أخبار السودان

قوى الثورة ما بين إسقاط الحكومة وإصلاحها في مواكب الثلاثين من يونيو

تشتَّتَتْ السبل بين قوى الثورة، حول مطالب الخروج في ذكرى الثلاثين من يونيو هذا العام، فالأغلب منها متفقة على ضعف الحكومة الانتقالية، لكن تختلف المطالب من جهة إلى أخرى، وتذبذت المطالبات بين إسقاط الحكومة وإصلاحها.

ويرى مراقبون أن المبادرة رئيس الوزراء قد زادت الانقسام في مكونات الثورة فقد دعمت بعض القوى الثورية صراحة مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ودعت للعمل معه على تنزيلها على أرض الواقع وتصحيح مسار الثورة في ما يتعلق بالعدالة ومحاسبة الفلول وإصلاح الأجهزة الأمنية والعدلية إضافة لتحسين الأوضاع المعيشية، بينما ترى قوى ثورية أخرى من لجان المقاومة ضرورة إسقاط الحكومة التي يعتبرونها أثبتت فشلها.

ودعت عدد من تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة الخرطوم، جميع المواطنين للمشاركة في مواكب يوم (30) يونيو، التي تعتزم الأجسام الثورية في البلاد تسييرها للمطالبة بإصلاح الحكومة الانتقالية ومحاكمة قادة وعناصر النظام السابق وحسم قضايا الشهداء.

وأعلنت لجان المقاومة في بيانات متعددة، أن مليونية ٣٠ يونيو ستتوجه إلى القصر الجمهوري للتعبير عن تطلعات الشعب السوداني في التغيير الجذري للثورة، واتهمت الحكومة بعدم الجدية والرغبة في حل ومحاكمة “مليشيات الدعم السريع وعناصر النظام السابق داخل السودان وخارجه”، بجانب القبض على الهاربين المطلوبين للعدالة وعلى رأسهم مديرا جهاز الأمن في النظام السابق صلاح قوش ومحمد عطا.

واعتبرت اللجان أن كل محاولات القصاص من الجناة في قضايا العدالة فشلت، ولم يعلق أحد من القتلة على حبل المشنقة، مبينة أن الحل هو ما يراه أسر الشهداء من لجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، وشددت على أن السلام ليس في محاصصة جنرالات الحركات، أو القبول أو التنصل من الترتيبات الأمنية مع الجبهة الثورية.

مؤكدة أن السلام يكمن في حل وتسريح مليشيات الدعم السريع وجميع الحركات والمليشيات والقيام بهيكلة وإصلاح القوات النظامية بصورة تجعلها وطنية وقومية، وتضمن مهنيتها وحيادتيها وإعادة صياغة عقيدتها العسكرية بما يتوافق مع دورها كمؤسسة حامية للوطن وسيادة أراضيه وحماية دستوره.

ورفضت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر ما سمته “الانقضاض على الثورة بدعوى الإسقاط”، وقالت في بيان اليوم: “إننا في منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر نراقب وبحذر شديد ما ظل يجري في الساحة السودانية من محاولات لجر الثورة للوراء، عبر تلبس شعاراتها، واستغلال الظروف المعيشية الضيقة وحالات الانفلات الأمني المقصودة والموجهة للكيد على الثورة، والمحاولات البائسة باعتقال الثوار لتثبيط هممهم حتى يسهل عليهم الانقضاض على الثورة بدعوى الإسقاط”.

وقالت المنظمة إنها تثمن ما جاء في مبادرة رئيس الوزراء، خاصة ما ورد من بنود متعلقة بقضية العدالة.

كما دعت بعض التنسيقيات إلى إسقاط الحكومة الانتقالية لفشلها في تحقيق شعارات الثورة – على حد قولها – وطالبت في بيان مشترك اليوم، بإسقاط السلطة القائمة، وأضافت: “نحن على أعتاب الدرج الثاني لإسقاطها والثلاثين من يونيو يوماً خالصاً لصوت الفقراء والمسحوقين”.

وقالت إن الدافع وراء إسقاطهم للحكومة أن من فيها يعملون لهدم الوطن بالمحاصصات، وسيطرة المليشيات، واستمرار دوامة الغلاء وسياسات الزيادات، واعتبرت أن السلطة الحالية ليست سلطة انتقالية مشيرة إلى خروقاتها للمواثيق والوثيقة الدستورية، وسمتها في بيانها “سلطة اللجنة الأمنية وشركاء الدم من قحت ومهندسي التسويات”.

وقدمت تلك التنسقيات عبر بيانها نقداً لسير العدالة ومحاسبة الجناة والطريقة التي تم بها سلام جوبا مع الجبهة الثورية، مؤكدة أن الوضع لا يمكن إصلاحه دون إسقاط الحكومة.

وطرح تجمع المهنيين السودانيين في بيان له اليوم، حملة قومية محورها قضية العدالة والمحاسبة، وأهمية الدفع بها وخصوصًا على خلفية استمرار الانتهاكات بحق الثوار، وحوادث الاغتيالات الأخيرة والاعتداءات على الثوار وفعالياتهم، والبطء الشديد في التصدي لمطلوبات العدالة، من تكملة مؤسسات السلطة القضائية وإصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية والإصلاح القانوني، إلى جانب اتخاذ خطوات حاسمة باتجاه مجرمي النظام المخلوع سواء بشأن التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية أو بشأن تسريع ملفات جرائمهم الأخرى، هذا إلى جانب التصدي لانتهاكات مجزرة فض الاعتصام وعزل المسؤولين عنها من مواقعهم كشرط لازم لفتح طريق المحاسبة عن هذه الانتهاكات، ورأت الشبكة أن تكون لهذه المطالب الأولوية في شعارات مواكب الغد في إطار التنسيق المستمر مع تجمعات أسر الشهداء ولجان المقاومة وبقية الأجسام الثورية الأخرى.

مداميك – إدريس عبد الله

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..