مقالات وآراء

أين اختفت كتيبة الإسناد السماوي!

عبدالعزيز التوم

قد دار في خُلدي كثيرا من التساؤلات عن مصير كتيبة الإسناد السماوي التي كانت تتخذ من القصر الجمهوري قاعدة لها، وسبق أن حدثني رجل دين مرموق عن هذه الكتيبة ،في كيف انه لعب دورا بارزا في تجميع هذه القوات من ولايات السودان المختلفة بما فيها دافور ،وكما حكي لي عن دوره في قيادة وتوجيه هذه الكتيبة نحو تحقيق غاياتها العسكرية القصوى جنبا الي جنب مع كتائب الظل والدفاع الشعبي والأمن ومليشيات الجيش والدعم السريع ،ولكن مهمة هذه الكتيبة كانت تنحصر فقط في تعزيز العون السماوي عبر التماس طلب المساعدة الإلهية في تثبيت قلوب المقاتلين ،وطلب المباركة وديمومة السلطة للرئيس عمر البشير وقتها ،يا تري من تكون هذه الكتيبة التي تقوم بمثل هذه المهمات العظيمة ؟! انهم حفظة القران وبعض تلاميذ الخلاوي الذين احضروا خصيصا لتلاوة القران والقيام بمشروع الأدعية المستدامة.
وكمثل أي جنود الذين يُزج بهم في حروب عبثية لا ناقة ولا جمل لهم فيها، هؤلاء الضحايا من طلاب الخلاوي وحفظة القران، كانوا صادقين في مهمتهم، أو علي الأقل، أن بقاءهم في القصر الجمهوري قد جنبهم من بعض صروف الدنيا ومحنها، ضنك الحياة وبؤسها ولا سيما حياة الخلاوي -حيث تأتيهم من كل حدب وصوب ما طاب ولذ من المأكولات والمشروبات . وقيل انهم يقومون بختم القران في كل يوم يُولد ،يتوسلون بأكفهم الي السماء نهاراً ومساءً ،وفي كل لحظةٍ وحين ،وقد فعلوا كل ذلك بإخلاص ظنا منهم في تثبيت دعائم دولة الإسلام التي صُورت لهم علي أنها تواجه تحديات جِسام من قبل أعداء الله وأعداء الإسلام ،وفي الوقت ذاته، لا نسيئ الظن فيهم بإدراكهم لما يدور من حولهم داخل القصر الجمهوري ،من الفساد الأخلاقي بمختلف درجاته، وفي الخارج قتل الناس وتنكليهم وسحلهم!…وهنالك قصص كثيرة غير مترابطة عن مصير هؤلاء الضحايا، ولكن فيما رُوِي، انه في يوم المجزرة، وقُبيل فض الاعتصام قد شُوهد انضمام بعض الأشخاص تشير ملامحهم بذات الأوصاف لمنطقة كولمبيا ،وقد حدث فيما حدث لاحقا !.
يظن بعض المهووسين، أن تجارة الدين في السياسة لن تبور أبداً، وانها لا تحتاج الي رأسمال سوي عقول فارغة ،ومجتمع تُسيطر عليها الأسطورة والخرافة ،هكذا، وفي عام 2015 أعلن الرئيس الغامبي “يحي جامي” إسلامية الدولة، وكان دائما يحمل مصحفا في يده في معظم خطاباته الرسمية ،وقد بلغ به الهوس الديني مبلغا عندما اعلن أن رئاسته وحكمه في يد الله ،وان الله وحده يمكنه أن ينزعه منه ،وقد زعم انه سيبقي في الحكم مليار عام بأمر الله…وفي انتخابات 2016 مُني بهزيمة نكراء أمام مرشح المعارضة “آداما بارو” ،واقر بهزيمته ،ولكنه رفض لاحقا الاعتراف بنتيجة الانتخابات مُعلنا حالة الطوارئ قُبيل تنصيب الرئيس المنتخب ،وقد توسطت المنظمة الأفريقية لدول غرب إفريقيا (إكواس) ومنحته مُهلة للتراجع عن قراره ،وبعد ساعات من انتهاء المُهلة ،توغلت قوات إكواس في حدود غامبيا ،هرب “يحي جامي” الي غينيا الاستوائية ! وحينها علقت واستفهمت بعض الكتابات الساخرة ،هل نقض السماء عهده في كفالة وحماية الرئيس المعين من قبل الله لمدة ميار عام؟!!!
كانت واحدة من مآسي دولة الكيزان، أن جعلوا من السحرة والمشعوذين والدجالين موظفين عموميين للدولة، فبعضهم يتقاضون مرتبات تفوق مرتبات الوزراء وكبار الدبلوماسيين، فكانت بيوت الشيوخ (الامبتارا) والقباب والمزارات قبلة المسئولين المعينون الجدد، حتى قبل أدائهم للقسم، ظنا منهم في نيل المباركة وتثبيتهم في المناصب! وبعد انتهاء الحقبة المشينة في تاريخ السياسة السودانية، ظننا خروج الأسطورة والخرافة كلية من الظاهرة السياسية السودانية، واستعادة روح العقلانية في التخطيط الاقتصادي والسياسي والقانوني…الخ، ولكن يا للأسف تتجدد هذه الظاهرة بأوجه مختلفة على ظهر مشروع الثورة السودانية والتي جاءت لإحداث قطيعة تامة مع هذه المفاهيم. وبين كل هذا وذاك، نعود مرة أخري ونسأل عن مصير كتيبة الإسناد السماوي.

