
في خطاب مبثوث أرسل معالي رئيس الوزراء الاثيوبي تحية حارة للشعب السوداني ، لم ينس أفضال السودان في مجاعة عام 1985م حيث كان السودان شعبا وحكومة –من بعد الله- عونا لأثيوبيا الشقيقة وشعبها الجميل ، أعلن في خطابه زهد أثيوبيا شعبا وحكومة في بدء حرب مياه أو حدود مع السودان .
التحية الحارة القوية دعوة كريمة ، نقابلها في السودان بتحية أفضل منها وأقوي وأشد حرارة ، نخط علي الارض مناطق التعاون التي تجذب الشعبين لبعضهما ، هي الطلب لسد حاجة الداخل الاثيوبي يقابلها عرض يوفرمبتغي أثيوبيا شعبا وحكومة ، أكثر من مائة مليون نسمة في أرض أثيوبيا التي تقل فيها المساحات الزراعية وتتوفر فيها العمالة الرخيصة والمياه الوفيرة وبحيرة تانا العظيمة ، السودان الكبير بشعبه الواحد الذي يعيش في دولتي السودان وجنوب السودان هو العزوة الذي يوفر ويسد الحاجة الاثيوبية في الاطعام.
الواقع الجغرافي بين أثيوبيا والسودان الكبير يوفر عناصر مشتركة للتعاون لكي لا يترك فراغا للاقتتال والحروب ، الجمع بين أثيوبيا والسودان الكبير في تحالف اقتصادي يجمع أيضا المياه في مثلث فريد ، توتي عند مقرن النيلين الابيض والأزرق تعانق شلالات فولا في دولة جنوب السودان برباط النيل الابيض ، يكتمل المثلث بزاوية بحيرة تانا يشدها الي توتي النيل الازرق وهو يجري بعنفوانه المعهود ليلتقي مع النيل الابيض عند مقرن النيلين حيث ترقد جزيرة توتي ، باسطة توتي ذراعيها بين النيلين الابيض والأزرق منذ بدء الخليقة ترقب وحدة النيلين ثم يكونان معا النيل العظيم الذي يواصل الجريان .
جزي الله خيرا الاستاذ / أتيم قرنق ، تعرفت من مقال له في صحيفة ( الراكوبة ) علي شلالات فولا في دولة جنوب السودان ، يحاول الاهل هناك أيضا بناء خزان لتوليد الطاقة الكهربائية كما رغبة الاشقاء في أثيوبيا عند بناء سد النهضة ، انتبهت أفريقيا السوداء في صحوتها الي أهمية الكهرباء في تسريع عجلة النمولاطعام شعوبها ودرء أخطار المجاعات وتقليل نسبة الفقر بين مجتمعاتها ، لم تعد الكهرباء والاستفادة منها ترفا بل بعثا للحياة وتفجيرا لطاقات شعوبها ، يصيرالتعاون في تسخير مصادر الحصول علي الكهرباء عنوانا كبيرا للدول التي تجاور بعضها بعضا ، تلك دول الخليج تذهب طموحاتها الي الثريا و تزويد أوربا بالطاقة الخضراء عبر مشاريع عملاقة تمر عبر البحار والمحيطات.
ربط شبكة كهرباء بين أثيوبيا ودولتي السودان باستغلال مصادر المياه ، هو من أوجه التعاون الذي تسعي شعوب تلك الدول العمل عليه ، المجهودات المماثلة توفر بيئة للتوسع الافقي والرأسي في الزراعة ، لم تعد المزارع الاسرية لسد حاجة الاسرة من البفرا أو الذرة محل بحث وعمل بل الاتجاه الي مزارع تعمل بتقنيات تسقيها و تحركها الكهرباء و تصل بين أطرافها المترامية ، تحصد انتاجها من البفرا والذرة حاصدات عملاقة ،يذهب إنتاجها الي التصدير ليكفي حاجة أطراف القارة الافريقية شرقها وغربها . العمالة عالية التدريب يسهل توفيرها مع كثافة سكانية تتوزع علي معظم دول العالم المتقدمة حيث تتوافر أحدث معاهد الدرس والتدريب.
تقلص الأفكار خلال مناقشات سد النهضة وتحجرها عند تقاسم حصص المياه ، هو الذي أدي الي وضع مصر خيار الحرب علي طاولة المفاوضات ، من تجارب التأريخ الحديث فان مصر اليوم تلوح بالحرب لعقد ألوية داخلية ليحكم السيسي ، لا صوت يعلو علي صوت المعركة ولا مقاطعة للرئيس وهو يهم بإعلان الحرب حيث الخيار أمامه موضوعا وسيظل يلوح به كلما ضاق شعب مصر، اللارأي السوداني يسير مع الخيارات المصرية المفتوحة ولربما حملوه السيف ليضرب وتعبث أياد داخلية بمقبض السيف ليقطع حامله يده بذات السيف ، هي ضربة يريد بها السيسي تعطيل سد النهضة ولربما تفشل القاذفات المصرية في الوصول الي أهدافها الصحيحة وينتهي الامر الي تدمير سد الروصيرص بنيران صديقة —- والله يكضب الشينة.
خيارات السودان في المفاوضات القادمة يجب أن تعلن بوضوح ، خارطة طريق لكيفية عمل وتشغيل سد النهضة وتبادل المعلومات ، التعاون لمخاطبة هموم أثيوبيا في توفير الغذاء لشعبها ، جرأثيوبيا للمشاركة في تعلية خزان الروصيرص كصمام أمان ، توفير حركة التدريب بين مهندسي السدود في أثيوبيا والسودان يساعد في القراءة من علي البعدكما في قراءة وفهم اشارات الطيران.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
مخلصكم/