الإفريقية الجميلة: الزرافة السودانية التي ذهبت لفرنسا ? 1

الإفريقية الجميلة: الزرافة السودانية التي ذهبت لفرنسا ? 1
La Belle Africaine: The Sudanese Giraffe who went to France – 1
هيزر شاركي Heather J. Sharkey

مقدمة: هذه ترجمة وتلخيص موجز لبعض ما جاء في مقال للدكتورة الأمريكية هيزر شاركي الأستاذة المتخصصة في تاريخ ولغات وحضارات الشرق الأوسط والأدنى في جامعة بنسلفانيا، نشر في صفحة الدكتورة بموقع جامعتها في عام 2013م.
ويدور المقال حول تاريخ “دبلوماسية الزرافة” والتي مارسها محمد علي باشا حين قام بإهداء زرافة (سودانية) لملك فرنسا شارل العاشر كانت هي الزرافة الأولي (مع اثنتين أخيرتين أهداهما لملكين آخرين في أوربا) في عام 1827م. وكانت تلك الزرافات هي أول زرافات تشاهد في أوربا منذ أن وصلت أول زرافة لأوروبا في عام 1486م.
وللكاتبة عدة كتب ومقالات عن السودان ومصر منها كتاب “العيش مع الاستعمار: الوطنية والثقافة في السودان الإنجليزي المصري”، وكتاب “الإنجيليون الأمريكيون في مصر” و”الهوية والمجتمع في الشرق الأوسط المعاصر” و”تاريخ الصحافة العربية في السودان”. وكنت قد عرضت لعدد من كتابات الدكتورة شاركي في مقالات سابقة.
المترجم
********** ************* ***********

مقدمة: تاريخ كتابة السياسات الفرنسية – السودانية (العابرة للقومية)

عادة ما يبدأ المؤرخون الفرنسيون بالاعتذار وهم يقدمون أبحاثهم عن تاريخ السودان لزملائهم المتحدثين باللغة الإنجليزية. وكثيرا ما نسمعهم يرددون بأن فرنسا، مقارنة ببريطانيا، هي صحراء بلقع في مجال الدراسات السودانية. وربما كان مرد ذلك هو عدم استعمار فرنسا لأجزاء وادي النيل التي تشمل الآن السودان وجنوب السودان. غير أن ندوة عقدت بباريس في نوفمبر من عام 2012م كذبت كل ذلك، وبرهنت على حيوية وتنوع الاهتمام الفكري والبحثي الذي يوليه العلماء الفرنسيون لدولتي السودان في مجالات التاريخ والأنثروبولوجيا واللغات والعلوم السياسية والمواد الأخرى. وسأحول هنا أن أدحض ما يراه الفرنسيون في أنفسهم من تباعد وانفصال عن تاريخ السودان وذلك عن طريقة دراسة مبادلة حدثت قبل سنوات من الوجود النشط للبريطانيين في السودان قبل أكثر من نصف قرن من الزمان. وتمثل ذلك التبادل في هدية قدمها حاكم مصر والسودان محمد علي باشا (1769 ? 1848م) من مكان ما فيما يعرف الآن بجمهورية السودان، إلى ملك فرنسا شارل العاشر (1757 ? 1836م) في عام 1826م (أي قبل 72 عاما قبل انتصار بريطانيا على دولة المهدية في السودان، وتأسيسها للحكم الثنائي بين عامي 1898 و1956م).
ونورد في هذا المقال ضربا من تاريخ العلاقات (العابرة للقومية) بين السودان وفرنسا عبر دراسة زرافة اسماها في عام 1827م محرر صحفي نقلا عن بعض العاملين في حديقة الحيوان بمدينة ليون “الإفريقية الجميلة”. ونقوم كذلك باستعراض تاريخ الزراف بصورة عامة، وتاريخ هذه “الإفريقية الجميلة” بالذات، في سياق دراسة قصة الأبعاد الدبلوماسية والثقافية والبيئية، إضافة للأبعاد المتعلقة بعلم الحيوان، وتأثير كل ذلك على المقاييس المحلية والإقليمية والعالمية. ونستطيع بتتبع رحلة تلك الزرافة وأحوالها أن نحقق ثلاثة أهداف:
أولها، أنه بإمكاننا، ومن جهة النظر السودانية، التغلب على الحدود بين الدول وبين القوميات وهو الأمر الذي يبدو الآن أكثر إمكانية وقبولا للتحقيق، خاصة بعد انفصال جنوب السودان عام 2011م، وتعريف السودان كمنطقة يمكن فيها تحرك الناس والأشياء والأفكار، في مقابل دولتين محددتي الحدود.
وثانيها هو أنه يمكننا، ومن وجهة النظر الفرنسية، التقليل من بعض أعباء “لحظات” التاريخ الاستعماري بإفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وكذلك يمكننا تصور وجود علاقات لفرنسا والفرنسيين بأماكن لم يستعمروها، مثل كينيا وموزمبيق، أو (كما في هذه الحالة) مثل السودان وجنوب السودان.
وثالثها هو أنه بالإمكان الحصول على كم هائل من الوثائق المكتوبة والمصورة والأدلة المادية المتعلقة بزرافتنا الجميلة، وكيف أن هنالك تاريخا مخبوءً في طيات تواريخ أخرى، تماما مثل دمية التعشيش الروسية المسماة ماترواشاكا (matryoshaka)، عامرة بطبقات من الزمان والمكان والتفسيرات والتأويلات، بعضها فوق بعض. وقد يساعد النظر إلى التاريخ بذلك المنظور فهم كيف أن مجهودنا في التفسير والتأويل الآن سيضيف إلى أعمال متراكمة، بعضها ما زال قيد العمل، عن تاريخ يبدو مختلفا في كل مرة بحسب الظروف والأحوال.
ويبدأ هذا المقال من مكان بعيد الاحتمال وغير منتظر ، ألا وهو بيت درج stairwell في إحدى المحافظات الفرنسية، وذلك سيساعدنا في فهم سبب مغادرة زرافتنا للسودان ووصولها لفرنسا قبل نحو قرنين من الزمان. ويتتبع المقال هجرة تلك الزرافة إلى باريس في عام 1826م، وترصد الأثر الثقافي الذي أحدثته على فرنسا. ويأتي المقال أيضا على الدور التاريخي الذي لعبه السودان في تزويد الأقطار المطلة على البحر الأبيض المتوسط بأعداد من هذا الحيوان. ويختم المقال بعرض الأثر الذي تركته تلك الزرافة، حتى بعد موتها، في فرنسا، والزراف السوداني بصورة عامة، حتى ندرك مما يمكن استخلاصه من عِبْرات قصصها عن فرنسا والسودان (وجنوب السودان) منذ القرن التاسع عشر حتى العصر الحالي، عصر ما بعد الاستعمار.

