مقالات وآراء سياسية

الشرطة.. وظلم القائد!

سهير عبد الرحيم

قبل أكثر من شهرين، حكى لي الصديق والصحفي محمد عبد القادر أن رئيس قسم شرطة كبير قال له بالحرف الواحد، إنه لو حدثت أي اشتباكات في الحي الذي يخضع لسلطاته، فإنه يصعب عليه التدخل لاحتواء ذلك الخلاف.

رئيس القسم عزا الأمر لتمرد جنوده عن العمل وغيابهم الكثير واختلاقهم للأعذار، وأضاف أن كل القوة بالقسم لا تتجاوز خمسة أفراد.

حديث رئيس القسم ليس وحده الذي يكشف عن قتامة الواقع الشرطي، فمنذ فترة ليست بالقصيرة، انتشرت ظاهرة بعض أفراد وضباط الشرطة الذين يبحثون عن  (واسطة) لقُبُول استقالاتهم…!!

السيارات (البوكس) التي تلج الى مباني الداخلية وهي تحمل على ظهورها أطناناً من الورق… تلك العربات  لا تحمل راجع صحف من المكتبات أو طبعة حديثة بغرض التوزيع، إنما ما تحمله من أطنان كان  عبارة عن استقالات…!!

استقالات كثيفة دفعت الوزير لإصدار قرار يمنع الاستقالة، فلجأ بعض الأفراد للتمرد والغياب ليتم فصلهم…!!

مجموعة كبيرة أخرى لجأت للانخراط في الدعم السريع، وآخرون يمّموا وجوههم صوب الحركات المسلحة…!!

لكل ما سبق، يبقى السؤال الذي يفرض نفسه والذي كان ينبغي على وزير الداخلية أن يبحث له عن إجابة هو لماذا أصبحت البيئة الشرطية طاردة…؟!

ولماذا أصبح قبول الاستقالة هو حلم كل ضابط…؟ ولماذا صار الكاكي مدعاة للتسرب الوظيفي…؟ ولماذا أصبحت المؤسسات النظامية وغير النظامية الأخرى أكثر جذباً…؟!

إن احتجاجات الشرطة مشروعة ما في ذلك شك… وما يطالبون به من تحسين أًوضاع ودعم، هو حقٌ أصيلٌ بنبغي أن يُقابل بخُطة واضحة ومدروسة لدعم هذا القطاع الكبير.

الآن بلغ السيل الزُّبَى، وليس أدل على ذلك من احتجاجاتهم الأخيرة بساحة الحرية، والتي تؤكد أنه طفح الكيل.

كنت أتمنى من وزير الداخلية أن يتفهّم تلك المطالب ويسعى لحلها، وأن يحاول أمتصاص غضب هذا القطاع العريض… ولكن هيهات…!!

أسوأ ما في هذه الأزمة  مُحاولة البعض، التقليل منها أو تصنيفها تحت بند (حركات كيزان)، ذلك رغم أن وزير الداخلية نفسه لو منح مرتب واحد من أفراد الشرطة أولئك، فإنه لن يكفيه لغسل سيارته وتعبئة نصف تانك الوقود…!!

*خارج السور:*
لرجال الشرطة قضية حقيقية ومطالب مشروعة، يجب العمل على حلها فوراً بزيادة المرتبات وتحسين أوضاعهم، وترقية بيئة العمل… أما الطناش والاستخفاف فلن يكون بعده سوى الطوفان!!

