للنهر بحرا حتى في العامية نحن بنقول البحر وليس النهر ،، اين يقع مجمع البحرين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل يوجد برين مجتمعين في التاريخ القديم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الشاهد هو ان مجمع البحرين هو منطقة المقرن وان الصخرة التي جلس عليها سيدنا موسى توجد في شمال الخرطوم وحتى مناطق الشلال
كل اشواهد والاثباتات تثبت ذلك ،،
تاريخ السودان يحتاج الى بحث ليس صعب
تاريخنا مزور
الاخ بابكر
تحية.
لن اقول ان تاريخنا مزور، فهذا تعميم، ولكن اتفق معك في عبارتك (تاريخ السودان يحتاج الى بحث).
شاكرين مرورك.
محاولتكم تخريج الاسم بلال إلى المروية جاءت غير واقعية وغير مؤسسة وتعوزها أدوات أكثر من مجرد الرغبة والغرض والتزيين بالنقل من التاريخ الإسلامي.
الاسم بلال مجرد صورة أخرى تنتمي لمجموعة كبيرة فيها على سبيل المثال بلة بليل بلل بلولة ابيليل بلول وأيضا بيلو.
والأخير “بيلو” من أسماء الفولان المشهورة في غرب أفريقيا ولذلك كل المشتركات في الحروف ب+ل هي في الواقع أسماء فولان بدليل انتشار كل الطقم اعلاه في منطقة موريتانيا الحالية.
ومن أسماء فولان موريتانيا أيضا “مبارك و مبروك” وهي مخصصة لطائفة الأرقاء بحسب التقليد المتبع هناك ومثلها “أزرق وزروق وإزيرق” في نفس المنطقة الحالية و”شوشان” في تونس.
الاخ متابع:
تحية
قلت (محاولتكم تخريج الاسم بلال إلى المروية جاءت غير واقعية وغير مؤسسة وتعوزها أدوات)، لا اتفق معك في ذلك، وقد احضرت الأدوات وهي اللغة المروية نفسها، ويمكن الرجوع لقاموس الكلمات المروية وتجده في النت، وتتأكد بنفسك من صحة الجذور المكونة لاسم بلال.
الاسماء التي اوردتها بلة بليل بلل..الخ تخدم فكرة وجود الاسم المروي بلال، فهي تفرعات منه تناقلتها السن مجموعات لغوية متعددة ونطقتها او تعاملت معها حسب لسانها، فاسم (بليل) يمكن النظر له كتصغير بالصيغة العربية لاسم بلال، ويلولة يمكن ان يكون اسم تدليل مشتق من بلال، مثله مثل اسم (عبده) المشتق من عبد الله او عبد الرحمن.، وهكذا
شاكرين مروركم
كلام جميل
لكم الشكر
بطلو عنصرية .. سيدنا بلال حبشى ماباقى ليك الا تقول الهجرة الى الحبشة كانت الى حلفا دغيم !
اكيد الكاتب نوبى
الاخ سوداني طافش
تحية
الكاتب ليس نوبيا، ان كان هذا مقياسك للعنصرية، ثم ما هي مشكلتك لو كان بلال نوبيا؟؟
اذا قرأت المقال جيدا، ستجد اننا ذكرنا ان لفظ نوبة يشمل مملكتي المقرة وعلوة، وعلوة عاصمتها سوبا، يعني امسك من حلفا دغيم وواصل السير حتى فازوغلي فكلها كانت تحت مسمى (نوبة).
مع شكرنا لمرورك
سلام دكتور مبارك، عندما ذكرت القبائل النوبيه لم تذكر الحلفاويين و فى ردك عن حدود النوبه ذكرت حلفا! و بالمناسبه هناك جهد حثيث هذه الايام بإدخال الكنوز (الشلاليه) و اعتبارهم قبائل نوبيه و هم فى الأصل قبائل عربيه سكنت فى منطقه النوبه، الرجاء توخى الدقه.
تحياتي للاخ نوبيان
في فهمي المتواضع ليس الكنوز الشلالية فقط قبائل نوبية بل ان هناك من يرى ان الجعليين والشوايقة وكثير من المجموعات السكانية هم (نوبة) استعربوا، ومن حملة لواء هذا الراي مؤرخين من الوزن الثقيل مثل البروفيسور يوسف فضل حسن، مدير جامعة الخرطوم الاسبق، ومحقق كتاب الطبقات وله اسهاماته العديدة في التاريخ.
وطلبك توخي الدقة طلب لا غبار عليه، ولكن من يسلم من الخطأ؟؟
مع تحياتي ومودتي
اقتباس من ردك: (لا اتفق معك في ذلك، وقد احضرت الأدوات وهي اللغة المروية نفسها، ويمكن الرجوع لقاموس الكلمات المروية وتجده في النت، وتتأكد بنفسك من صحة الجذور المكونة لاسم بلال.) نهاية الاقتباس.
أول حاجة إذا مملكة مروي كانت من أسوان لغاية كوستي فدا ما بيعني أنها (ضمت معظم السودان الحالي) إلا إذا كانت تقديراتك للسودان لا تشمل شرقه وغربه، ويمكن أن نتفهم ذلك، يا مبارك.
ثم محاولتك حصر تعريف النوبة في أربع ديباجات قبلية أسميتها ثم عنايتك بالتقسيم لكل وجزء وعام وخاص يعطي ملمح واضح لأغراضك من ابتدار الموضوع.
ثانياً،
لا يوجد قاموس صغير لمفردات المروية في محاولتك الجريئة هذه، المصدر الذي اعتمدت عليه مجرد مسرد لمفردات أو ملاحظات لمهتم بالتاريخ عموماً وليس اللغات.
ثم أن ما أسميته بالقاموس الصغير لا يتناول الجانب البنائي للمروية أو جذورها، بل يلخص الظواهر الصوتية فيها، بما يعني أنه يعرض لبعض المظاهر الفونولوجية ليس إلا بينما تظن أنت أنه يخصص الحروف للأبنية والجذور بما يشجعك على تقطيع أواصل المفردات أو الأسماء ثم نسبتها إلى الشعوب.
فأنت مثلاً فسرت دلالات معنى الاسم بلال حسب مقاربات صوتية من اللغة العربية
فأنت مثلاً كتبت: “اسم بلال يتكون من ثلاثة جذور هي (بَ) و(لَ) و(ال)”
هذا فعليا كل ما اعتمدت عليه أنت في مقاربتك شبه اللغوية هذه.
وهذا أسلوب خاطيء جداً، فبذات طريقتك المستعجلة هذه لو كتبتنا الاسم مبارك بالحروف اللاتينية سيختلف تحليله الإملائي، ولو أخذت مثلاً أسلوب كتابته عند فولان موريتانيا ويكتبونه (امبارك) بزيادة ألف فهل تزيد جذوره عندك؟
لا يجوز أن تعتمد على نظام كتابة للغة طبيعية مختلفة عن أصل اللغة التي تزعم أو ترغب في رد المفردات إليها، اكتب الاسم صوتياً أو بذات حروف لغته ثم واصل في كفاحك.
