المصالحة … الانقلاب المفاجيء في موقف رئيس حزب الأمة المكلف

يوسف السندي
لاحظ الكثيرون الانقلاب المفاجيء في موقف رئيس حزب الأمة المكلف اللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر من لجنة مبادرة القوى السياسية والتي كانت في الأصل تسمى مبادرة حزب الأمة لاصلاح قوى الحرية والتغيير، وتم تغييرها في الاجتماع الذي انعقد بدار حزب الأمة في مايو الماضي وبحضور جميع أعضاء كيانات قوى الحرية والتغيير.
تسلسل الأحداث يظهر بيان ٢١/مايو الماضي الذي صدر باسم اللجنة الفنية والذي سحب الثقة من المجلس المركزي بانه كان مفترق طرق، اذ على أثره رفضت أحزاب المجلس المركزي حضور الاجتماعات اللاحقة لمبادرة اللجنة الفنية.
ثم فجأة ظهر في ١٠/يوليو الجاري الاعلان السياسي بتوحيد حزب الأمة والمجلس المركزي والجبهة الثورية، يومها كتبت مقالا مباركا ذلك التوحيد، لجهة ان اي وحدة بين قوى الثورة ستصب في اتجاه تقوية فرص نجاح الحكومة الانتقالية، وتسألت يومها في ذلك المقال عن مصير اللجنة الفنية لمبادرة القوى السياسية وأين هي من هذه الوحدة؟
بعد فترة قصيرة أصدرت اللجنة الفنية بيانا تؤكد فيه انها ليست جزءا من هذه الوحدة، وشاركتها في ذلك الجبهة الثورية جناح مناوي وانضم إليهما جناح الحركة الشعبية شمال بقيادة جلاب وتحالف اردول الجديد، لتصبح بذلك كتلة لا يمكن تناسيها.
ظهر في الايام الماضية حديث اللواء المتقاعد برمة ناصر وهو يهاجم أحزاب اللجنة الفنية، مع أن بيان اللجنة الفنية ظهر ممهورا بتوقيع ممثل لحزب الأمة القومي، مما يشيء بأن الحزب يتحدث بلسانين، لسان مع اللجنة الفنية ولسان مع الوحدة مع المجلس المركزي والجبهة الثورية، وهذا أسلوب لا يليق بحزب الأمة القومي ولا يشبهه، ويجب أن يحسم عاجلا داخل المؤسسات ويخرج الحزب بموقف واحد فقط سواء مع الوحدة او مع اللجنة الفنية، وان كنت اتمنى ان يستغل الحزب وزنه وقيمته التاريخية لاحداث وحدة جامعة بين الطرفين وان لا ينضم لاحداهما ضد الأخر.
وحدة قوى الثورة هي صمام أمان نجاح الفترة الانتقالية، اذا كان هناك حديث عن مصالحة فإن المصالحة التي تستهدف توحيد فرقاء النضال المشترك في قوى الحرية والتغيير هي الاهم الان.
الخلافات الراهنة بين فرقاء قحت هي خلافات مرحلية سطحية وليست استراتيجية عميقة، هي خلافات حول الهياكل وضبط الخطاب وحدود المسؤولية، وليست خلافات حول حتمية نجاح الفترة الانتقالية وضرورة العبور للديمقراطية وإقامة دولة الحرية وحكم القانون والتبادل السلمي للسلطة.
لذلك لا يجب أن يرهن السادة الفرقاء الأهداف الاستراتيجية العليا التي تهم الوطن جميعا، لصالح خلافات مرحلية قد تكون في معظمها ذاتية محضة.
الجلوس في طاولة واحدة تضم الجميع كما كان عليه الحال في الاجتماع الأول بدار حزب الأمة القومي، قد يكون كافيا ليخرج الجميع الهواء الساخن من الصدور، ويتخلصوا من عبء الشحناء التي لا معنى لها، ويتوافقوا على ذات الأسس في الهيكلة التي حوتها الوحدة الثلاثية، مع استصحاب أسس مبادرة حمدوك.
ضاع وقت ثمينا في الخلافات التي يمكن علاجها بين أحزاب السلطة، مما جعل الدولة العميقة وجماعة (تسقط تالت) تضع مزيدا من العراقيل في درب الحكومة الانتقالية، سقوط الحكومة الانتقالية وفشلها يعني فشل الثورة وضياع كل التضحيات هباءا منثورا، فهل يفهمنا العقلاء في المجلس المركزي وحزب الأمة واللجنة الفنية والجبهة الثورية؟!
(وفشلها يعني فشل الثورة وضياع كل التضحيات هباءا منثورا) انتهت الثورة المهدية على ما انتهت عليه ولم ننسى المهدي ولا عبدالله التعايشي ولم تموت الثورة فينا وانتهت ثورة جمعية اللواء الابيض على ما انتهت ولم ننسى عبدالفضيل الماظ ولا علي عبداللطيف ولم تموت الثورة فينا وانتهت اكتوبر على ما انتهت عليه ولم تضيع التضحيات ولا ذال القرشي شهيدنا الأول ولم تموت الثورة فينا وانتهت انتفاضة ابريل على ما انتهت عليه ولم ننسى الشهداء وليم وعبد الجليل طه والطفلة مشاعر وحامد حسن و أزهري مصطفى ولم تموت الثورة فينا وما شينا في السكة نمد في روحهم للجاين نحن لا نخاف من المستقبل فالتذهب حكومة الهبوط الناعم للجحيم ولتنتهي الثورة على ما تنتهي عليه ان لم تحقق مطالبها ومبادئها ولن نموت ولن تفتر عزيمة السودانيين لبناء سودان جديد قائم على الحرية والسلام والعدالة فلا ترهبونا بضياع التضحيات هباءا منثورا وكان الثورة نزلت علينا من السماء كمائدة عيسى
اخي الثورة لم تمت ، ولن تموت ابداً بإذن الله.. الثورة في صدور الشباب الذين أوقدوا جذوتها يوم عمل من سبوقهم مع آكلي السحت وقاتلي الإنسانية.. الثورة تنظر وتعاين وتترقب بعين فاحصة.. والثورة ترمق الغالبية التي لا تحب هذه البلاد والخير لأهله بتؤدى.. وبسلمية متناهية.. والثورة ماضية في طريقها للآفاق.. ومشاعلها في أيدي معروفة.. بعيدة عن احزاب الخوار والعوار وسياسة العطالة.. وإلا لما صمدت كل هذه الفترة.. ودونكم ما يحاك ضدها في الخفاء وهي صامدة.. ولذلك لا نخاف على الثورة ولكن كل يقف ضدها يجب أن يخاف على نفسه.. والترس صاحي..
كلام جميل أن الثورة باقية ولكن لا بد من كشف المعوقات فى الطريق مثلا يفترض أن اللجنة الفنية تعمل على عدم إقصاء المجلس المركزى لأن الهدف من تكوين اللجنة هو إصلاح المجلس المركزى وليس الإلغاء ولكن اخوانا ناس منى مناوى فهموا إلغاء كلى للمجلس المركزى فقط انظر بيان اللجنة وهل تتوقع أن يستمر حزب الأمة وهو كان يدعو لاصلاح الحرية والتغيير و المجلس المركزي وليس الهدم الكلى