بيت درج في لا روشيل: العثور على تاريخ كبير في مكان صغير

تقع لا روشيل على شاطئ فرنسا المطل على المحيط الأطلسي، وهي مدينة صغيرة ذات تاريخ باذخ الغنى. ومن هذه المدينة الصغيرة يمكن تتبع خيوط عديدة وهي تغزل في تاريخ العالم. ففي القرن السادس عشر على سبيل المثال وقعت حروب الأديان (1562 ? 1598م)، وغدت لا روشيل، وبالتحالف مع قوات قدمت من إنجلترا، معقلا للبروتستانتية المضادة للمؤسسة الكاثوليكية الفرنسية. وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت لا روشيل مركزا للمهاجرين الفرنسيين الذين كانوا يتجهون صوب شمال أمريكا، خاصة مقاطعة كويبك (أو فرنسا الجديدة، كندا الآن). وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر استضافات المدينة كادر التنوير (مثقفي التنوير الفرنسي)، والذين كانوا يدققون في العالم الطبيعي عن طريق دراسة الحفريات والأصداف والنباتات والحيوانات. وبرز من علماء الطبيعة في لا روشيل في تلك السنوات Aicde Dessalines d? Orbigny والذي قام بجمع أكثر من 10000عينة في غضون رحلة علمية استغرقت سبع سنوات، قام بها لعدد من أقطار أمريكا الشمالية مثل البرازيل وبيرو وغيرهما، وأسس لعلم جديد هو علم المتحجرات الدقيق micropaleontology. وفي عام 1887م بعثت لا روشيل بثلاثة من أبنائها (عرفوا بالفاتحين السلميين peaceful conquerors) لغرب أفريقيا لبحث مطالبات فرنسا بكوت ديفوار (ساحل العاج)، وتطوير تجارتها في الكوكا والبن.
وتم تجميع ثمرات كل ذلك التاريخ الحافل في متحف التاريخ الطبيعي بالمدينة، والذي يحوي المواد التي جمعها d? Orbigny من أمريكا الجنوبية، بالإضافة لكل مواد الطقوس الإفريقية التي جمعت من مناطق في غرب أفريقيا وغيرها.
وفي وسط كل ذلك الثراء الطبيعي والاصطناعي المنيف كان هنالك “كنز” موضوع في بيت درج يؤدي إلى الطابق الأعلى من الطابق الأرضي للمتحف. كان ذلك “الكنز” يرتدي معطفا ذهبيا مشبكا، وله قدمين طويلتين ذاتا عقد ونتوءات. وكان ذلك “الكنز” يتأرجح في التصنيف بين علم الحيوان zoology وفن تحنيط الحيوانات taxidermy، وبين عالم المخلوقات وعلم الأشياء. كان ذلك “الكنز” هو في الواقع “زرافة” تقف على منصة خشبية قديمة مكتوب في قاعدتها اسمها اللاتيني، متبوعة بعبارة “من دارفور”. كانت هدية من باشا مصر. و”عاشت لسبعة عشر عاما ونصف في حظيرة الحيوانات الوحشية”.
وفي كلمات أخرى كانت تلك المنصة الخشبية تشهد بأن هذه الزرافة زرافة سودانية تحتل مكانها في بيت درج في لا روشيل. وعند تتبع ذلك الخيط يجد المؤرخ كثيرا من الدراسات الأكاديمية والشعبية التي تملأ الفراغات في قصة تلك الزرافة. فقد كانت تلك الزرافة هدية من حاكم مصر العثماني (والذي أستقل عمليا عن الخلافة العثمانية) لشارل العاشر ملك فرنسا. وكان الرجل الذي أوحى لمحمد علي بفكرة تلك الهدية، والذي قام بشرائها هو رجل بيومنتي من تورينو بشمال غرب إيطاليا اسمه برناردينو دروفيتي (1776 ? 