وللسودان أيضا أمنه المائي

أسامة ضي النعيم
في مصر دونه المهج والأرواح ، يعلنها الرئيس المصري السابق مرسي حربا علي من يمس أمن مصر المائي ، يعد الرئيس السيسي أحدث أنواع الطائرات قاذفة الصواريخ والحمم والنيران ويستعرضها قوة لا يستهان بها تحلق في سماوات السودان ، يعطي المناورات والتدريبات أسم حماة النيل ترسل رسالة الحماية والقدرة علي اقتلاع ما تراه مصر حقا لها في مياه النيل بذراع طويلة ، أثيوبيا لا تقف متفرجة وتبرز عضلاتها لحماية سدها وأمنها المائي ويعلن الرئيس أبي أحمد قدرته علي تجييش مليون عنصر من مواطنيه لحماية سد النهضة والدفاع عنه ، تبرم أثيوبيا اتفاقات الدفاع المشترك مع روسيا لرفع قدراتها الدفاعية والقتالية لحماية أمن أثيوبيا المائي .
اعدادات القوة ومرابط الطائرات والصواريخ وتجييش الافراد لحماية الامن المائي في مصر وأثيوبيا ، حكومة السودان لا تأخذها الحمية وغضبة مضرية تحرك عندها الحس الامني لحماية أمن السودان المائي عقلانيا بين جارين يعدان العدة لمقاتلة بعضهما البعض من أجل حصص المياه ، تبقي احتمالات الحرب في هذه الاجواء قائمة ، الضربات الجوية بالطائرات الاحدث أو بالصواريخ الاكثر دقة تدخل أيضا في حساباتها نسبة خطأ قل أو كثر، قد يتسبب في كارثة لسدود وخزانات السودان أو أراضي ومدن سودانية مأهولة بالسكان وتلك الطائرات والصواريخ تعبر الاجواء السودانية ، هي في كل الاحوال تعتبر نيران صديقة سواء أتت من الجانب الاثيوبي أو من الجانب المصري والضرر يقع علي خزانات وسدود السودان وعلي مواطنين سودانيين.
اعلان معالي رئيس مجلس السيادة السيد عبد الفتاح البرهان اليوم بأن المفاوضات هي الطريق الاوحد للوصول لاتفاق بشأن سد النهضة ، تصريح رجل الدولة الذي يستصحب الاخطار المحتملة من نشوب حرب بسبب سد النهضة ، موقع السودان الجغرافي يجعله هدفا محتملا للضربات والنيران الصديقة ، هنا لا بد من تقدير أمن السودان ورفعه عاليا في مواجهة كل من مصر وأثيوبيا ، للسودان أمنه المائي الذي يسعي لتأمينه وحمايته و التهديد بالحرب لمحو سد النهضة من الوجود كما يلمح الرئيس السيسي أو للدفاع عنه في الحالة الاثيوبية تأخذ السودان بالتبعية الجغرافية وتجره الي التأثر بالحرب وان كانت بنادقه في وضع السكون .
يبقي الامن المائي علي النيل الازرق دائما موضوع حوار لا اقتتال ، الحرب فيه تصبح خسارة علي جميع الاطراف ، لا تتوقع مصر بأنها ستخضع أثيوبيا عسكريا وترغمها علي ضخ مياه الهضبة الاثيوبية الي مصر لتخزينها في قنوات خاصة بصحاري مصر وتحت انفاق أعدت لهذا الغرض، تلك فرضية يجب أن تخرج من أذهان واضعي سياسة الحرب في مصر، التفكير العقلاني هو الاحتفاظ بالنيل من منابعه الي مصبه واحة خير وتعاون ، و التواضع علي مقال الناس سواسية في الحصول علي الماء ، حشد منابر البحث وإعداد العلماء في مجال المياه وتكوين هيئات مشتركة بين مصر والسودان وأثيوبيا لإنشاء مصائد لحصد مياه الامطارسنويا في الهضبة الاثيوبية وفي الداخل السوداني ، يغني ذلك عن تجييش الجنود وامتلاك غالي الطائرات والصواريخ لحرب لا يمكن فيها اخضاع أثيوبيا وإجبارها علي تجميع ودفع مياه الهضبة الاثيوبية لتواصل جريانها بلا اعتراض الي أن تصل الي السد العالي. يقف البواب السوداني أيضا حارسا لجريان النيل الازرق الي أن يصل الي حضن السد العالي لتتواصل الحياة في شرايين هبة النيل .
للسودان أيضا أمنه المائي في الاحتفاظ بمجاري الانهار عبر بلاد السودان كما كانت منذ بدء الخليقة ، مناطق امنه يتقاسم فيها الماء بين جميع المخلوقات ويأخذ الكل قدر حاجته منها ، العقلانية يجب أن تكون سيدة الموقف والبحث عن المزيد من المياه يصبح عملا انسانيا تسعي الدول الي تسخير امكانياتها للبحث عن مصادر جديدة للمياه وترشيد استغلالها ، رفع الحرب والاقتتال عن مجاري السقيا والأنهار يمكن العيش بسلام فالحرب كر وفر فمن ينتصر اليوم في حرب المياه لا يتوقع أن تظل عين الماء مفتوحة له تصله امدادتها من الطرف الضعيف فلربما طمر العين وغاض الماء ومات الجميع ، ووارد احتمال غلبة أثيوبيا في الجولة الاولي من الحرب ،هل يعني ذلك ايقاف جريان النيل الي مصر وتحويله لري صحاري السودان أو الحاقه بالنهر العظيم في ليبيا.
الحرب لا هي تلك يحسب الطرف القوي فيها انه لا محالة منتصرا ، بل هي كما عبر عنها شعرا زهير بن أبي سلمي :
وما الحرب الا ما علمتم وما ذقتم @ وما هو عنها بالحديث المرجم. الي أن يقول :
فتعرككم عرك الرحى بثفالها @ وتلقح كشافا ثم تنتج فتتم
وتقبلوا أطيب تحياتي.