تقرير: محاسن أحمد عبد الله
هناك مثل شائع ومتداول بين الكثيرين يقول “القرش الأبيض لليوم الأسود” ويعني حفظ المال الزائد عن الحاجة حتى لا يتم تبذيره، والاستفادة منه وقت الحوجة الشديدة في حالة حدوث الظروف المتقلبة.
كانت النساء في الماضي يضعن ماتبقى من المصروف اليومي في مكان آمن بعيدا عن متناول الأيدي وصرفه وقت الحاجة ثم تطور الامر للمشاركة به في الصندوق الشهري أو الأسبوعي.
ختة وقرعة
تعتبر النساء أكثر تدبيرا واقتصادا في كيفية إدارة إنفاق المصاريف اليومية الأمر الذي جعلهن يلجأن لـ”الختة” أو “الصندوق” وذلك بإختيار مجموعة من نساء الحي أو الأهل أو الأصدقاء وتحديد دفع مبلغ معين كل شهر أو أسبوع يتم صرفه لإحداهن نهاية الزمن المحدد للصرفة حسب الحاجة، وأحيانا بالقرعة إذا كانت عدد المحتاجين للصرفة كبير حتى يأخذ “الصندوق” دورته كاملة لتبدأ إعادته مرة أخرى.
طوق نجاة
يعد الصندوق ذو أهمية كبيرة للكثيرين نسبة لحله كثير من المشاكل المادية التي تمر بها الأسر مثل دفع أقساط الجامعات والمدارس والايجار والعلاج وغيرها من الاحتياجات الأخرى ليكون بمثابة طوق نجاة ما يجعل الغالبية يحرصون عليه حتي علي مستوي الموظفين في المؤسسات الحكومية.
تلبية إحتياجات
عدد من السيدات أكدن لـ”الراكوبة” انهن يعتمدنا إعتمادا كليا على (صرفة) الصندوق أو (الختة) وذلك بتحديد مبلغ كبير للفرد الواحد حتي يستفدن منها بعمل مشاريع صغيرة أو قضاء حوجة ماسة، مشيرات إلى أن مرتبات أزواجهن لا تكفي احتياجاتهم ومتطلباتهم في تعمير المنزل أو إحياء مناسبة إلا بتوفير المبلغ من الصندوق .
أصحاب الدخل المحدود
لم تعد فكرة الصندوق أو (الختة) محصورة علي النساء فقط بل دخل فيها العنصر الذكوري منذ سنوات طويلة لانها غير مرتبطة بنوع معين وأكثر الفئات إنضماما لها الموظفين أصحاب الدخل المادي المحدود لأنهم يرون فيه إنقاذ لحل مشاكلهم المادية.
فيما أصبح المبلغ المشارك به في (الختة) كبيرا وذلك مواكبة للوضع الاقتصادي ارتفاع الأسعار وزيادة المرتبات ليصبح المبلغ كبير عند صرفه وذو فائدة كبيرة للمشترك.
باب فرج
فيما أكد عدد من الموظفين لـ”الراكوبة” عن مدى استفادتهم من (الختة) بأنها باب من أبواب الفرج الذي ينقذهم وقت الحوجة خاصة أن أغلبهم لديهم أسر وأطفال يسعون دوما لتلبية إحتياجاتهم ،مؤكدين أنه لولا مشاركتهم في الصناديق التي توجد في مؤسساتهم وتخصم من مرتباتهم أو الشهر لكان وضعهم الاقتصادي أكثر سوأ.
