مقالات سياسية

قطع الإنترنت وغش الامتحانات وشغل “السعجلة”

بسم الله الرحمن الرحيم

جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن

# للسنة الثانية على التوالي -وبلا بديل للقطع غير القطع- يتم فصل خدمة الإنترنت في السودان بسبب انعقاد امتحانات الشهادة الثانوية.

# ويتواصل القطع لها لمدة (15) يومًا وطول زمن جلسة الامتحان أي لمدة (3) ساعات يوميًا من الساعة (8 – 11) صباحًا. 

# وذلك في أغرب قرار حيث أن المتعارف عليه بأنه قد يُقطع الإنترنت إضطراراً بغرض الصيانة ولا دولة غيرنا في العالم كله تقطعه لقيام امتحانات فيها.

# وكأننا سوف نستمر على هذا الحال ” المقطوع” في “مونديال” الامتحانات السنوية لأنه ولمدة عام منصرم لم نفكر في إيجاد حل غيره.

# أيضًا من الآن وحتى امتحانات السنة القادمة لا تبدو ثمة حلول في الأفق القريب ولا البعيد غير القطع للعام الثالث وهكذا دواليك.

# لأن غالب المسؤولين في مؤسسات الدولة لم يعودوا يعملون بسياسة رزق اليوم باليوم وإنما تطوروا لدرجات أقل تنتهج سياسة رزق السنة بالسنة.

# والمثال لذلك فهم لا يصدرون قرارات الامتحانات السابقة نفسها إلا والامتحانات على الأبواب إيمانًا بالحكمة: (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة).

# فأي تأنٍ يوصل للسلامة لأكثر من عام كما أنه أي عجلة هنا تعقبها ندامة بل بالعكس فهذا تأنٍ تأتي منه الندامة والعجلة فيه هي السلامة.

# وحجتهم المخجلة وغير المقنعة لقطع الإنترنت خوفهم من تسريب الامتحانات في مواقع التواصل المختلفة كما حدث من بعض ضعاف النفوس من المعلمين.

# وأيضًا لتزايد حالات الغش في داخل قاعات الامتحانات بتبادل حلول الامتحانات داخل وخارج البلاد عبر الهاتف ما بين الطلاب وأسرهم وأصدقائهم و… و…

# ونشير هنا إلى أنه  لو تم تشريع عقوبات رادعة وتنفيذ صارم لها في حق كل من يثبت تورطه في هذا الجرم الأخلاقي سواءً أكانوا معلمين أو طلاب.

# فلن يتجرأ شخص آخر بأن يقدم على تكرار الارتكاب لهذه الجريمة والتي استفحلت في السنوات الأخيرة بصورة مكثفة ومخيفة.

# كما أن هذا الحل غير العبقري يظهر الدولة كعاجزة وخاضعة لسطوة أهل الغش لدرجة التنازل -مكرهة لا طواعية وبالسنوات- عن تقديم خدماتها وقطعها.

# سؤال بريئ فهل لجان الامتحانات لا تستطيع إصدار إعلان تمنع فيه منعًا باتًا حمل أجهزة “الموبايلات” -المتطورة وغير المتطورة- وبملحقاتها داخل القاعات.

# أيضًا لم لا يتم التفتيش الدقيق للطلاب وبصورة أدق للطالبات وأخذ “موبايلاتهم” وعدم السماح لهم مهما كانت الأسباب بالدخول بها للمدارس فترة الامتحانات.

# وبعد ذلك -لا عذر لمن أنذر- فكل من يوجد معه “موبايل” أثناء الامتحان تحسب له -وبلا تحقيق معه-حالة غش سواءً غش به أو لم يغش.

# ولأن من أمن العقوبة أساء الأدب فلتتم محاسبته ومعاقبته -بصورة فورية- وذلك بحسب لوائح الامتحانات الخاصة بالضبط لحالات الغش والشروع فيه.

# لأنه وبالرغم مما بيّنه حديث أحد رجال الأعمال وتحسره على الخسارة الكبيرة لملايين الجنيهات للدولة ككل والقطاع الخاص بصورة أخص.  

# لكن لابد أن نوضح أن هذا القطع للإنترنت لا يتوقف على الخسارة الاقتصادية فحسب بل إن خسائره الأخلاقية أعظم وأفدح.

# إذًا وقبل خساراتنا الاقتصادية في ما يعرف بعالم الغرفة الواحدة فإنه يصدر سمعة سيئة عن امتحاناتنا وشهاداتنا وتعليمنا وقبل كل ذلك عن أخلاقنا وأمانتنا و… و…

# وعلى ذكر الأمانة فالأمر الأمرّ فيها أن صوتنا دائمًا ما يعلو بأننا منبع الأمناء وأكثر شعوب أهل الأرض قاطبة أمانةً.

# فعن أية أمانة نتحدث بفخر ونحن نغش بهذا الأسلوب الإلكتروني العالمي وكأنما نفهم أن خيانة الأمانة لا تكون إلا في الأموال فقط.

