أكثر من علامة إستفهام

عامر محمد صالح عثمان

أثارت الزيارة الأخيرة للسيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لمدينة بورتسودان العديد من التساؤلات واللغط عن أهداف وتوقيت الزيارة .

وبالرغم من إن دقلو صرح بأن الغرض من زيارته هو الوقوف على قضايا ومشاكل الميناء والسعي لمعالجتها لينساب الصادر والوارد بطريقة سلسة ، ووجه بإلغاء عطلة السبت وزيادة ساعات العمل بالموانئ لإنسياب البضائع ، إلاّ إن كل ذلك لم يكن كافيا لإزالة المخاوف من خصخصة الموانئ ، لا سيما وإنها تأتي عقب إتفاق البرهان قبل أيام قلائل مع ولي عهد أبوظبي بالشراكة في مجال الموانئ ، ثم إن تلك القرارات التي إتخذها فيما تتعلق بالعمل في العطلة أو بعد الدوام لم تكن بحوجة لزيارة مسئول بدرجة رفيعة كهذه ، بل هي قرارات غاية في البساطة تتخذ متى دعت حوجة العمل لها بالمستويات الإدارية العادية بهيئة الموانئ البحرية ، وكان الأمر ليكون أقرب للمنطق والموضوعية نوعا ما حال صدرت قرارات بصيانة الآليات المتوقفة وزيادتها كما ونوعا ، أو أخرى متعلقة بالمعالجات لإرتفاع تكلفة الشحن البحري للحاويات ببورتسودان .

لكن الرجل بدلاً عن ذلك ركز كثيرا على الإلتقاء بالإدارات الأهلية بالولاية جل أيام الزيارة وركزت خطاباته على إسقاط فشل الحكومة الانتقالية وتدهور الأوضاع المعيشية على الساسة فقط دونما إلتفاتة لدوره ورفاقه من المكون العسكري في إقتسام تحمل تلك المسئولية فيما حدث من فشل .. ولا يزال .. في كافة مناحي الحياة الإقتصادية والسياسية و الأمنية بالبلاد .
وبينما رفضت لجان المقاومة ببورتسودان زيارة دقلو وقامت بالإعلان عن التتريس الكامل للمدينة ، فقد أصرت الإدارات الأهلية على تنظيم الفعاليات والبرامج المكررة و المماثلة لتلك التي إعتدنا رؤيتها في عهد النظام البائد للرئيس البشير من مظاهر الإحتفاء والتكريم للضيف وسط هتافات عدد من معارضي الزيارة ضده بسنكات و بورتسودان .

كاتب و صحفي من بورتسودان