يعني تعويلك على المصادر العربية في تلخيص أصل الاسم بلال خاطيء جداً، فكثير من الأسماء إذا خرج من منطقة إلى أخرى يتغير في لفظه ورسمه، فإذا قرأتها “بلال” فذلك لا يعني أن هذا رسمه ولفظه الأصلي فأهل أي لغة يغيرون الاسم بما يتوافق وسهولة نطقهم به ثم يرسمونه بتلك الهيئة المطابقة، لهذا تجد أبرهة وأبراهام وإبراهيم وبرهوم وبراهيما وبرام وبريمه وأبرام، في هذا لا يستثنى بلالك من ذات التأثيرات، فلعل أصله بيلا أو بيلو أو بلة أو بولا، هذا إذا رسمناه بالحرف العربي.
خلاف لذلك، فالانكفاء على المروية بأدوات اللغة العربية لم يكن قراراً صائباً من طرفك،
فأنت تتحدث عن (جذر) والمروية لغة غير جذرية بالمعنى الذي تصفه، يعني أساس مقاربتك هو حسن الظن وليس غيره، ربما كان من الأوفق أن تتحدث عن الغرافيم في مطلبك.
باختصار، الحديث عن (جذر) في أي لغة يستلزم أن يرتبط ذلك الجذر بالدلالة في أي من صورها، في حالتك هذا لم يتوفر لك إلا تلفيقاً.
ثالثا،
على مستوى ردك للاسم للمروية تأصيلاً له، لا اعتقد أن الخلط بين الصفات والأدوات يعتبر منحى غير جيد وغير ملزم، فاقتناص حرفين يمثلان صفة ثم حرف آخر يفسر على أنه أداة بأسلوب جمع قطع غيار السيارات من كومة التالف والمفرق للوصول لغرض واحد لا يعتبر نهجاً علمياً، فبنفس هذه الصنعة يمكن رد الاسم كلينتون إلى المروية، بالتلقيط والانتخاب، فهل تجد في الأسماء العربية أدوات جر ونصب مثلاً؟
رابعا،
على المستوى الفونيمي يعني الصوتي فإن مقاربتك انبنت على تعجل بائن وكبكبة، فإن كان اعتمادك على أن هناك “جذر” من الحرفين (ب،ل) فنفس الجذر يمكن أن يكون في اللاتينية أو الهندية أو الصينية أو أي لغة أفريقية أخرى.
والدليل على التعجل خوضك مباشرة في نتيجة لم تحسن تقديمها في قولك:
اقتباس(ويمكن القول أن اسم بلال المروي هو دعاء او تمنى على نسق الاسماء العربية (يزيد)، و(يعيش)، و(يحى)، و(يسلم)، و(يعمر)، و(يعلى)، وهي اسماء مشتقة من صيغة الفعل المضارع وتعكس نوعاً من التفاؤل، وهذا الاسم المروي يماثلها في الفكرة). نهاية الاقتباس.
فالآن تتحدث عن (اسم بلال المروي) باعتبار فعلتك الأخيرة من المسلمات التي توجب القبول.
فالصبر مطلوب يا امبارك.
حتى الإسهاب في التراث الديني جاء بنزعة عاطفية تخلو من الأكاديمية، تسعين في المئة من مقالك مجرد سيرة يمكن أن تتفق مع أي شخص آخر بأي اسم، فلا دلالة للسيرة أو قصة حياة الشخص على اسمه إذا كان أصلياً إلا أن يتم تغييره بحدث ما بعد ولادته، وأعني أن إيرادك لكل السيرة لا يثبت كون أن فلان الذي نشأ في منطقة كذا يأخذ اسمه من المنطقة الفلانية في جغرافية كذا، هذا ابتسار للأسس العلمية في تأصيل الأسماء.
إذن “دليلك اللغوي” فاسد بفساد المقدمات والغرض اللذين بدأت بهما.
بعدين ياخي بلال أغا دا أنت يا “الشريف” ليه عايز تحدد ليهو إقامته في بلاد النوبة تحديداً مع حرصك على إيراد النصوص التي تتحدث عن وضعه الاجتماعي وعن الجعارين والدويبات وعن رائحته؟
الأخ متابع
لك التحية.
1- ابدأ بعبارتك (أول حاجة إذا مملكة مروي كانت من أسوان لغاية كوستي فدا ما بيعني أنها (ضمت معظم السودان الحالي) إلا إذا كانت تقديراتك للسودان لا تشمل شرقه وغربه،
اقول: ولكن يا صديقي متابع الجملة التي وردت في المقال تقول (فقد امتد نفوذها من شمال اسوان الى كوستي جنوباً وشملت اجزاء كثيرة في غرب البلاد وشرقها).
2 – تقول:
(ثم محاولتك حصر تعريف النوبة في أربع ديباجات قبلية أسميتها ثم عنايتك بالتقسيم لكل وجزء وعام وخاص يعطي ملمح واضح لأغراضك من ابتدار الموضوع).
اقول: النص واضح: فلم اخصص منطقة بعينها وهاك النص:
(لنوبة المشار لكون بلال منهم قد يكونون الجماعات النوبية الحالية في شمال البلاد والتي تضم في الوقت الحالي المحس والسكوت والدناقلة والكنوز، ويمكن ان يكونوا نوبة غيرهم بالمعنى الواسع لكمة نوبة، فقد كان المؤرخون العرب حين يذكرون اسم النوبة يشيرون بصفة عامة للبلاد جنوب مصر، وكانت تشمل مملكتي المقرة وعاصمتها دنقلة؛ ومملكة علوة وعاصمتها سوبة وتقع جنوب شرق الخرطوم الحالية وامتد نفوذها شرقاً الى الحدود مع الحبشة، وذكر ابن حوقل: (وملوك النوبة اثنان: ملك المقرة، وهو ملك دنقلة، وملك علوة؛ وملك المقرة تحت ملك علوة).
3- تقول:
(لا يوجد قاموس صغير لمفردات المروية في محاولتك الجريئة هذه، المصدر الذي اعتمدت عليه مجرد مسرد لمفردات أو ملاحظات لمهتم بالتاريخ عموماً وليس اللغات. ثم أن ما أسميته بالقاموس الصغير لا يتناول الجانب البنائي للمروية أو جذورها، بل يلخص الظواهر الصوتية فيها، بما يعني أنه يعرض لبعض المظاهر الفونولوجي).
اقول:
اللغة المروية لا تزال مجهولة وطلاسمها لم تفك وقد كتب البروفيسور عبد القادر محمود رحمه الله طائفة جيدة من القواعد، أما الاصوات فلا تزال غير معلومة بالدقة، والمرجع الذي ذكرناه هو قاموس بالمعني المعروف للقاموس. كلمة ومعناها كما في لسان العرب والقاموس المحيط او كلمة ومقابلها في لغة اخرى، كما المورد او القواميس التي تعمل بين اللغات.
