
(1)
بالأمس الأول نعى الناعي من جاكرتا أحد أجمل من عرفتهم من السودانيين خُلقا و خٓلقا. رغم صلة الرحم بيننا ؛ و ألتي توثقت بأخرى إلا انني تعرفت على الإنسان موسى احمد الحاج مناع منذ حوالي عقدين فقط من الزمان ليغرمني بعده و كعادته و كل من حوله من الناس بسماحة تتقاصر الحروف و الكلمات عن وصفها.
(2)
و لأن معياره كان الحلال من الحرام ؛ و هو ما حرص عليه في تعاملاته اليومية خلال العقود الأربع الماضية من عطائه المهني ؛ عمل الراحل بالسلك الحكومي لوقت قصير قبل ان يتركه للحساسية المالية للمنصب الذي شغله إزاء معياره و منهجه في الحياة ، ليتجه الي الخليح و يؤسس عمله الخاص قبل ان يستقر به الحال في جنوب شرقي آسيا.
(3)
كرس الراحل كل حياته للحب و الخير و التفاؤل ، رزق بكيمياء مدهشة ألهمته على إقامة علاقات طيبة مع الجميع ، بل كان يحرص على علاقة متوازية حتى مع خصمين لدودين تجاه بعضهما البعض.
(4)
ثمة شيء إستثنائي وهب الله به الراحل خلال العقود الست التي عاشها على ظهر هذه اليابسة الفانية و هو شعور كل من حوله بأنه على علاقة خاصة به دون الآخرين و هو سر الحب الكبير الذي يكنه له كل من تعرف عليه من السودانيين و الخليجيين و الآسيويين.
(5)
ربما كان موسى مناع غائبا يوم ان تقاسم الناس صفتا العنصرية و الجهوية ؛ لذا كان يجتمع في بيته أو مكتبه ؛ و قبلهما حول قلبه النقي أناس من كل ألوان الطيف السياسي و القبلي من السودانيين و غير السودانيين .
(6)
لست في مقام ازكي فيه الناس على خالقهم العليم (جل شأنه) ؛ إلا أنني لم أذكر له ان قابلته في يوم أثنين أو خميس وهو غير صائم .
ليس هذا فحسب ، بل ما كان يذهب الي فراشه دون ان يرضي من شعر بأنه قد أخطأ بحقه .
(7)
الشقيق الأصغر لإبراهيم مناع و الأكبر للدكتور صلاح مناع و إخوته و أخواته و خال إبني عبد الحليم: الراحل موسى مناع الذي كان يستبدل كلماته و يغيرها أثناء محادثاته الهاتفية مع الاخرين خشية ان تجرح كلمة منه الطرف الاخر ( رغم لباقته) ؛ قد أحزنني رحيله .
أسأل الله تعالى أن يغفر له و يرحمه و ان يلهم أسرته و اصدقائه و معارفه الصبر الجميل
إنا لله و إنا إليه راجعون.
د. حامد برقو عبدالرحمن
[email protected]