مقالات وآراء سياسية

الاختشوا ماتوا !

زهير السراج

مناظير

* “عكفت لفترة أتابع ما يكتبه ويقوله الناشطون حول الشأن العام في بلادنا. ولأننا نعيش عصر الإنترنت فما ان تفتح حاسبك الآلي أو هاتفك النقال حتى يطل عليك أحدهم/ إحداهن ليعطيك درساً مجانياً في السياسة والاقتصاد والقانون”.

* “ويفتي البعض بما سيحدث لهذه البلاد من خراب إن لم تذهب هذه الحكومة غير مأسوف عليها، ويذهب إلى أنّ الضائقة الاقتصادية سببها حكومة الدكتور حمدوك التي حسب قولهم انها الحكومة التي تواطأت مع العسكر، وفي قول بعضهم الآخر حكومة العملاء، صنيعة صندوق النقد الدولي. ويزعم هؤلاء بأن لا مخرج للبلاد من الضائقة المعيشية إلا بتغيير اللعبة كلها وتوزيع الأدوار من جديد، وكأنما التاريخ واقف في مكانه لا يتحرك قيد أنملة”.

* ويضيف أستاذنا الجليل والشاعر الكبير فضيلي جماع قائلا: “أعرف ويعرف غيري أن الذين دعوا لخروج أبناء وبنات شعبنا يوم 30 يونيو منادين بذهاب حكومة الدكتور عبدالله حمدوك وكل مؤسسات الفترة الانتقالية لم يخرجوا عن طائفتين، الاولى كانت مع الثورة السودانية في مسيرتها ومصيرها طوال العهد البائد، ودفعوا ثمن الحرية كغيرهم من أبناء وبنات شعبنا، ولا نزاود على وطينتهم، وهم بعض منابر اليسار السوداني وعلى رأسها الحزب الشيوعي السوداني”.

* “أما الثانية، فلا يخشي سدنتها المجاهرة بكل ما هو قبيح وكل ما يمكن أن يذهب بريح ثورة ديسمبر العظيمة، لأنها هي التي اقتلعت سلطتهم – سلطة الإبادة الجماعية والمجاعات وأجيال المخيمات، ولن أضيع وقتي ووقت القراء في الحديث عنهم، فهم في محنةٍ لا يقدر على وصفها أبرع الشعراء “.

* ويواصل: “لن اتهم الطائفة الأولى بالعمالة فلقد دفعوا معا الثمن: موت وزنازين وتشريد، لكن مصلحة وطننا فوق رؤوسنا أجمعين، وسأقول ما اراه الحق ، عسى يفقهوا قولي اليوم قبل ضحي الغد:

* “لم يأت الدكتور عبدالله حمدوك إلى رئاسة الوزراء على ظهر دبابة، بل جاءت به إرادة هذا الشعب والذى ارتضت حاضنته السياسية بكل مكوناتها المتشاكسة والمتنافرة أن يقود العمل التنفيذي، لكنها لم تعطه التفويض الكامل، فليس من حقه اختيار وزرائه ، بل تختارهم أحزاب لا تعرف غير (حقي وحقك)، وفي الطرف الآخر عسكر هم أبناء النظام المباد منحتهم الوثيقة الدستورية المعيبة حق الفيتو في إثارة الغبار وفرملة مسيرة حكومة الانتقال حسب المزاج”.

* “عندما جاء د. حمدوك كانت خزينة البلاد خاوية، نهبها القراصنة الكيزان الذين يقولون اليوم أن حكومة حمدوك يجب أن تذهب لأنها حكومة الفقر والجوع، فعلاً (الإختشوا ماتوا)، كما استلم بلدا تلعلع فيه أسلحة المليشيات وتهدد ما تبقى من كيانه، فبدأ بالأولويات، ملف السلام الذى اوقف الحرب ولو إلى حين، وملف الاقتصاد، واستطاعت حكومة حمدوك أن ترفع اسم بلادنا من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى نعود مكرمين إلى حضن المجتمع الدولي، ولولا ذلك لظللنا محلك سر، فالعالم اليوم أكثر تماسكاً مما يحسبه الغافلون، وهبوط سعر البورصة في هونغ كونغ قد يضطرب معه مؤشر داو جونز وتختل موازين المعاملات التجارية”.