4- تقول:
(فأنت مثلاً فسرت دلالات معنى الاسم بلال حسب مقاربات صوتية من اللغة العربية
فأنت مثلاً كتبت: “اسم بلال يتكون من ثلاثة جذور هي (بَ) و(لَ) و(ال)”)
اقول:
كلا ليست هذه هي الفكرة: القاموس اصلا مكتوب بالحروف المروية والحروف المروية ثلاثة وعشرين حرفا، قام الخواجة غريفث بتحديد اصواتها (ليس بدقة) ، وعليك الرجوع لحرف الباء المروي وليس العربي، وحرف اللام المروي وليس العربي
5- تقول:
(خلاف لذلك، فالانكفاء على المروية بأدوات اللغة العربية لم يكن قراراً صائباً من طرفك،)
القاموس اصلا مروي انجليزي، مفردات مكتوبة باللغة المروية وامامها معناها باللغة الانجليزية والعربية جاءت (ترجمة) للمعنى الانجليزي.
6- تقول:
(فأنت تتحدث عن (جذر) والمروية لغة غير جذرية بالمعنى الذي تصفه، يعني أساس مقاربتك هو حسن الظن وليس غيره، ربما كان من الأوفق أن تتحدث عن الغرافيم في مطلبك. باختصار، الحديث عن (جذر) في أي لغة يستلزم أن يرتبط ذلك الجذر بالدلالة في أي من صورها، في حالتك هذا لم يتوفر لك إلا تلفيقاً).
نقول:
ومن قال لك انها غير جذرية؟؟ اختبرنا هذه الجذور في كلمات عديدة وثبتت صلاحيتها، واحيلك الى مقالاتي عن البنينة واصل الشايقية واسم الخرطوم وام درمان، وتجدها كلها على النت. وستكتشف مدى صلاحية هذه الجذور لتفسير بعض المسميات وبصورة صحيحة.
7- تقول
(بعدين ياخي بلال أغا دا أنت يا “الشريف” ليه عايز تحدد ليهو إقامته في بلاد النوبة تحديداً مع حرصك على إيراد النصوص التي تتحدث عن وضعه الاجتماعي وعن الجعارين والدويبات وعن رائحته).
اقول:
انا لم احدد شيئان المراجع هي التي حددت ذلك وقالت بلال النوبي، لكن اين تقع النوبة؟ اشرنا انها في عرف المؤرخين العرب تكاد تشمل معظم بلاد السودان الحالية.
وكثير من القراء ومن غير تمعن اعتقدوا ان المقال يتعنصر للنوبة في الشمال، مع ان الكاتب ليس نوبي ولا اعرف كلمة رطانة الا من خلال ما اقوم به من دراسات.
اذا كنت مهتما بهذا النوع من الدراسات الرجاء مراسلتي على الايميل الموضوع في نهاية المقال…وابشر بالخير.
مع خالص تحياتي.
اطلعت على ردودكم، وسأرد عليها بالتفصيل.
هنالك فرق جوهري بين “الجذر” و المقطع الصوتي “فونيم” فيبدو أن الأمور مختلطة جداً لديكم.
بداية، هل يمكنك الأتيان بالمرجع الذي قررت بناء عليه أن اللغة المروية جذرية؟
المقال يؤسس للفتنة بمزاعم بعيدة عن الاكاديميا.
إذن ليس لديك أي مرجع أكاديمي أو مجرد معلومة موثقة عن زعمك القائل بأن اللغة المروية جذرية؟
وهذا متوقع فالغرض لم يكن التعريف باللغة ولا (تصحيح الفهم السائد) كما تدعي
بل الغرض أن يرتبط الاسم بلال بالمجتمعات القبلية التي سميتها، في ذات الوقت الذي يتم وصمهم فيه ببقية التوصيفات التي أوردتها
عن اقتران بلال بالجعارين السوداء ووضعه الاجتماعي وكذلك رائحته، هذا واضح بل متوقع، فهذه غمغمة نعرفها،
ويتضح هذا أيضاً من مسارعتك لنفي علاقتك بالنوبة والنوبيين،
فإن كنت تقصد تشريفهم بنسب بلال لهم لما تهربت من الشرف يا (الشريف)
ولما اجتهدت في إيراد النصوص التي غلفتها بنصوص السيرة الكثيفة في دس للسم في الدسم.
نواصل تفنيد مزاعمك غير المؤسسة إلا على أهداف أوضحناها بعاليه.
_______
1- ابدأ بعبارتك (أول حاجة إذا مملكة مروي كانت من أسوان لغاية كوستي فدا ما بيعني أنها (ضمت معظم السودان الحالي) إلا إذا كانت تقديراتك للسودان لا تشمل شرقه وغربه،
——
اقول: ولكن يا صديقي متابع الجملة التي وردت في المقال تقول (فقد امتد نفوذها من شمال اسوان الى كوستي جنوباً وشملت اجزاء كثيرة في غرب البلاد وشرقها).
_______
عندما تسمي نقاط بالاسم وتلمح لباقي المساحة إجمالاً فأنت هنا تضع حدود للجزء الذي يهمك وترغب في تأطير كل موضوعك حوله.
_______
2 – تقول:
(ثم محاولتك حصر تعريف النوبة في أربع ديباجات قبلية أسميتها ثم عنايتك بالتقسيم لكل وجزء وعام وخاص يعطي ملمح واضح لأغراضك من ابتدار الموضوع).
——
اقول: النص واضح: فلم اخصص منطقة بعينها وهاك النص:
(لنوبة المشار لكون بلال منهم قد يكونون الجماعات النوبية الحالية في شمال البلاد والتي تضم في الوقت الحالي المحس والسكوت والدناقلة والكنوز، ويمكن ان يكونوا نوبة غيرهم بالمعنى الواسع لكمة نوبة، فقد كان المؤرخون العرب حين يذكرون اسم النوبة يشيرون بصفة عامة للبلاد جنوب مصر، وكانت تشمل مملكتي المقرة وعاصمتها دنقلة؛ ومملكة علوة وعاصمتها سوبة وتقع جنوب شرق الخرطوم الحالية وامتد نفوذها شرقاً الى الحدود مع الحبشة، وذكر ابن حوقل: (وملوك النوبة اثنان: ملك المقرة، وهو ملك دنقلة، وملك علوة؛ وملك المقرة تحت ملك علوة).
_______
أي نصح؟
أنت أسميت قبائل بعينها يا مبارك، نسبت بلال لمجموعة أشمل منها ثم خصصت فقرات اخترتها بعناية تصف وضع بلال الاجتماعي، والجعارين السوداء، ثم رائحته فلا اعتقد أن هنالك نصح يأتي من طرفك هنا، بل نحن من ينصحك بالإعراض عن ما تفعل.
_______
3- تقول:
(لا يوجد قاموس صغير لمفردات المروية في محاولتك الجريئة هذه، المصدر الذي اعتمدت عليه مجرد مسرد لمفردات أو ملاحظات لمهتم بالتاريخ عموماً وليس اللغات. ثم أن ما أسميته بالقاموس الصغير لا يتناول الجانب البنائي للمروية أو جذورها، بل يلخص الظواهر الصوتية فيها، بما يعني أنه يعرض لبعض المظاهر الفونولوجي).