* نقلاً عن الانتباهة*

‫6 تعليقات

  1. الشيء بالشيء يذكر:
    ١-
    استقالات جماعية وسط أفراد الشرطة بسبب ضعف الأجور
    -2013/12/26- مقال نشر قبل (٨) اعوام…والحال ياهو نفس الحال!!
    (…رسمت وزارة الداخلية صورة قاتمة لمستقبل أفرادها وقالت إن الوضع أصبح طارداً، وشددت على ضرورة زيادة أجور أفرادها، وكشفت عن استقالات جماعية تسلمتها بسبب ضعف المرتبات وحذرت من التهاون في الأمر حتى لا يتعرض أفرادها للإغراء. وطالب وزير الدولة بالداخلية بابكر أحمد دقنة بتطبيق توجيه رئيس الجمهورية بمعاملة قوات الاحتياطي المركزي بنفس معاملة القوات المسلحة.).
    ٢-
    مدير الشرطة يرفض استلام استقالات”251″ ضابطًا
    (…رفض المدير العام للشرطة الفريق أوّل عادل بشائر استلام استقالات 251 ضابطًا هو قوام الدفعة 57 ثانويين بكلية علوم الشرطة والقانون، احتجاجًا على حجبهم عن الترقية التي شملت ترقية دفعة أحدث منهم بعامين . وقالت صحيفة السوداني الصادرة اليوم إنّ الدفعة 57 تخرّجت في كلية علوم الشرطة والقانون في سبتمبر من العام 2005 وانخرط أفرادها في العمل المهني ونال أغلبهم أوسمة وثناءات عبر انجازات حققوها في وحداتهم الشرطية المختلفة . وأضافت الصحيفة بحسب مصادرها أنّ منسوبي الدفعة فوجئوا الأسبوع الماضي بحجبهم عن الترقية التي يعتبرونها مستحقة في وقتٍ جرت فيه ترقية الدفعة 37 جامعيين التي تخرجت بعدهم بعامين كاملين . وكشفت الصحيفة عن أنّ الدفعة 57 قرّرت تقديم استقالاتٍ جماعية بعد اتفاق كامل، وأرسلت 5 ممثلين إلى رئاسة قوات الشرطة بوزارة الداخلية يحملون الاستقالات .).

  2. كل يوم بتتكشفي علي حقيقتك يا سهير تتكلمي عن مظالم الشرطة الان الان يا سهير ويحكي ليك صديقك محمد عبد القادر الكوز لم لا تتكلمي عن مظالم النازحين وغيرهم كل السودانيين مظاليم نتيجة حكم كيزانك يا غواصة اتذكر جيدا مقالاتك عن الشرطة وكيف كنتي مدعية انك بتنتقديها يا ناشطة خلاص انتهت اللعبة انتي وداليا الياس وفاطمة الصادق كانو بستخدموكم من جهاز الامن تكتبو في قضايا انصرافية مرة وحده تقول مافي ذكورة ومرة كل بيت بيت فيهو محشس انتهى الدور لا يصح الا الصحيح هذه هي عدالة السماء كل غش وارادة الشر بالشعب السوداني ربنا يفضحو وهو لا يدري

  3. المباحثات الدارفوريه ،. دارفوريه والتي افضت الي ما اطلق عليه جزافا سلام جوبا،، هو أكبر جريمة في حق هذا الوطن وستكون له عواقب كارثية..

    أفراد الشرطه والجيش خاصة ابناء دارفور لن يترددوا لحظه واحدة في الانضمام لعصابات الجنجويد الريزيقاتيه وحركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه ،،،، خاصة أن الرتب العسكرية العليا علي قفا من يشيل،، توزع بالشوالات والقفف ومرتبات عاليه،،ومخصصات يسيل لها اللعاب..

    حركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه وعصابات الجنجويد يسعون لتفكيك الشرطه والجيش حتى يتمكنوا من السيطرة على بلادنا..

    هذه دعوة مفتوحه لابناء الشمال والشرق والوسط بالانضمام للشرطه والجيش والاجهزة الامنيه ويعيدوا للأجهزة الامنيه فى بلادنا سيرتها القديمه ويكونوا على أتم الاستعداد للتصدي للخطر القادم لديارنا من دارفور..

    يا شباب بلادي لا تركنوا ولا تستسلموا لمخطط دمار السودان الذي يقوده الكيزان أصحاب الرتب العليا في الجيش والشرطه والمخابرات بمساندة لجنة البشير الامنيه..

    الا هل بلغت اللهم فاشهد.

  4. من محاسن هذه الثورة المجيدة إنها عرت وفضحت كل المنافقين أصحاب الأقلام المأجورة الدخلاء على الصحافة التي ما عرفوها إلا في كنف الكيزان .
    …….

    قالت شنو !!!!! .. حكى ليها صديقها (محمد عبد القادر) .. ذلك المحزون المفجوع المنكوب بزوال نظام (الانقاذ) !

    وما ننسى .. كاتبة المقال (أيقونة) الصحافة بتكتب في صحيفة الكيزان (الإنتباهة)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..