‫5 تعليقات

  1. هناك سؤال لم يسأله احد، لذا لم تتم الاجابة عليه، كم عدد الذين أبلغ اهلهم عن فقدانهم بعد فض الاعتصام؟ وكم عدد الجثث الموجودة في المشارح في الخرطوم وحولها؟ من هم مجهولو الهوية بين هذه الجثث؟ البحث يجب أن يستمر لمعرفة العدد الكلي للجثث والمفقودين الذين تم الابلاغ عنهم. هناك حلقة ضائعة لن يأبه لها نبيل اديب لانشغاله بالتصريحات اليومية في الصحف بأشياء لا تخص عمله كرئيس للجنة التحقيق في فض الاعتصام

  2. لم تختف كتيبة الإسناد السماوي استبدلت بإنصاف المثقفون المتسلقون في صفوف الحركات المتمرد مثل بارود صندل الذي يحدثنا عن عدم رفع الأذان في تلفزيون السودان علما كل المساجد ترفع الأذان كلمة حق اريد بها باطل وهي إحدى خيابات الكيزان الفاسدين الكثيرة ونسي حق أهل دارفور 300الف مواطن في دارفور قتلوا من جماعة هي لله لا للسلطة ولا للجاه ثلاثون عاما كذبا ونفاقا لعنة الله على الكيزان كورونا السودان السياسية الكوز كائن متحول لا أمان وكاذب وعديم الضمير الحي السوداني فاجتنبوه
    أن الشحوزه والدجل والكذب والنفاق السياسي والديني ونهب مال الشعب السوداني من خصائص الكوز واعلم يا كوز أن الثورة والثوار جاهزين والترس صاحي لإزالة كل خيابات الكيزان والسلفيين والإرهابيين الفاسدين الخائنين الخاءبين وجماعة الافك والضلال والنفاق السياسي علماء السلطان والباسطه والحرامية وعديمي القيم والضمير الحي واعلم يا كوز لولا ثورة ديسمبر المجيده ساميه الأداء والفهم والرؤى والطهر لكنت حتى الآن لاجئ في النرويج بلد العلمانيه التي اوتك وعشت في كنف العلمانيه حينا من الدهر ولم تمنعك العلمانية صلاتك أو صومك كفى افكا ونفاقا لعنة الله على كل من يستغل الدين الإسلامي الحنيف لاجنتدهم المافونه وهدفهم الوصول إلى السلطه وتعويق مسار الثورة والترس صاحي لإزالة كل خيابات الكيزان والسلفيين والإرهابيين الفاسدين الخائنين الخاءبين وجماعة الافك والضلال والنفاق السياسي واعلم ياكوز يا غبيان أن التجارة بدين الله أصبحت مكشوفة وبضائع منتهية الصلاحية وفاسدة ولا تباع في سوق اليوم السياسي لأن الوعي في العقول الجمعي والفهم الصحيح للدين الإسلامي الحنيف دخل كل قلوب الناس كفى افكا ونفاقا واعلم ياكوز انتو ماقدر الثوره الخروج للثوار القادم أكبر من فهمكم القاصر

  3. مقال قمة في الدجل و الهوس الالحادي….لا شيء يزيد عن افكم الا افكم. ستعيشون و تموتون في الوهم

  4. إذا تجارتهم كانت خاسرة ولهم لعنة الله تغشاهم يا عزيزي السودان مسكون بالجن النخبوي ذو المفاهيم البالية العقيمة التي شوهت هوية السودان وجعلته مسخا مشوها لغيط لا نعرف له شي
    دعنا محارب المتخلفين من الإعراب الذين جعلوا من الدين سببا للقتل والسيطرة على الحكم وبعدها نبني سودان يسع الجميع

  5. بدلا من الهمز واللمز حول المقال، يجب الاجابة على الاستفسارات المطروحة في المقال، بالمناسبة لماذا انزوى نبيل أديب عن الانظار ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..