——
اقول:
اللغة المروية لا تزال مجهولة وطلاسمها لم تفك وقد كتب البروفيسور عبد القادر محمود رحمه الله طائفة جيدة من القواعد، أما الاصوات فلا تزال غير معلومة بالدقة، والمرجع الذي ذكرناه هو قاموس بالمعني المعروف للقاموس. كلمة ومعناها كما في لسان العرب والقاموس المحيط او كلمة ومقابلها في لغة اخرى، كما المورد او القواميس التي تعمل بين اللغات.
_______
طالما كانت (لا تزال مجهولة وذات طلاسم وأصواتها غير معلومة بالدقة) فكيف تستبق كل هذا وتكتب عن قاموس،
ثم تتجاوز كل الحقائق التي تعرفها عنها بالضرورة وتكتب عن تأويلات هي في حكم الظن غير الحميد
فأي نهج أكاديمي علمي يؤسس على الطلاسم والمجهول يا مبارك؟
الصفحتين التين رجعت لهما لا يمكن بأي حال اعتبارهما (قاموس) هذا يسمى مسرد ولغرض توثيق ما تم التوصل لمعناه من مفردات اللغة المروية التي تصفها أنت بأنها (لا تزال غير معلومة بالدقة) ولكنه ليس قاموس بالمعنى الحرفي
فوجود قاموس يستلزم أن يلم واضعه بأسرار اللغة، هذا معلوم بالضرورة.
_______
4- تقول:
(فأنت مثلاً فسرت دلالات معنى الاسم بلال حسب مقاربات صوتية من اللغة العربية
فأنت مثلاً كتبت: “اسم بلال يتكون من ثلاثة جذور هي (بَ) و(لَ) و(ال)”)
اقول:
——
كلا ليست هذه هي الفكرة: القاموس اصلا مكتوب بالحروف المروية والحروف المروية ثلاثة وعشرين حرفا، قام الخواجة غريفث بتحديد اصواتها (ليس بدقة) ، وعليك الرجوع لحرف الباء المروي وليس العربي، وحرف اللام المروي وليس العربي
_______
بل هي كل الفكرة، لماذا تناقض نفسك يا مبارك؟
فكرتك أصلاً عبارة عن تقطيع أصوات لاسم مرسوم بالحرف العربي ومضاهاة (الأصوات)
ثم طالما تقول أن الخواجة لم يحدد الأصوات بدقة فعلى أي أساس بنيت كل المقالة الطويلة التي انتهت بفتوى تسميها (دليل لغوي)؟ هل يقوم دليلك على (عدم الدقة)؟
_______
5- تقول:
(خلاف لذلك، فالانكفاء على المروية بأدوات اللغة العربية لم يكن قراراً صائباً من طرفك،)
……
القاموس اصلا مروي انجليزي، مفردات مكتوبة باللغة المروية وامامها معناها باللغة الانجليزية والعربية جاءت (ترجمة) للمعنى الانجليزي.
_______
عندما تقول (قاموس) فهذا يعني بالضرورة ، نوع المفردة وطريقة نطقها ومعناها وأي مفردات أخرى متعلقة بها
والصفحات الأربعة التي وجدت فيها ضالتك لا تلتزم بكل ذلك، هي مجرد مذكرة لحفظ ما توصل إليه الخواجة، وهو لم يدعي أو يسميها قاموس حتى.
إذن أنت أخذت اسم مكتوب بالحروف العربية، قطعت أصواته بناء على فونيمات الحروف العربية
ثم نظرت في المسرد لترى ما يطابق الأصوات (ظناً) بحسب تقدير الخواجة
ثم أتيت بالمعنى المفترض من هناك ونسبته لكل (قطعة صوت) ميزتها
ثم بناء على ذلك قدرت أن المعنى لكل (قطعة) هو كذا وكذا.
نجرب (واشنطن)
وا+شن+طن، هذه التي تسميها أنت “جذور” وهي فونيمات في الواقع.
يمكن لهذه “الجذور” أن تتوفر في الصينية أو الكورية بل حتى في لغة الهوسا يا امبارك، وبذات اختراعك المريح هذا.
نحن الآن استخدمنا أدوات اللغة (الطبيعة الجذرية) للانكفاء بواشنطن على الصينية والكورية، هذا ما فعلته أنت بالضبط.
الاسم بلال ومشتقاته (بلول، بلة، بليلة، بيلي، بليل) يكثر في منطقة جنوب موريتانيا،
في ذات الجغرافية التي ينتشر فيها الاسمين “مبارك” و”الشريف” بالمناسبة، ويمكنك التحقق من ذلك،
منطقة واسعة في غرب أفريقيا من ولاية برنو شمال نيجريا حيث مسلمي الكنور وتمتد غرباً حتى السنغال وجنوب موريتانيا
وشرقاً حتى مالي والنيجر، هذه الأسماء كلها وفدت عبوراً في طريقها للحج شرقاً، نتحدث هنا عن سلطنات إسلامية يا “مبارك”.
_______
6- تقول:
(فأنت تتحدث عن (جذر) والمروية لغة غير جذرية بالمعنى الذي تصفه، يعني أساس مقاربتك هو حسن الظن وليس غيره، ربما كان من الأوفق أن تتحدث عن الغرافيم في مطلبك. باختصار، الحديث عن (جذر) في أي لغة يستلزم أن يرتبط ذلك الجذر بالدلالة في أي من صورها، في حالتك هذا لم يتوفر لك إلا تلفيقاً).
……
نقول:
ومن قال لك انها غير جذرية؟؟ اختبرنا هذه الجذور في كلمات عديدة وثبتت صلاحيتها، واحيلك الى مقالاتي عن البنينة واصل الشايقية واسم الخرطوم وام درمان، وتجدها كلها على النت. وستكتشف مدى صلاحية هذه الجذور لتفسير بعض المسميات وبصورة صحيحة.
_______
أنت تستغرب لأنك لا تفهم معنى المفردة (جذر) وتعتقد بأن تقطيع “الأصوات” كيفما اتفق يعطي “جذور”.
فخذ هذه المذكرة علها تنفعك:
– إن كنت تقصد بمفردة (جذر ) المصطلح (root) يا مبارك فأنت مخطيء جداً وتجهل هذا الجانب تماماً
– وإن كنت تقصد بمفردة (جذر) المصطلح (radical) فأنت أيضاً تجهل ما تحاول تلفيقه
الجذر في المصطلح الأول يتعلق ببنية المفردة من النواحي الإملائية ويفترض فيه أن يكون أساس الدلالة لمجموعة من المفردات
القائمة عليه سواء باللصق (agglutination) أو بالاشتقاق (inflection) وفي الحالة التي قمت بتلفيقها هذا لا يتوفر.
