مقالات وآراء سياسية

السلمية صناعة سودانية ..

محمد حسن شوربجي

ولكن بالامس ثبت شرعا ان الثورة مازالت قوية في نفوس شبابنا الواعد وقد اسقطت اعداء الوطن للمرة الثالثة.
وان كان من الطبيعي جدا ان تشهد الساحة السياسية كل هذه الحدة الغير معهودة في الخطاب السياسي المضطرب.
وذلك بسبب كل ما تقوم به فلول الطغمة البائدة من تآمرات وخراب وتدمير منظم للدولة المدنية الوليدة.
فقد يظن البعض ان المفروض والمطلوب وكما هو معروف ومعهود في كل ثورات العالم ان تستخدم العصي الغليظة مع كل المعارضين الذين من ظلوا يقوضون المسيرة.
الا ان ثورة السودان تفردت عن مثلياتها بسلمية حيرت كل العالم ولم تفعل ذلك.
ولم تكن انتصاراتها الا بتلك السلمية الرائعة التي وجب علينا ان نفخر بها و بانها صناعة سودانية.
فلقد واجه ابناء السودان في هذه الثورة كل انواع الاسلحة القمعية وبصدور عارية.
لذا هالني ما كان من اشادة بقوة بالطريقة السلمية الرائعة التي تعاملت بها الثورة مع اعدائها.
فلم يشهد السودان اي تنكيل او اعدامات او بيوت اشباخ او خوابير او مسامير تدق في رؤوس قادة النظام البائد او اتباعهم.
وكانت السلمية معبرا مأمونا لهذه الثورة المجيدة
وكان الانتصار غاليا وعزيزا.
فلقد رجحت المليونيات الشعبية كفة الثورة. واثبت السلمية للجميع انها سلاح فتاك.
فلقد كانت اشد ايلاما للنظام البائد وكتائبه .
لذا رأيناهم وقد تساقطت دفاعاتهم وانهزمت كل كتائبهم.
فهاموا في كل الطرقات يصرخون ويولولون .
وحقا فقد كان الامر درسا بليغا .
وان كانوا قد عادوا ثانية لفتح جبهة قبلية جديدة في شرق السودان.
و قاموا بتحريض ناظر الهدندوة (الكوز) ترك لاشعال الشرق.
فخرج ذلك المعتوه ليهدد بأقفال الطريق الحيوي الذي يربط الميناء بالبلاد.
وليتهم يدركون انهم لن ينجحوا في فتنتهم الجديدة.
وانهم سيولون الدبر كما كان في ٣٠ يونيو ٢٠٢١.
فمجمل المخاطر التي اصبحت تهدد الوطن الان هي اصرارهم البغيض في اعادة دولة الفشل القديمة والتي اضرت بالسودان كثيرا واعادته الي العصور الوسطي.
لذا وجب علينا دعوتهم بنبذ العنف ووقف كل هذه الاعمال العدائية.
والعمل علي بناء دولة المواطنة الحقيقية.
وليتهم يرتقون قليلا بوعي شبابهم الذي اكل وشرب الطغيان والاحقاد.
ونقله من العاطفية السياسية القديمة وحياة العداء و التمكين السوداء الي سودان المستقبل الحر و الواعد والذي يحتضن الجميع .
وان اركبوا معنا ولا تكونوا من الغارقين.
وسلمية سلمية
و العزة أوطاني ..
أفديك و تفديني
لا رجعة من تاني ..
ما إنتَ سوداني
وأنا ذاتي سوداني ..
سوداني يا غالي
يا أرض حرية ..
تفداك أرواحنا
وأملاكنا محمية ..
مرقتنا مشروعة
وثورتنا سلمية ..
لا لامة مرتزقة
ولا ديل حرامية ..
يا طالع الشارع
أصرخ بعلو الصوت
حرية حرية ..
سلمية سلمية
ضد الحرامية ..
الشاعرة الأستاذة/ وئام كمال ..
وشكرا شعب السودان المعلم وسلميته العظيمة والتي تستحق منا كل احترام.
وحقا فهذه السلمية تستحق جائزة نوبل للسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..