# وللأمانة فالأمانة تكون في الأخلاق عمومًا وعدم أخذ أية حقوق بأساليب ملتوية سواءً أكانت درجات امتحانات أو ترقيات أعمال وغيرها.

# وعلى العموم فكل هذا التأخير من وزارات التربية والتعليم الاتحادية والولائية ولجانهم المختلفة وعدم إصدارهم لقرارات تستأصل الغش الإلكتروني بالامتحانات. 

# وعدم الحسم له لأكثر من سنتين ماضيتين وربما لسنوات قادمات فكأنهم يرددون بلسان حالهم ومقالهم أن قرارات “السعجلة” ما بتنفع معاهم 

# واتساقًا مع حالهم هذا نتذكر قصة ذلك الرجل الذي تجادل مع النجار بأن أباه سلّمه أخشاب ليصنع له منه آلة تعينه وقتها على تعلم المشي.

# وبما أنه لم يتعلم بها هو ولا ابنه لكنه الآن يستعجله ويترجاه بإنجازها في أسرع وقت ممكن وذلك حتى يتمكن حفيده من تعلم المشي بها.

# وبكل “الزعل” يجمع النجار الأخشاب ويرمي بها في وجه الجد قائلًا: (عليك الله “شيل” خشبكم “دا” نحن أصلًا شغل “السعجلة” دا ما بينفع معانا). هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا اله أنت استغفرك وأتوب إليك.

[email protected]
ا
لمواكب

 

‫2 تعليقات

  1. مع كامل الاحترام لحرف ال “د” الذي يسبق اسمك لكن اسمح لي ان اقول لك انك قاعد ساي او ربما كانت شهادة الدكتوراه بتاعتك في اداب الوضؤ و التيمم.
    تأمين امتحانات الشهادة السودانية عملية أمنية كبيرة جدا و تكلفتها المادية عالية للغاية و تتضاعف في حالة الاضطرار إلي إعادة امتحان واحد بدون حساب الضرر علي مئات الآلاف من الطلاب و أسرهم و الاضرار بسمعة الشهادة السودانية نفسها.
    و حتي الحلول التي طرحتها يادكتور تتسم بالسذاجة و عدم الموضوعية و الاستهتار بأهمية الشهادة السودانية، هل تدرك الزمن المطلوب لتفتيش مئات الآلاف من الطلاب الممتحنين تفتيشا دقيقا قبل اي جلسة امتحان؟؟ هل تقبل ان يتم تفتيش ابنك/ابنتك تفتيش شخصي و دقيق قبل كل جلسة واضعين في الحسبان التطور الرهيب في وسائل الاتصالات و تكنولوجيا الغش؟؟ و اذكرك بحالة الطلاب المصريين الذين قاموا بالغش بواسطة اخفاء سماعات البلوتوث في داخل فتحة الش** قبل عدة سنوات.
    هل تظن ان العقوبات الرادعة كافية لتخويف ضعاف النفوس من القائمين علي أمر الشهادة و ما اكثرهم في زمن تجار الدين الردئ قطع الانترنت واحد من الوسائل لتأمين الامتحان و هو جهد المقل و يدل علي قصر نظر المسؤليين عن تأمين الشهادة و محدودية تفكيرهم ولكن يظل الحل الوحبد المتاح حاليا و لعلمك فأن العديد من الدول العربية و الأفريقية تقطع الانترنت في فترة الامتحان و حتي في امتحانات شهادة الاساس.
    يمكن لوزارة التربية و التعليم ان تفرض علي شركات الاتصالات استيراد و تركيب اجهزة تشويش و كبت شبكة الهاتف السيار في جميع مراكز الامتحانات و يتم تشغيلها مع بداية الجلسة و إغلاقها بعد نهاية الزمن وتأثيرها محدود بحدود المدرسة او مركز الامتحان و هذه الاجهزة متوفرة و رخيصة و توجد في العديد من المساجد لمنع التشويش علي المصلين أثناء الصلاة و حسب علمي كانت مركبة في سجن كوبر لقطع اشارة الموبايل عن السجناء و تظل ارخص تكلفة من قطع الانترنت في عموم البلاد و تكبد الملايين للخسائر جراء ذلك.
    أيضا من الحلول لزيادة تأمين الامتحانات إلغاء المراكز الطرفية و النائية حيث يصعب السيطرة و التحكم في امن و سرية الامتحانات و كذلك تقليل عدد المراكز و حصرها في عواصم الولايات و إلزام المحليات بترحيل الطلاب إلي مراكز الامتحان وليس ترحيل الامتحان إلي القري و الحلال و أطراف المدن.
    الموضوع معقد و يحتاج إلي عصف ذهني للتوصل إلي أفضل الحلول مع وضع التكلفة و الحالة الأمنية في البلاد و نتمني من المسؤلين البدء مبكرا في هذه النقاشات كما أشار الدكتور و عدم الانتظار إلي العام القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..