وإن كنت تعني بالجذر المصطلح الثاني فهو يتعلق فهو لن يكون ذا معنى أبداً، لأنه مجرد حرف يعبر عن صوت أي مثل الحروف (ك، ت،ب) في الجذر (كتب) في اللغة العربية.
وقد رأيت محاولاتك غير السليمة، واستطيع أن أخمن أن بمقدورك أن تؤصل لكلنتون وداكوتا وميسوري أيضاً للمروية أسوة بواشنطن، إن دعت الحاجة.
أعيد عليك الملخص
– ما أسميتها “جذور” هي في مصدرك “كلمات”، هذا واضح.
– الجذر يتعلق بأبنية المفردات في اللغة، علم اسمه المورفولوجي.
– تقطيع الأصوات لغرض دراستها من النواحي التشريحية وعلاقتها بالحروف المكتوبة يسمى فونولوجي، ولا علاقة بالدلالة.
– اللغة المروية لم تكشف بعد عن أي معلومات موثقة وذا صدقية في الجانين، ولو صح (ظنك المغرض) فأنت تكون تفوقت على كل العلماء في المرويات.
– ببساطة لأن الوصول إلى مرحلة (الجذور) في أي لغة يعتبر مرحلة متقدمة جداً بالنسبة إلى لغة لا تزال تكتب بالرموز المسماة هيروغليف إضافة إلى طقم آخر مختزل منها.
فالآن أنت تعجز عن أن ترينا مصدرك الذي استلهمت منه تقريرك بأن اللغة المروية (جذرية).
يبقى عليك تكثيف الإطلاع، فما تفعله اسمه (التلفيق) ولا علاقة له بأي جانب يخص اللغات
أما محاولاتك تخريج الأسماء (إنابة عن أهل اللغة) فأظن أن لديك الآن ما يشغلك عن الاحتفاء بها.
ولا أعرف أين هي محاولاتك عن الخرطوم وأم درمان وأصل الشايقية التي أشرت إليها، ربما تتكرم بتوصيف مكانها،
فنرى أي ميزات خصصتها للآخرين بذات الطريقة، أم درمان هي مجرد تحريف للاسم (عبدالرحمن) بالمناسبة.
_______
7- تقول
(بعدين ياخي بلال أغا دا أنت يا “الشريف” ليه عايز تحدد ليهو إقامته في بلاد النوبة تحديداً مع حرصك على إيراد النصوص التي تتحدث عن وضعه الاجتماعي وعن الجعارين والدويبات وعن رائحته).
……
اقول:
انا لم احدد شيئان المراجع هي التي حددت ذلك وقالت بلال النوبي، لكن اين تقع النوبة؟ اشرنا انها في عرف المؤرخين العرب تكاد تشمل معظم بلاد السودان الحالية.
وكثير من القراء ومن غير تمعن اعتقدوا ان المقال يتعنصر للنوبة في الشمال، مع ان الكاتب ليس نوبي ولا اعرف كلمة رطانة الا من خلال ما اقوم به من دراسات.
_______
تسميها (رطانة) يا “مبارك”؟
وتقوم تحدد قبائل بعينها وتقعد تتكلم عن الجعارين وريحة بلال؟
المقال لا يتعنصر للنوبة، بل يتعنصر عليهم، دراساتك لا تتحرى المصداقية في المعروض،
هنالك أيضاً خلل في تعاطيك مع الشأن اللغوي بإقحام النعرات غير الحميدة بمبادرة شخصية منك.
أما اختيار الاسم (بلال) تحديداً فهو رمزية الرسالة الضمنية التي تريد أنت إيصالها مشفوعة بالحديث عن الجعارين ورائحة المعني وكل صفة سلبية اجتهت لتوثيقها، ولهذا تسارع إلى نفي نسبتك إلى النوبيين ونتفهم أغراضكم تماماً فهذه الأمور ألفناها فيكم.
_______
اذا كنت مهتما بهذا النوع من الدراسات الرجاء مراسلتي على الايميل الموضوع في نهاية المقال…وابشر بالخير.
_______
ما تفعله ليس (دراسات) حتى أتواصل معك مع بالغ أسفي،
هذا خلاف أن العرف يقتضي الرد العلني طالما نشرت (دراساتك) للناس،
ولست مهتماً إلا بالقدر الذي يكفي البلاد من شر العباد، فليس هناك خير فيما تفعل.
ويبقى عليك أن تعتذر للمجموعات التي خصصتها برسالتك الضمنية، بشكل واضح وصريح لا يقبل الالتفاف.
لماذا تنشر الفتنة العنصرية يا مبارك؟
ما الهدف من محاولة زعزعة القبائل النوبية برميها بمثل هذه المزاعم؟
الاخ متابع:
1- تقول: (ما تفعله ليس (دراسات) حتى أتواصل معك مع بالغ أسفي).
أشكرك على تجشم مشاق الرد، وعندما طلبت منك المراسلة فليس لدي شيء اخفيه، و(دراساتي ) التي تسخر منها صدرت في كتاب اسمه (مملكة مروي سياحة تاريخية ولغوية بين حلقات الذكر والإنداية). فاذا تواصلت معي فاهلا وسهلا خدمة للمعرفة، واذا لم تتواصل فالامر يعود لك. وعلى اي حال وجهة نظرك تجد منا الاحترام التام.
2- تقول: (فالآن أنت تعجز عن أن ترينا مصدرك الذي استلهمت منه تقريرك بأن اللغة المروية (جذرية)
ردي على ذلك هو: الجذور التي ترفضها تحدث عنها اعلام اللغة المروية ومنهم المستر قريفث والبروفيسور عبد القادر محمود (رحمه الله):
خذ هذه الفقرة في صفحة 271 من كتاب اللغة المروية الصادر عام 1985 مطبعة جامعة الملك سعود:، والنص يعلق فيه البروفيسور عبد القادر على انجازات المستر قريفث وقال فيه بالحرف الواحد وفي الفقرة الرابعة:
((انه (اي قريفث) اوضح السمة المقطعية في اللغة المروية، لكون جذور اغلب كلماتها من حرفين، ساكنين، او حرف ساكن ومتحرك، أو متحرك وساكن، بهذا الترتيب، واصاب في وصف مقاطعها الجذرية بانها مفتوحة (ساكن فمتحرك)، وأبان امكانية بناء كلمات طويلة باضافة عناصر متعددة للجذر عبارة عن زوائد سابقة (prefixes) ,ولاحقة (suffixes))..انتهى الاٌقتباس.
