مقالات وآراء سياسية

“لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني”

صديق النعمة الطيب

لا يوجد سياسي نزيه! وإن وُجد فهو قابل لتغيير مساره عند أول مفترق سياسي، ذلك لأن السياسة بطبيعتها لا ثبات فيها، كل شيء فيها يهتز، وباهتزازها تدور الرؤوس ويذهب الوقار، وتصبح المبادئ شعار.

كل سياسي يحمل في داخله انحياز، يعتقد جازماً أنه انحيازٌ للحق، وبما أن الحق واحد، وأن كل سياسي يدعي أنه على الحق، فالنتيجة المنطقية أن كل سياسي كاذب ولو بِقَدَر، بالتالي الفرق بين السياسي الناجح والسياسي الفاشل هو القدرة على نسج حبال الكذب لتبدو للناس حقيقة (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ)!

فكن فطناً وابحث عن السياسي الاقل سوء، أو السياسي العبقري الذي تقترب طموحاته الشخصية من مصلحة الوطن!

المواطن الصالح لا يُجيد التصفيق للسياسي، ولكنه يُبدع في الرقابة على أدائه.

الاتحادي، الأمة، الكيزان، الشيوعيين، البعثيين، السلفيين بكل واجهاتهم، الحركات المسلحة بمختلف مسمياتها، وكثير من الشخصيات المستقلة التي ظلت تعيش في فنادق القاهرة وباريس ولندن ودبي الخ.. كلهم يوما ما حملوا السلاح، أو حرضوا على حمل السلاح، أو حرضوا على فرض عقوبات اقتصادية على الشعب السوداني من أجل الوصول إلى الحكم!

لا أدعو إلى مدينة فاضلة خالية من السياسيين، ولكن أدعو إلى وطن يعرف فيه المواطن كافة أشكال الكذب والكذابين!

وطن يقول فيه المواطن (لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني) والخِبُّ هو المُخادع الغادر.

الوعي ثم الوعي ثم الوعي!

‫2 تعليقات

  1. المطلوب ..تحسين معاش الناس ..تقديم الخدمات ..توفير فرص عمل..سيادة القانون..الرقابة الشعبية على الأداء الحكومي..تاسيس النقابات لمراقبة وضع العاملين وتحسين ظروف العمل وشروطه…حكاية السياسي بتاع الوعود الانتخابية انتهت.

  2. ان لم نتخلص من الخونة المندسين داخل الاحزاب العابرة للقارات ،، لن ينصلح حال الوطن ،، وللاسف اصبحوا غير مندسين ،،
    قديما قالها منصور خالد (النخبة السياسية وادمان الفشل)
    يجب ان نفهم بان المجرب لا يجرب ،، فمن الغباء ان نكرر تفس التجربة الفاشلة ،،
    لابد من وضع لوائح تلزم نشاط الاحزاب ، بايدلوجيات وطنية ،، فمن السخرية ان يكون هناك حزب يسمى (الحزب الناصري) نسبة الى عبد الناصر ولا نعلم ما هي اهدافه واظنهم كما قال عراب الفشلة حميدتي (نحن هدفنا ما عندنا هدف) اظن هذه ايدلوجية كثير من احزاب الرصيف ،،
    ومن المضحك المهين ان بالسودان المشكوك في عروبته لدى مدعي العروبة حزب (البعث العربي الاشتراكي)
    هل نحن في حاجة الى تبني ايدلوجيات لا تتناسب تركيبتنا الاثنية والثقافية ،،
    وايضا من مظاهر التخلف ،، ان يكون هناك حزب نشأ على اكبر اكذوبة في تاريخ السودان وتعدت حدوده (المهدي) والمضحك ان هذه الكذبة تتزيل اسم هذه الاسرة ولا زالوا يتباهون بها في زهو اخرق ،،
    واضافة الى نهج التخلف حزب الميرغني الموروث تتابعا والمتبعين له بغباء احبوه فاحبهم ،،،
    هذه معضلة السودان ،،
    بالاضافة الى الراسمالية الطفيلية التي تسيطر على ثروة البلاد دون اي دور لهم فيها ،،،
    ختاما ،،
    ان لم يتم وضع قوانين ولوائح صارمة لتسجيل اي حزب داخل قطر السودان ، يلتزم بالهوية السودانية ،، وان لا يتم تسجيل اي حزب يتبنى ايدلوجية خارجية ،، ان لم يتم ذلك فلا سبيل لاصلاح على الاطلاق ،
    تبا لكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..