
ليس من الحريه إغلاق إقليم ومحاصره شعب كامل والتهديد بكتم المنفذ البحري الوحيد فقط من أجل مطالب قبيله ربما تنفذ إملاءات خارجيه وأجندة كابحه لتقدم وإذدهار الدوله.
الإفراط والتفريط في الحريه هي تشوهات تٓعْبر مِن خلالها الانانيه والتحلل من الالتزامات والواجبات.
فليس من الحريه الصراخ بكلمة (ثعبان ) أو( قنبله حتنفجر) في مكان مزدحم أو في ممر ضيق حيث يقود صراخك إلى تتدافع وهروب جماعي يتسبب في كسور وسحق الضعاف.
وليس من الحريه السُكر ومن ثم الصراخ بالاساءت والتسبب في الازعاج العام والخاص ويأتي أحدهم متقشمرا” متبجحا” بالكلمه السائده عند الجميع، هو حر ( السكران في ذمة الواعي)، لاسيما وإن هذه العباره اباحت أفعال مشينه للكثير من السكارى وأصحاب السطله.
وليس من الحريه أن تترك ام صغارها عرضه للخطر دون راعي أو راشد ، بحجة أداء واجبات إجتماعيه أو عمل.
وليس من الحريه أن يترك الآباء أبنائهم لسنوات دون رعايه وتوجيه، بحجه البحث عن مال في بلاد الذهب أو دول البترول من أجل الثراء تاركا الأهم والذهاب إلى الأقل اهميه ، فقط لأن لديه حريه الاختيار من أجل تغيير حالة الفقر التي هو فيها ، ناسيا” ومتناسيا” واجباته تجاه أبناءه وبناته وأن حدود الشرع للزوجه هي أربع شهور.
في الحقيقه الحريه في هذه الايام هي باب كبير للتنصل من المسئوليه.
فليس من المعقول أن يمارس إمام جامع الحريه المزاجيه في الحديث عن حقوق الوالدين ويجهل عمدا” أو سهوا” حقوق الأبناء على الآباء ، فقط لأن لديه حريه الاختيار في إغفال الحديث عن حقوق الطرف الآخر.
وتربية أبنائنا وبناتنا علي الضمير والوازع الديني السليم هو واجب كل أب وأم بل حتى إختيار الاسم يأتي في أولويات التربية كيف لا وان التربية الاسلامية المتداولة اليوم تركز على أن الدافع والمحرِك للاحسان وفعل الخير يكون فقط من أجل الجنه والبحث عن الأجر وليس الطبع السليم والرغبه الفطريه والشعور بالارتياح والسعاده عند تقديم العون للآخرين، فلاغرو ان تتحجر احاسيس الكثير ويفشلوا في عمليات التغمص العاطفي وتتقوقع مشاعر هؤلاء حيث يتحول الإيمان إلى تزمت يمجد حيوانية الذات وإغلاق ذهني ينتصر للانانيه ويكون محجوب بالكراهية ووحشيه تجاه الآخرين.
ألم تلحظ اثرياء الدول الغنيه وهم يتسابقون في بناء المساجد الفخمه في مناطق فقيره اطفالها يلفظون أنفاسهم الاخيره دون دواء، وقبل كل ذلك يتضرعون ويشكون فقرهم وبؤسهم في هذه الصروح المقدسه الفخيمه التي كان من الممكن أن تحل تكاليف بناءها جميع مشاكلهم المتعلقه بالصحه والتعليم و الأكل والشرب ولكن بدل ذلك نجدهم بداخلها يشكون إلى الله الجوع والمثغبة وليفوز هؤلاء الأغنياء وبمنتهى الفرح بإنجازِهم الدنيوي من اجل قصورهم في الجنه ألم أقل لكم انها انانيه الذات والتحجر الديني.
لقد علموهم (وحسنا” فعلوا) أن تارك الصلاه سيدخل النار، ولم يعلموهم أن سرقه المال العام ومال الغير جريمه لاَتَحْلُلُ ولاَفكاك منها إلا بالزج في الدرك الأسفل منها .
ختاما” اقول ليس من الحريه الإستئساد والتنمر على المجتمعات المحافظه والمتمسكه بالفضيله والقيم السمحه يجب أن نحترم تقاليدهم ومعتقداتهم وندعوهم بالتي هي أحسن إلى الاسلام فلا عقاب ولاقتل وإن ماتوا كفار (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ.)
تحياتي.
د/ أبوساره حسن