على غرار مافعلته أمريكا ..إنشاء وزارة للأمن الداخلي في السودان

د.فراج الشيخ الفزاري
بعد إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م علي برجي التجارة العالمية في ماتنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاغون) ، فكر الرئيس الأمريكي( بوش الإبن )، في تأمين وسلامة الأراضي الأمريكية من الهجمات الإرهابية وأعمال الشغب الداخلية والفوضي والإنفلات الأمني، بإنشاء أول وزارة من نوعها عام 2002 م وهي وزارة الأمن الداخلي، للاضطلاع بمهام واختصاصات محددة في الأهمية لتحقيق الأمن في البلاد .فقد كانت معنية بمكافحة الإرهاب، أمن الحدود وخفر السواحل، الهجرة ( الشرعية وغير الشرعية)، الأمن السيبراني، الوقاية من الكوارث وإدارتها، أمن المواصلات ، الحقوق المدنية والحريات، الاستخبارات وتحليل المعلومات….وغيرها من المهام الأمنية. وقد قامت الوزارة وباشرت مهامها بعد الإنشاء واجازة ( قانون الأمن الداخلي ) من الكونجرس.
وما أشبه الأوضاع الأمنية في السودان، في وقتنا الحاضر، بتلك التي حدثت في أمريكا في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر…فما يقوم به أعداء الثورة والمتربصون بها ، لا يقل خطورة عن العمل الإرهابي الذي قامت به جماعة بن لادن في تلك السنة المشؤمة التي كان لها ما بعدها في علاقة الغرب بالعالم الإسلامي من خوف وهلع وتوجس رغم براءة الإسلام من أعمال تلك الجماعات المتطرفة.
صحيح، أن ما أطرحه من أفكار في هذا المجال ، قد يتعارض تماما مع عمل واختصاصات وزارات وأجهزة أمنية قائمة …ولكن الصحيح ايضا أن معظمهم هذه الأجهزة لم توفر الأمن الداخلي ،خاصة في الولايات، بالقدر الكافي بدليل الانفلات الأمني الذي نطالعه من وقت لأخر في اخبارنا المحلية.أضف الي ذلك فإن الغيرة المهنية في تلك الأجهزة الأمنية القائمة لن ترضي بالتهميش مهما كانت الدواعي ..وهو أمر متوقع ، فقد حدث أيضا في أمريكا عندالشروع في إنشاء وتأسيس وزارة الأمن الداخلي، بالرفض المبطن والاحتجاجات الصريحة من بعض الأجهزة الأمنية ومنها مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية، ولكن وعبر الحوارات وتحديد الاختصاصات وفقا للضوابط والتنسيق المفترض وجوده بين الأجهزة الأمنية للدولة…تم إجازة القانون وإنشاء الوزارة التي استطاعت في فترة وجيزة من توفير كل متطلبات الأمن الداخلي من خلال عمل وكالاتها وإدارتها ودوائرها المتخصصة.
نحن في السودان، وخلال هذه المرحلة الانتقالية الحرجة، علي الأقل، نحتاج إلي تأمين وضعنا وأمنا الداخلي…ولابد من وجود وزارة معنية بهذا الأمر تحديدا..وزارة مدنية ذات مهام أمنية وتتبع مباشرة لمجلس الوزراء.
[email protected]
فزارى متألق دائما ، فمع اعداد الجيوش التى لا تحصى ، و مؤسسات الدولة الامنية الرسمية التى لا تعد ، و كمية الاموال المجنبة و الغير معلن عنها لدى كلا الجانبين ، الرسمى و الموازى ، و حرص حكومة تسيير الاعمال على عدم التطرق لجوانب الجيوش المالية ولا شركاتها و لا القروض و الموارد السابقة ،ثم القوات الهجينة المشتركة مؤخرا ، يكون ما ينقص السودان هو وزارة أمنية جديدة ، سمحة !.
الولايات المتحدة و حسب نظامها الفيدرالي لم تكن فيها وزارة مركزية للداخلية فكان انشاءوزارة الأمن الداخلي لتنسيق و إدارة الأمن الداخلي علي مستوي البلاد كلها.
السودان عنده وزارة داخلية مسؤوليتها الأمن الداخلي فالمطلوب تقويتها و تفعيل أجهزتها للقيام بدورها و منع الأجهزة العسكرية من القيام باي من أدوار وزارة الداخلية الا في حالات الطواري القصوي مع إنشاء جهاز للامن الداخلي يتبع لرئيس الوزراء.