1852م). وكان الرجل يعمل في وظيفة قنصل فرنسا في الإسكندرية، ويعمل أيضا مستشارا خاصا لمحمد علي، ويصنفه البعض على أنه “دبلوماسي انتهازي”، ويعده آخرون مجرد “لص مقابر و”رجل أعمال فاسد” تخصص في نهب الكثير من المومياوات المصرية والحيوانات المحنطة وبيعها لمتاحف أوربا الرئيسة مثل متحف اللوفر. غير أن دروفيتي كان يتاجر أيضا في العينات الحيوانية والنباتية والجيولوجية، والتي كان يبيعها لأثرياء الأوربيين الذين شغفوا بجمع تلك العينات، جريا على عادة (موضة) تملك القطع العلمية الغربية التي سادت في ذلك العصر. وقد سبق للرجل أن تاجر في البضائع السودانية من قبل، فبعث بعدد من الخيول الدنقلاوية إلى ملك سردينيا، وبدرزينة من الخراف النوبية البيضاء الصوف إلى مستشار روسيا رومانزوف.
وفي عام 1824م أقنع دروفيتي محمد علي باشا بأن هدية مذهلة لشارل العاشر ستكسبه بلا ريب ود كل الفرنسيين. وكانت لفرنسا مصالح مهمة في مصر، وكان لها أيضا فيها اهتمامات متنوعة. ففي عام 1822م كان شامبليون (1790 ? 1832م) قد حل شفرة ما هو منحوت على حجر رشيد. وكان الملك شارل العاشر قد أصدر أمرا لوزارة خارجيته لتناشد كل قناصل فرنسا في الخارج، وكذلك المواطنين الفرنسيين المسافرين لبقاع العالم المختلفة، العمل على تزويد حديقة باريس النباتية ومتحف التاريخ الطبيعي الملحق بها بما يجمعونه من غريب النباتات والحيوانات. وفي تلك السنوات أيضا كان محمد علي باشا يقوم بمغامرات خطرة، وفي أشد الحاجة للحصول على التأييد الخارجي، أو على الأقل لتقليل معارضة الدول الأجنبية لمغامراته. وشملت تلك المغامرات مساعدته للجيش العثماني لقمع ثورة “المتمردين” (الوطنيين) المشاركين في “ثورة اليونانيين” (حرب استقلال اليونان التي دارت بين عامي 1821 ? 1832م)، وهي الحرب التي بدا أن فرنسا وبريطانيا كانتا تقفان فيها بجانب اليونانيين. وبالإضافة لذلك كان محمد علي باشا منهمكا في بناء إمبراطورتيه الشخصية. ففي عام 1821م بعث محمد علي بابنه اسماعيل باشا لغزو السودان، بادئا عصرا من الحكم الاستعماري عرف عند المؤرخين بـ “التركية” أو العهد التركي ? المصري (1821 ? حوالي 1885م) في السودان. وفي ذات السنوات كان محمد علي يفكر في غزو سوريا (وكانت من ضمن ممتلكات الخلافة العثمانية) وبعث لها بابنه إبراهيم باشا غازيا في 1831م).
وبحكم سيطرة محمد علي باشا على السودان في تلك السنوات، فقد كان بمقدوره إصدار أوامره من مصر لقادته في الخرطوم لاصطياد ورعاية وترحيل زرافة صغيرة السن وإرسالها لفرنسا. وقد عرف محمد علي بقسوته المفرطة، فقد كان قد ذَبَّحَ منافسيه من المماليك غدرا، وبالجملة، بعد أن كان قد دعاهم لوليمة في قلعته بالقاهرة في 1811م. وكان قد كون له جيشا من المجندين الإلزاميين يهاب الالتحاق به الفلاحون المصريون، فبلغ بهم الحال أن كان الواحد منهم على استعداد لفقأ عينيه أو تشويه أعضائه من أجل الإعفاء من التجنيد في ذلك الجيش. ومن تلك القصص المرعبة يتضح أن أمرا من حاكم بمثل تلك القسوة لابد أن يؤخذ على محمل الجد، حتى وإن لم يتعلق الأمر بأكثر من اصطياد زرافة.