3- تقول :(تقوم تحدد قبائل بعينها وتقعد تتكلم عن الجعارين وريحة بلال؟)
اقول:
(لو تمعنت جيدا يا صديقي فستجد ان البيت الذي ورد قاله احد (المشركين)، وكل الالفاظ العنصرية وردت من جانب المشركين، وفي المقابل كان وضع بلال في ظل الاسلام مختلفا جداً. وأسالك لماذ تجاهلت قول عمر بن الخطاب ( ابو بكر سيدنا واعتق سيدنا؟؟) لماذا تجاهلت تكريم عمر بن الخطاب له وهو يقدمه على زعماء العرب ويمنحه الدخول السريع له و(يلطع) سادات العرب عند الباب؟ لماذا تجاهلت قبول اشراف العرب لنسب بلال وقبول زواجه وزواج اخيه من بناتهم؟؟ لماذا تجاهلت تسمية الصحابة لابنائهم تيمنا ببلال؟
لماذا تجاهلت قولي في مقدمة المقال ان اسم بلال منتشر من اندونيسيا إلى المغرب، لماذا تتجاهل الهدف الاساسي من المقال هو اعادة بلال لنا ولاهل السودان عموما؟
4- تقول:
ولا أعرف أين هي محاولاتك عن الخرطوم وأم درمان وأصل الشايقية التي أشرت إليها، ربما تتكرم بتوصيف مكانها،
فنرى أي ميزات خصصتها للآخرين بذات الطريقة، أم درمان هي مجرد تحريف للاسم (عبدالرحمن) بالمناسبة.
الصبر يا اخي الكريم مطلوب، وحتى لو شابت كلماتك السخرية فستجدني باسط يدي لك، وطريق المعرفة يحتاج لسعة الصدر ومهما قسوت علي في احكامك فهذا لن يجعلني من المتشنجين، مع الوضع في الاعتبار ان فوق كل ذي علم عليم،
المقالات كلها موجودة على الراكوبة. فربما تلقي بعض الضوء على ما تريد الوصول اليه. كل ما هو مطلوب منك ان (تقوقل) مبارك مجذوب الشريف الراكوبة وستجد عدد كبير منها.
مع فائق تحياتي واحترامي.
__________________
الاخ متابع:
1- تقول: (ما تفعله ليس (دراسات) حتى أتواصل معك مع بالغ أسفي).
أشكرك على تجشم مشاق الرد، وعندما طلبت منك المراسلة فليس لدي شيء اخفيه، و(دراساتي ) التي تسخر منها صدرت في كتاب اسمه (مملكة مروي سياحة تاريخية ولغوية بين حلقات الذكر والإنداية). فاذا تواصلت معي فاهلا وسهلا خدمة للمعرفة، واذا لم تتواصل فالامر يعود لك. وعلى اي حال وجهة نظرك تجد منا الاحترام التام.
__________________
لم أطلع على “دراساتك” حتى أسخر منها، علقت على محاولتك تلفيق الاسم (بلال) إلى اللغة المروية تحديداً بدوافع معلومة ليس من بينها أي شيء يتعلق باللغات.
وخدمة للمعرفة أيضاً ودرءاً للمفسدة.
لكن إن جاءت تلك الكتابات على ذات منوال تقطيع الأصوات ونسبها إلى اللغات بقصد تحقير المجتمعات السودانية فلا حاجة لي بها.
__________________
3- تقول :(تقوم تحدد قبائل بعينها وتقعد تتكلم عن الجعارين وريحة بلال؟)
اقول:
(لو تمعنت جيدا يا صديقي فستجد ان البيت الذي ورد قاله احد (المشركين)، وكل الالفاظ العنصرية وردت من جانب المشركين، وفي المقابل كان وضع بلال في ظل الاسلام مختلفا جداً. وأسالك لماذ تجاهلت قول عمر بن الخطاب ( ابو بكر سيدنا واعتق سيدنا؟؟) لماذا تجاهلت تكريم عمر بن الخطاب له وهو يقدمه على زعماء العرب ويمنحه الدخول السريع له و(يلطع) سادات العرب عند الباب؟ لماذا تجاهلت قبول اشراف العرب لنسب بلال وقبول زواجه وزواج اخيه من بناتهم؟؟ لماذا تجاهلت تسمية الصحابة لابنائهم تيمنا ببلال؟
لماذا تجاهلت قولي في مقدمة المقال ان اسم بلال منتشر من اندونيسيا إلى المغرب، لماذا تتجاهل الهدف الاساسي من المقال هو اعادة بلال لنا ولاهل السودان عموما؟
__________________
فأنت إذن تتبنى كلام (المشركين) بكل وضوح، لماذا؟
ليه با مبارك الدنيا عندك كلها عبيد وسادة عشان تختار ناصية المشركين وتصيب بلال بتوصيفات مسيئة في إعادة للتاريخ
ثم تقذف ببلال نفسه في وجه أربعة قبائل سودانية، الهدف شنو؟
وجهنا حضرتكم إلى الجغرافية التي يشتهر في الاسم بلال، وقلنا أنه ينتشر في جنوب موريتانيا إلى جانب “مبارك” و”الشريف”
وجمهرة من الأسماء اعتاد حاملوها على القيام بمثل ما تفعله هنا.
مالنا نحنا ومال قريش عشان ترجع تستعيد تاريخ وتختار منه بعناية ما يسيء للناس الموتى والأحياء؟
بعدين ياخي الصحابة خليهم، مين في العرب بيسمي بلال عشان ما اتجاهل قولك؟ ناس إندونيسيا ديل بيسموا كمان (ذو القرنين) و(أسوة حسنة) وتقريباً ولو ما متأكدين إنو (إبليس) اسم للشيطان كان سموا عليهو، وإذا تواجد الاسم في المغرب فلأنها في غرب أفريقيا، حيث يجتمع الفولان أصحاب الاسم مع المغاربة، فقط، وستجد أيضاً مبارك والشريف في ذات الجغرافيا.
__________________
4- تقول:
ولا أعرف أين هي محاولاتك عن الخرطوم وأم درمان وأصل الشايقية التي أشرت إليها، ربما تتكرم بتوصيف مكانها،
فنرى أي ميزات خصصتها للآخرين بذات الطريقة، أم درمان هي مجرد تحريف للاسم (عبدالرحمن) بالمناسبة.
الصبر يا اخي الكريم مطلوب، وحتى لو شابت كلماتك السخرية فستجدني باسط يدي لك، وطريق المعرفة يحتاج لسعة الصدر ومهما قسوت علي في احكامك فهذا لن يجعلني من المتشنجين، مع الوضع في الاعتبار ان فوق كل ذي علم عليم،
المقالات كلها موجودة على الراكوبة. فربما تلقي بعض الضوء على ما تريد الوصول اليه. كل ما هو مطلوب منك ان (تقوقل) مبارك مجذوب الشريف الراكوبة وستجد عدد كبير منها.
__________________
ليس هناك قسوة، طلبت منك بكل بساطة التحقق من الطريقة التي تقرن بها الإسماء وتعيد نسبتها إلى اللغات على أسس غير صحيحة.
طلبت منك إيراد المرجع الذي حكمت به على جذرية اللغة المروية، هذه علوم أكاديمية فلا تتوقع المجاملة أو الأخذ بمخرجاتك على التسليم.
