أخبار السودان

كل شيء كان رائعاً الا مسرح المواجهة ..

عزالدين فضل آدم

لا أريد أن أتحدث عن كيف نحتشد بالملايين في كل مرة لنذهل العالم بأعظم الثورات …!
ولا أريد أن أستعرض كيف ننتج أطعم فاكهة الأرض ولكننا حينما نقدمها لموائد العالم نفشل في التغليف ..!
ولا أريد أن أوصف كيف أننا نملك أعرق الحضارات ونتمتع بأجمل المناطق السياحية التي لا يزورها أحد ..!

أريد أن أتحدث عن عالم نعشقه بترف … حتى أصبح هو الوحيد الذي يجلب إلينا الفرح رغم تراكم الأحزان..
الا وهو عالم كرة القدم..!

بالأمس.. زار هلال السودان مدينة أبي حمد العريقة لمواجهة نادي الشرطة في كأس السودان.
وقد ذهل الناس (رغم ضعف التغطية الإعلامية للفضائيات ورغم عدم نقل المباراة تلفزيونياً) كيف انتفضت المدينة عن بكرة أبيها لاستقبال سيد البلد..!
والاحتفاء بزيارته بصورة مشرفة، وفي مشهد لافت يوثق حدثاً تاريخياً بالمدينة…
كان المشهد رائعاً في كل شيء …. من حفاوة الاستقبال …. الى هدف “الغربال” …!
ولكن فوجئنا بأرضية الملعب الجدباء المغبرة … التي لا تشبه خضرة المدينة
ولا تتسق مع حقيقة مفادها ” أن النيل يجري من هنا”.

كلنا نشاهد في الدول الخليجية المحاطة بالصحراء .. ولا يشرب أهلها الماء الا بعد التحلية… نشاهد ميادين يانعة الخضرة.
ميادين يتم فيها إقالة المسئول عن الملعب لمجرد حفرة صغيرة حدثت من تطاير العشب بأقدام اللاعبين ولكنها لم تُرمم للمباريات القادمة. فالتقطتها عدسات المصورين وآذت بصر المشاهدين رغم عدم رؤيتها من قبل اللاعبين…!

أتساءل لماذا لا نستثمر شغفنا في الأشياء التي نحبها ونعشقها لحد الجنون ….!
ما الذي يقعد الدولة وجماهير الرياضة التي تتدافع بالألاف لتشاهد مباريات كرة القدم من زراعة بضع أمتار في أرض خصبة وحولها الماء يجري من كل ينبوع …. أرضٌ يمكن أن يزرعها مزارع واحد أو اثنين إذا كانت في ملكيتهم الخاصة!

روعة جماهير ابي حمد تستحق إستاداً أخضراً يكمل جمال روعتهم ..
وثورة جماهير الرياضة يجب أن تنتقل من المدرجات الى أرضيات الملاعب في كل السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..