
عصب الشارع
احيانًا تجدني متعاطفة مع هؤلاء الشباب المغدور بهم و الذين تم القبض عليهم داخل فنادق (متواضعة) بملابس رثة بالخرطوم او خلال تجوالهم بلا هدي في شوارعها بعد اكتشافهم بان ليس هناك مسيرة تستحق حضورهم من
ولاياتهم للمشاركة فيها وان تلك المليونية المزعومة قد ضخمها جداد الفلول لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانا معهم فقد كدت ان اصدق ايضاً رغم متابعتي لبواطن الامور بانهم بهذه المليونية المزعومة سيقتلعون كل اسس وثوابت ثورة ديسمبر المجيدة من جذورها ويفتحون ابواب سجن كوبر علي مصرعيه وسيقتحمون ويعيدون الفلول الي القصر الجمهوري او هكذا كانت الاحلام (الظلوطية) لمن دفعوا بهم..
تعاطفي مع هؤلاء المغدور بهم ياتي من منطلق ان لا قضية ولاء مطلق للمؤتمر الا وطني لهم بل كانوا في حاجة لبعض المال والذي وعدوا بانه سيتدفق عليهم بعد استيلاء (محرضوهم) علي مقاليد الحكم وجاءوا وهم يحملون احلام الثراء القادم وهم لايعلمون بان حتي المبالغ الشحيحة التي منحوها لهم كانت (مزورة) وقد تفاجئو بتهرب او هروب المنظمين للتظاهر حتي قبل ان تبدأ..
هؤلاء الشباب المغدور بهم بحاجة الي الدعم والتوعية حيث انهم اغلبهم من بسطاء الارياف النائيةواغلبهم اعتبر الامر فرصة لزيارة الخرطوم والحصول علي بعض المال والذين استلموا مقدم (الهتاف) عددهم اكثر من ذلك بكثير واكثرهم (كبا الزووووغه) بعد استلام المعلوم ولم يخرج من منزل اهله الذين جاء لزيارتهم ام الذين ليس لديهم اهل بالخرطوم فقد كانوا هؤلاء هم المساكين الذين تم القبض عليهم .. وشقي الحال يقع في القيد..
انا علي ثقة بان اكثر الذين تم القبض عليه قد تم اطلاق سراحهم بعد كتابة تعهد شخصي بعدم المشاركة في الفوضي مرة اخري ولن يتم التحفظ الا علي من تثبت التحريات بانه من فلول النظام السابق او المحرضين لهؤلاء البسطاء وهم قلة من المنتفعين من النظام الكيزاني المباد..
العلم والادراك وفي الفهم العميق يحتاج لصبر طويل فقد غيب النظام الكيزاني العديد من بسطاء هذه الامة تحت غطاء حماية الدين والخروج الي رحاب الفهم العميق للجانب المشرق لديننا الحنيف المتسامح يحتاج لوقت ولكننا صابرون من اجل غد مشرق..
والثورة مستمرة
هذه السطحية و التبسيط الساذج للأمور هو الذي مكن أسيادهم و اولياء نعمتهم من الاستواء على ظهر البلاد و العباد ل٣٠سنة ذقنا فيها الذل و الهوان و كل صنوف البؤس. اغلب الظن ان من بين هولاء السفلة الانتهازيين من تربطك بهم صلة القرابة(القبيلة)او الجهة. قبح الله وجوههم و اذلهم ألف مرة.