__________________
2- تقول: (فالآن أنت تعجز عن أن ترينا مصدرك الذي استلهمت منه تقريرك بأن اللغة المروية (جذرية)
ردي على ذلك هو: الجذور التي ترفضها تحدث عنها اعلام اللغة المروية ومنهم المستر قريفث والبروفيسور عبد القادر محمود (رحمه الله):
خذ هذه الفقرة في صفحة 271 من كتاب اللغة المروية الصادر عام 1985 مطبعة جامعة الملك سعود:، والنص يعلق فيه البروفيسور عبد القادر على انجازات المستر قريفث وقال فيه بالحرف الواحد وفي الفقرة الرابعة:
((انه (اي قريفث) اوضح السمة المقطعية في اللغة المروية، لكون جذور اغلب كلماتها من حرفين، ساكنين، او حرف ساكن ومتحرك، أو متحرك وساكن، بهذا الترتيب، واصاب في وصف مقاطعها الجذرية بانها مفتوحة (ساكن فمتحرك)، وأبان امكانية بناء كلمات طويلة باضافة عناصر متعددة للجذر عبارة عن زوائد سابقة (prefixes) ,ولاحقة (suffixes))..انتهى الاٌقتباس.
__________________
وهذا بالضبط ما كنت أعنيه من أنك وكذلك غيرك الذي نقلت عنه تختلط لديكم الأمور.
هذا لأن غريفث يتحدث عن شيء اسمه (Syllable Structure) في اللغة المروية، وهو جانب من علم الأصوات في اللغة المعنية.
أي أن المذكرة التي لخصتها لك تظل موجبة لإعادة الاطلاع من جانبك منعاً للخلط بغية التلفيق.
عندما يتحدث شخص عن لغة ما من الناحية تركيب الأصوات فيها (الفونولوجي) فهو يصف (مقاطعها الصوتية) أو Syllable Structure والشخص الذي نقلت عنه نقل ترجمها بدرجة معقولة فأورد (السمة المقطعية) ولكنه عاد وكتب (جذور) وهذا خطأه بالدرجة الأولى، وربما لعدم تخصصك في المجال نقلت عنه ما تفهمه من مفردة (جذور).
يتبع…
المقطع هنا يا (مبارك) مجرد (قطعة الصوت) بمعنى تركيبة مؤلفة من الصامت والصائت consonat-vowel بأي ترتيب وعدد يعني أن تأتي “قطعة الصوت” أو Syllable إما مزدوجة disyllabic أو من ثلاثة مكونات trisyllable. ويختصرونها إلى CV, VV, CVC إلخ.
لماذا نقول Syllable ولا نكتب (حرف) ببساطة لأن التركيز هنا على الصوت وليس مفردات الكلمات والتي لا تزال حقيقتها في علم الغيب أو (طلاسم) كما تقول.
غريفث فصل في البنية الصوتية للغة المروية ولكنه لم يقل عن (كلمات، مفردات) حتى يكلمنا أي شخص آخر عن (جذور)
فأصلاً النواحي الإملائية للغة لا تزال مشكلة للباحثين ناهيك عن أن يخرج أحدهم علينا للقول بأن اللغة المروية جذرية، هذا يكون قد تفوق على غريفث ذاته.
إذن، يا مبارك، الشخص الذي نقلت عنه أخطأ في إيراده مفردة (جذور) وأخطأ أيضاً في ترجمته للصامت والصائت في علم الأصوات بتعبيره (ساكن، متحرك) بما يفهم منها أنه يتحدث عن (حروف) وأخطأت أنت في تخطفها وفهمها بخلفية معرفتك باللغة العربية، ثم حشر المفاهيم التي أوردها غريفث في قوالب الميزان الصرفي للخروج بأن الاسم (بلال) يتكون من (ثلاثة جذور)، وهذا أيضاً خطأ مضحك، فلا يمكن من الناحية الإملائية أن تتكون مفردة من (عدة جذور) بالمعنى الإملائي الأكاديمي، هو جذر واحد لكل كلمة، لهذا يسمى “جذر” يا مبارك، والمعنى واضح.
أما إيراد غريفث للمفردتين prefixes و suffixes فهما أيضاً لا تعنيان السوابق واللواحق في الإملاء، مجرد مصطلحين يقيدان موضع ظهور المقطع الصوتي (ليس الحرف)، ببساطة لأن المقطع الصوتي يمكن أن يرمز له بأكثر من حرف، في حالتك مثلاً كنت تكتب الحرف مع حركة الكسرة والفتحة على غرار الترميز بالحروف العربية لصوت الاسم (بلال)، هل فهمت الآن مكمن الداء؟
دلوقت، ليه مصر على ذكر الجعارين ورائحة بلال وكل توصيفات المشركين عند محاولتك نسب بلال للقبائل النوبية؟
أرجو أن لا يطول انتظارنا للإجابة الصريحة على هذا السؤال.
التحيات للاخ متابع
يقول متابع: (دلوقت، ليه مصر على ذكر الجعارين ورائحة بلال وكل توصيفات المشركين عند محاولتك نسب بلال للقبائل النوبية؟
أرجو أن لا يطول انتظارنا للإجابة الصريحة على هذا السؤال.)
يا استاذ انا اتيت بالشواهد التي تؤيد أن بلال نوبي، اي أن الشواهد هي التي قالت وليس انا.
وكون ان بعض الشواهد ليست جيدة، فلن يقدح ذلك في كونها شاهد. والقرآن ينقل اقوال المشركين: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)
المقال ذكر مرحلتين من مراحل حياة بلال، مرحلة الجاهلية، واتينا فيها باقوال الجاهليين، ومرحلة الاسلام واتينا فيها باقوال اهل الاسلام.
وكون بلال نوبي سوداني فهذا فخر للجميع وليذهب الكفار والجعارين والرائحة الى الجحيم، ما يهمني هو المثال الرائع الذي ضربه لنا هذا الشاب الجميل المسمى بلالاً وتحول فيه من عبد يهجوه كفار قريش ويسيئون اليه إلى (ايقونة) ومثال للطموح والهمة العالية وانتهى به الأمر لهذا المجد والسؤدد..وبالتالي يهمنا جدا ان ترجع الحقوق لاصحابها ونقول ان بلال نوبي سوداني، نحبه بكل روائحه ولو كره الكافرون والعنصريون.
لن اعيد شرح هذه الفكرة مرة اخرى مع خالص احترامي لتقديرك للأمور.
طلبت الدليل على موضوع الجذور واتيناك به، ومن كبار علماء اللغة المروية وانت ترفض اقوالهم، مع العلم بان قريفث هو الذي فك شفرة اللغة المروية، وجعلها قابلة للقراءة. وعبد القادر محمود زاد وأوضح الكثير من القواعد النحوية التي تسير عليها اللغة المروية
الرجاء قراءة مقالي (البنينة) وموجود على موقع الراكوبة وسيلقي لك الضوء على طريقة الاستفادة من الكلمات المروية.
https://www.alrakoba.net/31363804/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%86%d9%8a%d9%86%d8%a9/
_________________
يقول متابع: (دلوقت، ليه مصر على ذكر الجعارين ورائحة بلال وكل توصيفات المشركين عند محاولتك نسب بلال للقبائل النوبية؟
أرجو أن لا يطول انتظارنا للإجابة الصريحة على هذا السؤال.)