* “لقد فات زمن الأيديولوجيا يا سادة.. نحن يحكمنا السوق والإعلام. هل يعلم دعاة سلطة الشعارات كم هو حجم التبادل التجاري بين الصين الشيوعية وأمريكا الإمبريالية”؟!

*” استطاعت إدارة د. حمدوك – وسط كل المشاكسات من حاضنتها وعسكرهم- أن تقنع المؤسسات المالية صاحبة الربط والحل في اقتصاديات العالم بأننا نستطيع أن نكون شركاء بما في بلادنا من ثروات يسيل لها اللعاب، وها هي ديوننا التي ابتلانا بها النظام البائد في طريقها للإعفاء، وهى الخطوة الاولى لانفتاح العالم علينا بل وتكالبه على بلد يعلمون ان فيه الكثير من الخيرات وفرص الاستثمار”!

* ويختم حديثه الثر: “أخيرا أقول للذين كانوا يعتقدون انهم سيهدون المعبد على رؤوسنا جميعاً يوم 30 يونيو، أن يمضوا في أحلامهم التي ستنقلب عليهم كابوساً، ويتركونا نعمل في صمت”.

‫3 تعليقات

  1. ما الذي غير رأيك في حمدوك أيها الكندي ؟
    ما قبل كده قلت ان حمدوك دفعتك ولا يصلح كرئيس وزراء ،؟
    والآن كل من يتظاهر اما كوز او يتبع للحزب العجوز ،وكأن ليس من حق الجوعي
    رفض وصفة الجوع المجربة في كثير من الدول المنكوبة شئ يسر ويحتفي به
    والمؤسف في الأمر أن كثيرين مثلك يعيشون في دول العالم الأول حيث الطعام والحصول عليه
    لا يفكر به احد،،وكأنكم قد تملكتكم روح انطوانيت،فبتم خاطبة شكارة لعروسكم حمدوك ،،لقد كانت أكبر مقاتل الثورة انها أختارت من هو حامل لجنسية اخري ليتولي امر مؤسساتها الدستورية ،،ولا تقل لي ان حمدوك محايد في هذه اللعبة ،،والي الجحيم حمدوك وكل مشايعيه

    1. حرقك يا فوفو
      بس إعفاء 60 مليار كان حيدفعها أحفاد أحفاد أحفادنا إلى عشرين حفيد، بس تكفي حمدوك أما موضوع الجنسية التانية فذهب إليها مجبرا من الصالح العام إذا ما نسيت يا العامل فيها ما كوز.

      1. الصومال وكثير من الدول تم إعفاء ديونها بدون تقديم تنازلات لم يطلبها حتى صندوق النقد الدولي،، هناك كثيرون كانوا أجدر من حمدوك لقيادة الفترة الانتقالية،، احيلوا للصالح العام وتحملوا كل ذل (الكيزان) ولم يغادروا البلد،، ولكن وبصورة ما تم تزيين الخارق حمدوك خبيرنا الأممي ليكون رئيس وزراء اونطة ليزيد خبرته من تعلم حلق رأس اليتامى،، أثر الجنسية الثانية بادي تماما في كل قراراته ووصايته القميئة على شعب ثائر،، والان تحول لمتوسل مزدوج،، للخارج الذي اهرق فيه ماء بلده، وللداخل من أجل أن يستمر في لعب دور الجوكر المهرج،، وكل من ينتقده ينبري له دجاجه الممعوط الفاشل والتهمة كوز،، وكأن الذي حدث هو تغيير مقاعد،، من جداد كيزاني الي جداد حمدوكي مدعوم من الخارج

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..