مقالات سياسية

الإرهاب والافلات من العقاب!

خارج السياق
مديحة عبدالله
قام إرهابيون بقتل نحو (42) مواطنًا في مدينة بورتسودان بتفجير عبوة ناسفة في نادى رياضي وفندق، مما يؤشر إلى أننا على أبواب عنف واسع يطال المواقع المدنية في الشرق، وانتهاك حق الحياة لمواطنين في غمضة عين، فالمجال بات مهيأ لهذا العنف بقيام مجموعات قبلية بمحاولة فرض إرادتها على المواطنين هناك بل كل السودان، بالتصعيد وإغلاق الطرق الرئيسية والتعدي على حرية التنقل للمواطنين، بل والتهديد بفصل شرق السودان وكل ذلك لا يعدوا أن يكون ابتزاز لا علاقة له بحرية التعبير والتنظيم، فهو عمل يتسم بالعنف المفارق لسلمية ثورة ديسمبر، إضافة إلى أن من يقومون بتلك الأفعال معروف انتمائهم للنظام البائد..
كل المؤشرات الحالية، تدل على نهج الحكومة في نشر القوات المشتركة في انحاء المدينة في أوقات سابقة لم يجد، لأن ذلك لم يتزامن معه القبض على الجناة الذين يقومون بالعنف وكشفهم ومحاسبتهم أشد حساب، كل ذلك لم يحدث، إذًا كيف تريد الحكومة أن يستتب الأمن وتوفر الحماية للمواطنين؟ فالحديث هنا عن فرض هيبة الدولة يبدو لغة عاطلة حيث يفقد مواطنين حق الحياة بكل سهولة لوجود مجرمين يشعرون أن بإمكانهم القيام بجرائهم في وضح النهار.
على الصعيد المدني والسياسي ردود الفعل بائسة، لا يكفي الإدانة والشجب، فالسودان مترابط برباط اجتماعي وثقافي قوي، ومن المؤكد أن إيذاء أي مجموعة من المواطنين لها أبعادها الاجتماعية على مختلف المجموعات السكانية في شتى أنحاء البلاد، وإذا كانت الإنقاذ اللئيمة قد عملت على بث أسباب الفرقة بين السودانيين، فإنهم قد جسدوا قوة التلاحم بينهم إبَّان اعتصام القيادة، علينا أن لا يغيب هذا النموذج الحًى من أمام أعيينا، إذا أردنا هزيمة إرهاب الفلول.
ومن هنا لا بد من تكثيف العمل المدني والسياسي والإعلامي، لمواجهة خطر الإرهاب، أولًا بالتعريف بمن فقدوا أراوحهم والتضامن مع أسرهم والعمل من أجل القبض على الجناة ومحاسبتهم أقسى حساب، ورفع الوعى بأهداف الإرهابيين وخطر عملهم على الاستقرار وضرب أهداف الثورة، إنها مسؤولية جماعية لا تتحمل التأخير ولا الصمت وانتظار فعل الحكومة فقط..
قاوموا..
________
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..