يا استاذ انا اتيت بالشواهد التي تؤيد أن بلال نوبي، اي أن الشواهد هي التي قالت وليس انا.
وكون ان بعض الشواهد ليست جيدة، فلن يقدح ذلك في كونها شاهد.
_________________
كل الشواهد فاسدة بالمقياس الأكاديمي،
وأولها محاولتك التلفيقية لتخريج الاسم بلال ونسبته إلى النوبيين عبر اللغة المروية.
وجود الأسماء الفولانية (بلال، بيلو، بلول، بيلو، بيلي، بولا، بيلي، مبارك، الشريف، مجذوب، وغيرها) في المنطقة الوسطى من السودان له أسبابه
– أولها طريق الحج، فهي أسماء تنتشر في غرب أفريقيا كما أوردت أنا سابقاً، السودان لا يعرف الأسماء العربية أصلاً، أما الفولانية فمن الطبيعي أن تأتي مع قوافل السياحة الدينية.
– ثانيها، الإنجليز ضمن سياسات الاستعمار البريطانية، فهم جلبوا الهنود من نيجيريا ومعهم العمال المهرة لتشييد خطوط السكك الحديدية بورشها القائمة في عطبرة حالياً، تذكر أن الإنجليز احتلوا نيجيريا منذ منتصف القرن التاسع عشر، 1860 لغاية 1960، لهذا من الطبيعي أن هذه توجد الأسماء في المناطق التي ترغب أنت في الزج بها في القبائل النوبية في المعمعة العنصرية هذه.
بل طبيعي جداً أن تجد حتى أسماء الأماكن مثل (الداخلة، بربر، كنور) هذه أسماء فولانية يا “مبارك” الداخلة موجودة في موريتانيا، بربر هو اسم فولان الكنوري بلغة الهوسا، كنور هو اسم الجماعات في ولاية برنو شمال نيجيريا وهم مسلمون ويقدسون اللغة العربية ويزعم بعضهم أصول تربطهم بالحجاز!
سميت كنور بذات العرف السائد في تسمية الأماكن على المجموعات العرقية التي تقيم فيها، وفتوار هي تحريف للاسم فوتاتورو اسم منطقة شمال السنغال، يعني جنوب موريتانيا، وستجد في الخط أيضاً المويلح وهي في شرق موريتانيا ومنها نسخة في شمال كردفان.
_________________
المقال ذكر مرحلتين من مراحل حياة بلال، مرحلة الجاهلية، واتينا فيها باقوال الجاهليين، ومرحلة الاسلام واتينا فيها باقوال اهل الاسلام.
وكون بلال نوبي سوداني فهذا فخر للجميع وليذهب الكفار والجعارين والرائحة الى الجحيم، ما يهمني هو المثال الرائع الذي ضربه لنا هذا الشاب الجميل المسمى بلالاً وتحول فيه من عبد يهجوه كفار قريش ويسيئون اليه إلى (ايقونة) ومثال للطموح والهمة العالية وانتهى به الأمر لهذا المجد والسؤدد..وبالتالي يهمنا جدا ان ترجع الحقوق لاصحابها ونقول ان بلال نوبي سوداني، نحبه بكل روائحه ولو كره الكافرون والعنصريون.
_________________
السؤال هو ليه كنت مصر على الاتيان تحديداً بصفات (عبودية، جعارين، رائحة بلال) في إطار توصيفك المحموم لميزات خصصتها للقبائل النوبية؟
فطالما تقول (ليذهب الكفار والجعارين والرائحة إلى الجحيم) ليه اهتميت وحرصت على إيرادها وتوثيقها وربطها بالنوبيين بأخذ الاسم “بلال” حجة؟
والشاب الجميل دا ليه ما فكرت تنسبه لمجموعتك القبلية يا مبارك ما دمت بتحبه وبتعتبره مثال للطموح والهمة العالية وصاحب مجد وسؤدد كما تقول؟
مقالك عنصري جدا ويحمل السموم في داخله وهو مجرد مشاركة في حملات تفتيت المجتمع بأخذ المجتمعات النوبية هدف لها، وعليك تعتذر للمجموعات النوبية عن أي تلميحات حاولت تضمينها ولو ترميزاً فيه.
بلال منكم يا مبارك مجذوب، ويجب أن لا تتحسس من نسب (الأيقونة) إلى مجتمعها الحقيقي.
_________________
طلبت الدليل على موضوع الجذور واتيناك به، ومن كبار علماء اللغة المروية وانت ترفض اقوالهم، مع العلم بان قريفث هو الذي فك شفرة اللغة المروية، وجعلها قابلة للقراءة. وعبد القادر محمود زاد وأوضح الكثير من القواعد النحوية التي تسير عليها اللغة المروية
_________________
لم أرفض أقوالهم الصحيحة، رفضت محاولتك لتلفيق اسم بلال في اللغة المروية بابتسار ما قالوه.
وبينا لك خطل وخطأ افتراض من نقلت عنهم، اللغة المروية ليست جذرية يا مبارك، هذا هو الافتراض الذي قامت عليه محاولتك لنسب بلال إلى القبائل النوبية.
بلال ومبارك ومجذوب والشريف وشيخ وحاج وسيدأحمد وغيرها أسماء فولانية قادمة من بلاد تكرور في غرب أفريقيا وبإمكانك التحقق من ذلك.
قريفث لم يقل بأي جذور يا مبارك، قال بها العروبي (مؤسس اتحاد الآثاريين العرب) الذي أخذت أنت منه ويؤسفني إبلاغك بأن حظه في جانب العلوم اللغوية لم يكن كافياً وشرحه لم يكن موفقاً.
نفس الشيء ينطبق على العروبي الآخر يوسف فضل، الذي تستشهد به، وهو صاحب فكرة الشلوخ العربية ويتفق معك في النظرة العنصرية للأمور،
يزعم أن شلوخ اليوربا (فولان) نوبية، يعني بمثلما تحاول أنت (لطع) أسماء الفولان في النوبيين (يلطع) هو من الجانب الآخر شلوخ الفولان في النوبيين، والشلوخ التي أعنيها هي الرأسية والأفقية، التي تنسب إلى “القبائل العربية” في السودان.
شنو مشكلتكم يا مبارك مع النوبيين؟
ليه ما قادرين تقبلوا حقيقة أصولكم الغرب أفريقية ومصرين على تفتيت نسيج البلد؟
الاخ متابع:
تقول (السؤال هو ليه كنت مصر على الاتيان تحديداً بصفات (عبودية، جعارين، رائحة بلال) في إطار توصيفك المحموم لميزات خصصتها للقبائل النوبية؟)
لم اوصف شيء ولم اخصص شيء، بيت شعر قاله شاعر جاهلي، ولم اقله انا ولم اتبناه، مجرد شاهد …
اتينا لك بكون ان اللغة المروية ثنائية الجذور، ومن كبار علمائها.
أخيرا
اتمنى لك وقتا طيبا مع افكار (طارق عنتر).
هذا ردي الأخير
طاب يومك.