ولكن من أين جلبت تلك الزرافة؟ تذكر المنصة الخشبية التي كانت تقف عليها الزرافة أنها جلبت من دارفور في غرب السودان، والمجاورة لتشاد الحالية. غير أن هنالك روايات تم تداولها في القرون التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين بأن تلك الزرافة قد جلبت من كردفان، في وسط السودان، بينما تقول مصادر أخرى أنها اصطيدت من منطقة تبعد 200 ميل جنوب شرق سنار، وبالقرب من الحدود مع أثيوبيا، بينما زعم أحد المؤرخين الفرنسيين أنها كانت قد أحضرت من ” سنار، تلك المديرية الجبلية في النوبة” (ولعله يخلط هنا بين منطقة النيل الأزرق حيث تقع سنار، ونهر النيل حيث أرض النوبة في أقصى شمال السودان). وكتب رجل أمريكي في 1998م عن قصة تلك الزرافة ووصفها بأنها “مصرية”، ربما لمرروها عبر مصر (تحت قيادة محمد علي) وهي في طريقها لفرنسا، ووصف من قاموا باصطيادها بأنهم “عرب”. وتذكرنا تلك التسميات المتباينة بنظرة الأجانب للسودان عبر القرون. فلم يكن السودان لكثير منهم غير مكان شاسع شديد الغموض والالتباس يجاور مصر جنوبا. وكانت كلمات مثل “سوداني” و”مصري” و”نوبة” و”عرب” تستخدم دوما بصورة مختلفة وغامضة وعديمة التحديد.
وكان الزراف كثير العدد في السودان في العشرينيات من القرن التاسع عشر. لذا فإن زرافتنا الجميلة كان يمكن أن تأتي من أماكن عديدة بالبلاد، إذ أن ذلك النوع من الحيوانات كان يكثر في غالب المناطق جنوب الخرطوم، وحتى ما يعرف الآن بجنوب السودان، وكان يوجد بكثرة كذلك في المناطق شرق الخرطوم (منطقة النيل الأزرق) وغرب الخرطوم (كردفان ودارفور). غير أنه من المرجح أن هذه الزرافة كانت قد جلبت من منطقة النيل الأزرق جنوب شرق سنار، وذلك لسهولة ترحليها للخرطوم عبر النيل الأزرق.
بدأت رحلة “الزرافة الجميلة” في نهايات عام 1825م من حيث اصطيدت، ونقلت للخرطوم في بدايات 1826م، ثم نقلت للإسكندرية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. ومن هناك أبحر بها لميناء مارسيليا على شاطئ فرنسا الجنوبي في 23/10/1826م. ورافق الزرافة في رحلتها رجلان سودانيان كانا يقومان على رعايتها، كان أحدهما هو حسن البربري، وصفه أحد المؤرخين بأنه “نوبي”، بينما ذكر مؤرخ آخر أنه “عربي”، بينما زاد آخر في الوصف فذكر أنه “عربي من الصحراء”، وزعم آخر بأنه “بربري من سنار”. أما المرافق الآخر (أتير؟ (Atir فقد وصف بأنه “خادم زنجي” و”عبد سابق” لدروفيتي، أو “سوداني زنجي” من دارفور. وهنا نجد أنفسنا نلحظ الالتباس والخلط والغموض الذي كان يسود تاريخ وهويات السودانيين. وتعكس الطريقة التي وصف بها المؤرخون الغربيون الرجلين الذين رافقا تلك الزرافة مدى الالتباس والتغير الذي حدث في تصورات الأوربيين فيما يتعلق بلون بشرة السودانيين ودرجات سوادها، وهويتهم الدينية (إسلامية كانت أم غير إسلامية)، ولغاتهم، وطرائق حياتهم، ووضعهم من حيث العبودية، وعبوديتهم السابقة وحريتهم.

تعليق واحد

  1. تصويب:
    وبرز من علماء الطبيعة في لا روشيل في تلك السنوات Aicde Dessalines d? Orbigny والذي قام بجمع أكثر من 10000عينة في غضون رحلة علمية استغرقت سبع سنوات، قام بها لعدد من أقطار أمريكا االجنوبية مثل البرازيل وبيرو وغيرهما،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..