المناشط الرياضية.. تراجع ألعاب القوى والسلة وسقوط الطائرة

دون سابق إنذار شهد قطاع المناشط الرياضية في السودان تراجعاً مريعاً بات لافتاً للنظر في الفترة الأخيرة، بعد أن كان حتى وقت قريب يعد منجماً للبلاد، لجهة إن أبطال العاب القوي حصدوا الذهب ورفعوا اسم السودان عالياً في المحافل الدولية.
خلال عشر سنوات في الفترة من العام 2000م وحتى العام 2012، توشحت البلاد بذهب ألعاب القوى، بفضل تميز الجيل الذهبي للعبة أبوبكر كاكي، إسماعيل أحمد إسماعيل، نوال الجاك وعبد الله نيالا، وآمنة بخيت، حيث زين الخماسي جيد الوطن بالدرر، وبرع كاكي بصورة ملفتة للأنظار، وتوج جهوده كبطل للعالم في بطولة الصالات لدورتين متتاليتين.
مشاكل عديدة
يقول سكرتير اتحاد العاب القوى هشام بشير أبوزيد لـ(الحراك): “هناك أسباب عديدة أفضت لتراجع المناشط من بينها عدم وجود ملاعب مخصصة للنشاط الرياضي؛ الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار المنافسات، فضلاً عن غياب دعم الدولة للاتحاد المعني بالمناشط، علاوة على التغييرات المستمرة في وزارة الشباب والرياضة، ويشير هاشم إلى أن خطة الاتحاد لتطوير اللعبة تظل قابعة في ادراج مكاتب الوزارة، لأن أي وزير وقبل أن ينظر في ملف الاتحاد يتم تغييره بآخر”.
غياب المعينات
يقول هاشم إن اتحاده لا يملك ملعباً متخصصاً، وظل يستعين بملعب فرع الرياضي العسكري، أملاً في اكتمال المدينة الرياضية التي تضم ميادين خاصة بالمناشط المختلفة، لكن انتظارهم طال في انهاء العمل بمشروع مدينة السودان الحلم، ولفت هاشم إلى أن اتحاد الذهب الذي نجح في تحقيق الإنجازات العالمية كان محظوظاً لوجود دعم مالي مقدر، فضلاً عن المساهمة الفاعلة للمدرب الصومالي الأصل والبريطاني الجنسية جامع آدن الذي صنع الأبطال “كاكي وإسماعيل أحمد وغيرهم.
مشيراً إلى أن عدم انتظام راتب آدن في عهد اتحادهم الحالي، بجانب العرض المالي الكبير من دولة قطر قاد الصومالي لمغادرة البلاد، مبيناً أن فارق المرتب فاق الـ (23) ألف دولار.
هجرة المواهب
يؤكد سكرتير اتحاد ألعاب القوى أن الظروف الاقتصادية الصعبة في السودان جعلت معظم المواهب تهاجر إلى دول أخرى مثل الأردن، السعودية، لبنان وغيرها لاحتراف اللعبة والحصول على أموال ضخمة نظير ذلك، وعن الأبطال السابقين يؤكد هشام أن أبوبكر كاكي موجود في السودان، لكن مستواه الفني تراجع، كما أن إسماعيل أحمد إسماعيل اعتزل وانخرط في مجال التدريب.
انفصال الجنوب
مع رحيل المواهب من أبناء الجنوب إلى دولتهم الوليدة بعد الانفصال، تراجع منشط السلة بشكل كبير وتدمر، ولحق به منشط الطائرة، وحتى الإشراقات المتمثلة فى الفوز بالبطولات والوصول إلى مراحل متقدمة عربياً وافريقياً كان لنجوم جنوب السودان القدح المعلى فيها، وذلك من واقع أنهم الأفضل في الساحة، ولم يقتصر الدور على السلة، بل تعداه ليشمل منشطي الكرة الطائرة وأم الألعاب، حيث فشلت جميع المناشط السودانية فى البطولات العربية، وتذيلت قوائم الترتيب.
كتب أبطال جنوب السودان الفصل الأخير من تميز المناشط السودانية، وأصبحت ألعاب القوى والسلة والطائرة في خبر كان، إلى حين إشعار آخر عنوانه ظهور أبطال جدد، بعد أن توزع بعض النجوم على الدول التي ترغب في تحقيق إنجازات آنية بعيداً عن صناعة.
الحراك السياسي